|
ضــوء ســـاطع «الفعاليات الوطنية والسياسية تدعو السلطة للتحرك من أجل إنقاذ القدس والحرم الإبراهيمي. الحكومة في رام الله تدعو الجهات الدولية المختلفة وخاصة اللجنة الرباعية لتحمل مسؤولياتها. الحكومة المقالة في غزة تدعو لعقد جلسة طارئة للجامعة العربية بشأن القدس. الجامعة العربية تدعو الأمم المتحدة لعقد جلسة خاصة لبحث الوضع في القدس. منظمة المؤتمر الإسلامي تدعو لتحرك عاجل...» . إذا، الكل يدعو الكل للتحرك لإنقاذ الأرض والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والخليل، دون أن يكون هناك من يأخذ زمام المبادرة ويتحرك فعلا باستثناء بضع مئات من الشبان الفلسطينيين الذين يفلتون من الأطواق الأمنية الإسرائيلية ويتمكنون من الوصول إلى الحرم القدسي أو الحرم الإبراهيمي ليشكلوا دروعا بشرية في وجه الهجمة الشرسة من جانب حكومة الاحتلال وقواتها ومستوطنيها والتي لم تعد خافية أهدافها في تهجير المواطنين العرب وإحلال يهود مكانهم بالتزامن مع محاولات لا تنقطع لتزوير تاريخ تلك المنطقة وتحويل أهلها الأصليين إلى أغراب، وتحويل الغرباء إلى أصلاء ضاربة جذورهم في الأرض. ولعل مثل هذه الردود التي تقتصر على الدعوات والاستنكارات دون أن يبادر القادة العرب والمسلمين إلى التحرك الجاد وعلى أعلى المستويات لمواجهة خطط إسرائيل المعلنة لتهويد الأماكن المقدسة ووضع ممارساتها الاستفزازية على أجندة المجتمع الدولي، هو ما يشجع الحكومة اليمينية في إسرائيل على التمادي في غيها وتسريع مخططاتها التهويدية وهي مطمئنة إلى أن أصحاب القضية، عن قضيتهم منشغلون، في ظل ظروف دولية وإقليمية تبدو أيضا مواتية. ولعل هذا كان يرتب على وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا في القاهرة أن يكرسوا اجتماعهم، بل ويحثوا القمة العربية المقبلة، على بحث سبل حماية القدس والحرم الابراهيمي من الضياع، بدل الانشغال بتوفير غطاء لمفاوضات يدرك الجميع أنها باتت عقيمة ومنذ زمن. Free7adnan@yahoo.com |
|