تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الانتخابات العراقية .. أهم الكتل المشاركة وفرص فوزها المؤلف: ناصر منذر

أضواء
الخميس 4-3-2010م
يشهد العراق الأحد القادم انتخابات تشريعية ، قد تكون الأخيرة التي تجري تحت نير الاحتلال الأميركي ، إذا ما طبقت الاتفاقية الأمنية والتي تقضي بانسحاب القوات الأميركية من هذا البلد بنهاية عام 2011 .

ويتنافس في هذه الانتخابات 6172 مرشحا يمثلون 165 كيانا سياسيا ينتمون إلى 12 ائتلافا انتخابيا لاختيار 325 مرشحا لملء مقاعد مجلس النواب الجديد.‏

ويشرف على هذه الانتخابات أكثر من 78 ألف مراقب حسب ما أعلنته المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق ، التي أوضحت أن عدد المراقبين الدوليين المسجلين حتى الآن بلغ 926 وعدد المراقبين المحليين بلغ نحو 78 ألفا ، في حين بلغ عدد المنظمات الدولية المسجلة 30 منظمة ، إضافة إلى أكثر من 300 منظمة محلية .‏

وقد اصطدمت العملية الانتخابية قبل بدئها ببعض العقبات ، كان أبرزها قرار ( هيئة المساءلة والعدالة) التي استبعدت عددا من المرشحين ، ما أثار جدلا سياسيا حادا وانقساما شعبيا ربما يترك أثره السلبي على سير العملية الانتخابية ، حيث لوحت بعض الكتل بورقة المقاطعة احتجاجا على هذا القرار ، فيما حاولت شخصيات سياسية وكتل برلمانية أخرى بذل مساعيها من أجل السماح لبعض المبعدين بالمشاركة في الانتخابات التي يتطلع إليها العراقيون بأن تكون نزيهة ، خصوصا أنها تجري وفق نظام القائمة المفتوحة ، ما يعني أنه يمكن للشعب العراقي أن يقوم باستبعاد الشخصيات غير المرغوب فيها من خلال عدم تصويته لها يوم الاقتراع .‏

والخارطة السياسية للانتخابات العراقية تشير إلى وجود تنافس كبير بين ست كتل رئيسية للحصول على أكبر عدد ممكن من المقاعد في البرلمان المقبل ، وهذه الكتل هي : ( ائتلاف العراقية ) بزعامة رئيس الوزراء العراقي الأسبق اياد علاوي ، ويحاول هذا الائتلاف الحصول على المركز الأول في الانتخابات كي يخرج منه رئيس الحكومة المقبلة حسب الدستور العراقي .‏

ويراهن الائتلاف على أخطاء الحكومة الحالية في إقناع الجماهير بالتصويت له ، كما يراهن على أنه رافض لكل أنواع المحاصصة ، سواء كانت طائفية أو اثنية أو حزبية0، ويريد بناء دولة عصرية يسودها القانون والدستور وتحترم الإنسان .‏

وهذه الكتلة قررت المشاركة في الانتخابات على الرغم من شمول اثنين من قياداتها هما صالح المطلك وظافر العاني بقرار المنع .‏

وأوضح عضو الكتلة عدنان الدنبوس أن الكتلة ستشترك في العملية الانتخابية ، وستقوم بواجبها الوطني كحركة وطنية ضمن الكتل التي تساهم في إرساء دعائم النظام الديمقراطي في العراق ، وحتى صالح المطلك دعا لهذا الأمر كونه الطريق الصحيح لخلاص العراق مما يعانيه.‏

وكان رئيس الكتلة اياد علاوي أكد أن قضية استبعاد المرشحين استخدمت لتصفية الخصوم السياسيين من قبل الأحزاب النافذة بعيدا عن أسس دستورية ، متهما الحكومة العراقية بإثارة هذه الملفات من أجل التغطية على الفشل الذريع الذي رافق عملها في الكثير من الملفات المهمة .‏

أما الكتلة الثانية فهي ( ائتلاف دولة القانون) ويقودها رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي ، الذي يرى أن حظوظه لا تزال كبيرة في الحصول على المركز الأول .‏

والكتلة الثالثة هي ( الائتلاف الوطني العراقي ) الذي يتزعمه رئيس الحكومة العراقية الأسبق ابراهيم الجعفري ، ويشعر الكثيرون أن هذا الائتلاف ورغم ضمه لتيارات مهمة ومؤثرة في الشارع العراقي ، مثل التيار الصدري ، والمجلس الإسلامي الأعلى ، وحزب الفضيلة ، وشخصيات أخرى لن يستطيع الحصول على المركز الأول لأن جماهيره توزعت بين كتلتين هما:( العراقية ) و ( ائتلاف دولة القانون ) وهذا الأمر سيؤثر كثيرا على قاعدته الشعبية .‏

أما الكتلة الرابعة فهي ( التوافق العراقي) ويتزعمها الأمين العام للحزب الاسلامي العراقي أسامة التكريتي ، وتعد هذه الكتلة الامتداد الحقيقي لجبهة التوافق العراقية ، ولها مكانة خاصة لدى جمهورها حيث حققت له إنجازات كثيرة في السنوات الماضية .‏

والكتلة الخامسة هي ( قائمة التحالف الكردستاني ) وهي قائمة ثابتة وجمهورها واضح ، ويقودها الحزبان الكرديان بزعامة الرئيس العراقي جلال الطالباني ، ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني .‏

أما الكتلة السادسة فهي ( ائتلاف وحدة العراق ) ويتزعمها وزير الداخلية جواد البولاني ، وهي تخوض الانتخابات لأول مرة بائتلاف موحد يضم شخصيات معروفة في المجتمع العراقي.‏

وتبقى الكتل الباقية وهي صغيرة ، ومسألة فوزها في الانتخابات أمر مستبعد ، حتى وإن فازت فإنها ستحصل على عدد قليل من المقاعد ، وهذا العدد لن يساعدها على تنفيذ وعودها الانتخابية.‏

وقبل بدء العملية الانتخابية حذر العديد من الأوساط العراقية من مخاطر حصول تزوير في هذه الانتخابات ما سيؤثر على مصداقية ما ستفرزه من نتائج ، وبرروا تحذيراتهم تلك بعدم وجود إحصاء سكاني في العراق منذ أكثر من عشرين عاما ،حيث يساعد غياب الاحصاء على عمليات التزوير ، إضافة إلى عدم وجود قانون للأحزاب ينظم عملها ، فضلا عن التخوف من وجود دعم خارجي لبعض الجهات بهدف التأثير في نتائج الانتخابات .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية