تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


توقيت سعودي مريب

نافذة على حدث
الثلاثاء 29-10-2013
عبد الحليم سعود

فيما تنشط الدبلوماسية الدولية على خط الأزمة في سورية من أجل الوصول إلى حل سلمي، حيث يقوم الوسيط الأممي الأخضر الإبراهيمي بجولة على عدد من الدول المؤثرة لحثّها على المشاركة بمؤتمر جنيف

المزمع عقده أواخر الشهر القادم، بدأت جهات بعينها وعلى رأسها السعودية تفقد أعصابها جرّاء الأجواء الايجابية التي أفرزها التقارب الروسي الأميركي من جهة والتقارب الإيراني الأميركي من جهة أخرى، ما انعكس أعمالاً إرهابية وتوترات أمنية لم تكن مصادفة أن تحدث في وقت واحد وتلحق الأذى بدول مطلعة بدور إيجابي حيال الأزمة في سورية.‏

فلو استثنينا أو تجاهلنا التوترات الأمنية المتكررة في مدينة طرابلس اللبنانية وهي ليست بريئة ولا تنفصل عما يجري في سورية، وكذلك تفجيرات العراق الدامية التي تصاعدت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة جراء مواقف العراق الايجابية تجاه سورية، فمن الصعب تجاهل التفجير الإرهابي الذي حدث مؤخراً في جنوب روسيا أو الهجوم الذي تعرض له جنود إيرانيون على الحدود مع باكستان ووضعهما في إطار الصدفة المحضة، لأن الجماعات المسلحة التي تنشط في هذه المناطق مرتبطة بشكل مباشر برئيس الاستخبارات السعودية الإرهابي بندر بن سلطان وتعمل بإمرته وتحمل نفس فكره التكفيري المتخلف.‏

فالسعودية الغاضبة جراء فشل مشروعها التخريبي في سورية تحاول نقل الأزمة إلى ساحات أصدقاء سورية وحلفائها من أجل الضغط عليهم وإرهابهم، ومن غير المستبعد أن تسعى إلى نقل الأزمة إلى حدود أبعد بحيث تشمل مصالح حلفائها الغربيين إذا لم يستجيبوا ل «لاءات» الائتلاف الأجرب التي وضعتها السعودية شرطاً لانعقاد مؤتمر جنيف.‏

كل المعطيات تقول أن مملكة آل سعود المارقة، والتي تسبح عكس إرادة الشعوب ومنطق التاريخ، فقدت صوابها بسبب صمود سورية وتغير المزاج الدولي تجاهها، ووصلت إلى درجة الحماقة في التعاطي السياسي والدبلوماسي مع المجتمع الدولي، والحماقة كما يقال:«أعيت من يداويها»، ولذلك على العالم أن يتوقع المزيد من الحماقة السعودية مع كل تقدم تحرزه سورية في محاربة الإرهاب، ومع كل جهد دولي لحل أزمتها..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية