|
رؤية يعتدل الفنان في جلسته,ويتحدث بلغة مختلفة,وتدخل المصطلحات الفنية بين طيات اجابته,الأمر ببساطة قدسية المسرح التي ترسخت عبر سنوات عمرها هذا الفن المديد. الأمر ذاته,ينطبق على الأذاعة,فهي عبر سنوات عمرها الطويلة في العالم,والتي وصلت الى الستين في بلادنا,لها وقع خاص لدى مستمعيها,لا أتحدث هنا عن الاذاعات الجديدة,المخصصة لأحدث الأغاني التي تبث ليل نهار ودون توقف,بل حتى فواصل هذه الاذاعات الجديدة مغناة أيضا,لكن هذه الاذاعات ضرورية كما يقال,مثلها مثل محطات التلفزة الغنائية,التي تتوقف هي الأخرى عن هز نهود وأرداف المطربات فيها ليل نهار ودون توقف أيضا? الاذاعة كما يعرفها الذين عاصروها أيام زمان,هي الوفاء والحبيبة المعلومة الصادقة,والوقت المحدد للارسال,والأصوات المنتقاة بعناية. حتى تمثيليات أيام زمان كانت تعد بطريقة مختلفة. أرجو ألا يفهم أحد أنني ضد الحداثة والتطور واستحداث محطات اذاعية جديدة,ما استغربه هنا,هو الفصل الحاد بين الجديد من هذه الاذاعات وتاريخ الاذاعة,إذ يبدو عندئذ هذا التطور مفصولا ومبتورا عن سباقه الطبيعي التاريخي. ليس هذا المهم الآن,بل المهم أن عمر الاذاعة السورية وصل إلى ستين عاما,وهذا يعني أن العمل الاعلامي المسموع في سورية عليه أن يعيد حساباته ليعرف كيف يبقى على تواصل مع مستمعيه الكثر,بهذا المعنى يصبح للرقم أهمية ودلالة,خاصة في ظل التطور التقني الكبير الذي نسمعه يوميا,والذي نرى نتائجه في الاذاعات الجديدة. |
|