|
حدث وتعليق والذي اقترن اسمه بأشهر فضيحة تجسس سياسية في التاريخ والمعروفة إعلامياً باسم «ووترغيت». ضجة الأنباء المتواترة من واشنطن لم تهدأ حول فضيحة التجسس الأميركي على مكالمات ما يفوق على 70 مليون مكالمة لفرنسيين حتى فاحت رائحة تجسس خطيرة على الهاتف الخاص بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ما أثار احتجاجاً أوروبيا وعالمياً واسعاً ضد إدارة الرئيس اوباما، الذي تفرّغ فيما يبدو لإعطاء الدول الصغيرة «دروساً» في الديمقراطية وحرية التعبير يبدو أن إدارته كانت الأجدر والأولى بها بعد أن تكشفت سلسلة فضائح تجسسية احترافية تقوم بها أجهزته. إنها الثقة وقد اهتزت إلى درجة السقوط، لتذهب مقولة «حماية المعلومات» وحماية الحياة الشخصية للأفراد أدراج رياح التجسس الأميركية بعد أن صدع بها باراك اوباما رؤوسنا وهو يلقي علينا المحاضرة تلو المحاضرة في المسألة الديمقراطية فيما يوافق ويبصم على ممارسة أسوأ أشكال وأنواع التنصت والتجسس على الاوروبيين قادة ومواطنين.. تماماً كما تفعلها مع الخصوم وتستهدفهم إدارته في تخبطاتها الأخيرة التي لم ينفع ولم يجد معها نفي أوباما نفسه التنصت على هاتف ميركل حين هاتفته قائلة له الثقة عنوان كبير وما فعلته سيسدد ضربة كبرى للثقة بين البلدين. لم يكن أحد ليتوقع حتى المعجبون والمروجون لأمركة اوباما وديمقراطيته وعهده الذي «غازلهم» فيه وانحاز إلى «ربيعهم» بعد ان دربتهم وعلمتهم واشنطن كيف يصنعون ذلك «الربيع» لم يتوقعوا أن تأتي لحظة سوداوية كهذه يتم فيها استدعاء سفير واشنطن في ألمانيا لطلب «توضيحات بشأن معلومات بأن أجهزة استخباراتية أميركية تجسست على الهاتف المحمول للمستشارة ميركل». وإذا سلم الجميع بأن الولايات المتحدة تقوم حالياً بالتجسس على كافة حلفائها، فهل تستطيع تلك الدول التي تتعرض لتلك الأنشطة الاستخباراتية أن تأخذ موقفا جادا من عملية التجسس الموسعة التي تقوم بها أميركا؟ أم إن المصالح الاقتصادية والاستراتيجية لتلك الدول مع واشنطن تقف حجر عثرة في طريق اتخاذها موقفا إيجابيا تجاه «ووترغيت أوباما»؟!!. هذه الفضيحة قد لا تغيّر كثيراً في علاقات أوروبا مع الولايات المتحدة، أي إن التأثيرات الخارجية لها قد تكون محدودة طبقاً للظروف والمصالح.. لكن لاريب أن تداعياتها الداخلية ستكون كبيرة جداً على أوباما وإدارته التجسسية.! |
|