تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المشاركون في مؤتمر دور المثقفين في تعزيز صمود الشعب السوري في بيانهم الختامي: الفكر التكفيري المتطرف المدعوم من أميركا والصهيونية يرمي إلى ضرب منظومة القيم الأخلاقية السورية

دمشق
سانا
الصفحة الاولى
الثلاثاء 29-10-2013
فاتن دعبول

أدان المشاركون في مؤتمر دور المثقفين في تعزيز صمود الشعب السوري في بيانهم الختامي أمس الدور الامريكي في تأجيج الصراع في سورية من خلال دعم المجموعات الارهابية التكفيرية المسلحة سعيا من أمريكا والصهيونية

وحلفائهما في بريطانيا وفرنسا وتركيا وأدواتهما من مشيخات الخليج لاسقاط الدولة السورية ومحاولة القضاء على دورها الجيوسياسي في محور المقاومة والممانعة.‏

واستنكر المشاركون اعمال العنف والارهاب التي تقوم بها المجموعات التكفيرية المسلحة بتشجيع وتمويل مكشوف من الولايات المتحدة والصهيوينة وعملائهما في المنطقة بهدف نشر الفكر التكفيري المتطرف ضمن مخطط يرمي الى سفك الدم وضرب منظومة القيم الاخلاقية للشعب السوري.‏

واشار البيان الختامي الى الدور الكبير الاخلاقي والمبدئي للجمهورية الاسلامية الايرانية وجمهورية روسيا الاتحادية في الدعم اللامحدود لتعزيز صمود الشعب السوري ومعالجة الازمة في سورية في المحافل الدولية والتصدي لمحاولات فرض الهيمنة التي دأبت أمريكا وحلفاؤها على ممارستها لخلق الارضية المناسبة للتدخل العسكري ونهب ثروات الشعوب والتحكم بحاضرها ومستقبلها.‏

وأكد المشاركون في بيانهم الختامي سعيهم لنصرة الحق والحقيقة ومواصلة الجهود لدعم صمود الشعب السوري في تصديه للمؤامرة الدولية المكشوفة التي تستهدف ضرب سورية قلعة الصمود والمقاومة في المنطقة.‏

ونوه المشاركون بوحدة الشعب السوري بكل فئاته ورفض كل أشكال الفتنة داعين لاعتماد الحوار الاخوي طريقا وحيدا لبلوغ حلول موضوعية في اطار سوري لتجاوز الازمة والتأكيد على حق الشعب السوري في تقرير مصيره بنفسه دون تدخلات خارجية من أعداء الامة المتربصين شرا بسورية الوجود والحضارة والتاريخ الانساني.‏

وأكد البيان الختامي على الدور المهم للادباء والكتاب والمفكرين والاعلاميين في مواجهة قوى العدوان والفكر الظلامي ايمانا بأن الثقافة السليمة كفيلة بتوفير المناخ الملائم لشعوب المنطقة لصون مصالحها والدفاع عن حقوقها.‏

ودعا المشاركون الى تعزيز أواصر المحبة والتآخي وتعميق ثقافة الحوار بين مثقفي شعوبهم لتحقيق منعة وانتصار جبهة المحور المقاوم في المنطقة والسعي لعقد المزيد من المؤتمرات واللقاءات لتنسيق المواقف العملية الصادقة لما فيه الخير لشعوب المنطقة والعالم مشيرين الى روابط الاخوة والصداقة والتحالف بين سورية وايران في جميع المجالات.‏

الى ذلك ناقش المشاركون في فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر محوري وحدة الشعب والارض والسيادة الوطنية مؤكدين ان التجاهل المقصود على المستويات الدولية لما يحدث في سورية من ارهاب مدعوم من دول اقليمية وغربية يتناقض مع اهم المبادئ الدولية والقرارات المتعلقة بمحاربة الارهاب.‏

واشار الاستاذ في جامعة الفرات عبد الله الشاهر عضو اتحاد الكتاب العرب الى عوامل صمود الشعب السوري التي احبطت العديد من المخططات على المستويين الاقليمي والدولي مؤكدا أن الثقافة الاجتماعية في سورية هي ثقافة مواجهة غير قابلة للاختراق رغم المحاولات العديدة ما ادى الى ايجاد الوسائل التي يرى الغرب انه يمكن الاجهاز عليها من خلال الفتنة عبر قنوات متعددة.‏

واكد الدكتور احمد مؤمني راد من قسم القانون الدولي بجامعة طهران ان كل دولة لها الحق في اعتقال المتمردين المسلحين والمخلين بالسلم والامن الداخلي وبناء على ذلك فان الدولة السورية لم تقدم على افعال غير قانونية في محاربتها الارهاب مشيرا الى عدم قانونية دخول ارهابيين مرتزقة الى سورية واستخدامهم من قبل الدول الاجنبية.‏

من جهته لفت الدكتور محمد جواد نوروزي استاذ في العلوم الانسانية الى ان الازمة في سورية تخص المسلمين والقيم الاسلامية والاحرار في العالم داعيا النخب المتعلمة والمثقفة في سورية الى اقناع الرأي العام العالمي بفكرهم في المجال النظري والعملي وتكريس الوحدة الاسلامية.‏

واشار مدير المؤسسة العربية للاعلان ماجد حليمة الى اثر الوحدة الوطنية في تعزيز صمود الشعب السوري ومساهمة المثقفين والكتاب ورجال الفكر والعمال والطلاب واصحاب المبادرات الاجتماعية في فضح ابعاد المؤامرة الخطيرة التي تتعرض لها سورية داعيا وزراتي التعليم العالي والتربية الى ايلاء مناهجهما اهتماما خاصا بما افرزته الازمة والتركيز في ابحاثهما على مخاطر استهداف وحدتنا الوطنية.‏

وقد أكد الدكتور صبري أنوشه المستشار السياسي للسفارة الايرانية في دمشق أهمية الندوة في دعمها للتلاقي بين المثقفين السوريين والايرانين وخصوصا في موضوع المقاومة والصمود, فقد أبدع الشعب السوري في استبساله وشجاعته فكان صموده معجزة تسجل له في وجه الهجمة الشرسة لأعداء سورية وأعداء المنطقة, وبين أن سورية تمثل دائما الأمن والسلام في المنطقه، وأي تهديد تتعرض له، يعرض المنطقه جميعها للخطر.‏

لذا فالمثقفون هم الطلائع دائما، وحضور المثقف الايراني، هو تأكيد على وقوفه جنباً إلى جنب مع الشعب السوري الصامد.‏

وأضاف: حاول الإعلام في وسائله المتعددة تشويه الحقيقة والواقع في سورية، لكن الإعلام الايراني عمل جاهداً على نشر الحقيقة وإيضاح ما يجري في سورية، حتى لا يقع الشعب فريسة لما تخططه الامبريالية الإعلامية والحرب النفسية التي تشن على الشعب السوري.‏

وبدورنا كحلف وكجهة مقاومة ضد الامبريالية والصهيونية نخدم السلام في المنطقة والعالم، ونحن مع سورية في خندق واحد وعدونا مشترك، واسرائيل تشكل دائما بؤرة الدسائس والحروب إلى هذه المنطقة، وقضيتنا عادلة ونحن إلى جانب سورية في دعمها للقضية الفلسطينية.‏

وبينت الدكتورة هالة الأسعد أن ثمة مواثيق وعهود دولية وإقليمية تمنع التدخل في الشؤون الخارجية والداخلية للدول، كما أن موضوع حصانة الدول تهدف إلى ضمان احترام سيادة الدول، وثمة مبدأ يدعو إلى عدم استخدام القوة ضد وحدة وسلامة الأراضي والاستقلال السياسي لأي دول، لكن الامم المتحدة التفت على المواثيق للتدخل في شؤون الدول إذ جعلت لنفسها كمنظمة صلاحيات تحت مسمى (حقوق الإنسان) فكانت بوابتها للتدخل بالدول..‏

وأكدت بدورها أنه لا يجوز للدول بحجة السيادة أن تعبث بكل ما هو ملك انساني، والتوازن البيئي أو العبث بالآثار والتراث، لأن الدولة حارسة عليه وليست مالكة له لأنه ملك إنساني.‏

وأكد د. محمود محمد دور التربية في تكوين مفهوم السيادة الوطنية المتمثل بمظاهر عديدة أهمها حدود الوطن، ونشيده الوطني وعلم البلاد ورئيس الدولة فكل مظهر يجسد هوية الدولة بوصفها كياناً ومفهوماً مجرداً، وقد عملت الدولة السورية من خلال وزاراتها على تكريس مفهوم السيادة وجعله مفهوماً يؤمن به المواطنون ويجسدونه عملاً ويحرصون على الالتزام به..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية