|
بيروت
ودعا السيد نصر الله في كلمة له أمس خلال احتفال بالذكرى السنوية ال25 لتأسيس مستشفى الرسول الاعظم في بيروت كل شعوب المنطقة التي تأثرت من الازمة في سورية للدفع نحو الحل السياسي لافتا الى أن كل الذين تخفق قلوبهم للشعب السوري ويتألمون للجراح يجب ان يوجهوا أصابع الاتهام الى كل من يعيق الحل السياسي. من يعيقون الحل السياسي في سورية مكشوفون ومعروفون واعتبر السيد نصر الله أن من يعيقون الحل السياسي مكشوفون ومعروفون مشيرا الى ان السعودية غاضبة جدا مما يجري في المنطقة وهذا ليس سرا وهي استقطبت عشرات الآلاف من المقاتلين من كل انحاء العالم ومونتهم بالسلاح ومولتهم بمبلغ 30 مليار دولار حتى الآن الى جانب التحريض في وسائل الاعلام وغيرها وقد قامت الجبهة المعادية لسورية بكل ما تستطيع فعله لاسقاط سورية ولم تستطع. وقال السيد نصر الله: ان المنطقة لا تستطيع ان تبقى مشتعلة لان هناك دولة غاضبة وتريد تعطيل الحوار وتأجيل جنيف 2 .. وكل من يعارضون الحل السياسي في سورية يشربون من بئر واحد ويريدون المزيد من الخراب لسورية ولكل دول المنطقة وفلسطين وقضيتها مشيرا الى ان عناد من يعارضون الحل السياسي هو عناد بلا افق على الاطلاق وأن اغتنام فكرة الحوار الحالي هو فرصة لان الزمن الآتي ليس لمصلحتهم على الصعيد السياسي والميداني. الجبهة التي كانت تستهدف «إسقاط النظام» في سورية تسعى إلى تعطيل انعقاد مؤتمر جنيف2 وأوضح الامين العام لحزب الله أن الجبهة التي كانت تستهدف اسقاط النظام في سورية تسعى الى تعطيل وتأجيل انعقاد مؤتمر جنيف 2 ما سيؤدي الى مزيد من الدمار والقتال والخراب في سورية بما يؤثر على المنطقة برمتها الا أن هذه الجبهة الدولية والاقليمية والداخلية التي سعت للسيطرة على سورية فشلت في تحقيق هدفها. وبين السيد نصر الله أن تطورات كبيرة حصلت في الاشهر الاخيرة في سورية بدأت من الميدان لمصلحة الجيش العربي السوري وعجز المجموعات المسلحة على تغيير موازين القوى اضافة الى صراع المجموعات المسلحة الذي أودى بآلاف القتلى والجرحى وعجز المعارضة السورية عن توحيد صفوفها وتفكك الجبهة المناهضة بسبب احداث مصر وسقوط فرضية العدوان العسكري على سورية والصمود الشعبي والعسكري في سورية وهي جميعها اوصلتنا للخلاصة التالية التي تؤكد ان لا حل عسكرياً للأزمة في سورية. وقال السيد نصر الله: كل الذين تخفق قلوبهم للشعب السوري سواء الذين يعيشون داخل سورية أو خارجها ويتألمون لكل ما يجري في سورية يجب أن يوجهوا أصابع الاتهام في هذه اللحظة اكثر من أي وقت مضى الى أولئك الذين يعطلون ويعيقون ويمنعون الحوار والحل السياسي وهم معروفون مبينا أن على الصادقين في الدعوة الى هذا الحوار أن يرفعوا كل العوائق التي تقف في وجهه. وهنأ السيد نصر الله اللبنانيين التسعة الذين اختطفتهم المجموعات الارهابية المسلحة في اعزاز بريف حلب وذويهم بالافراج عنهم وعودتهم الى لبنان موجها الشكر لكل من حمل قضيتهم وعمل لها منذ البداية وكل من ساهم بانجاز نهايتها السعيدة. نتشارك كلبنانيين مع إخواننا السوريين هم وآمال وطموح العمل لإطلاق سراح المطرانين المختطفين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم وبين السيد نصر الله ضرورة الكشف عن طبيعة الجهة الخاطفة واذا ما كانت مرتبطة بجهات اقليمية معينة داعيا القضاء والجهات المسؤولة في لبنان وحتى الجهات الشعبية الى البحث في هذا الموضوع ومعرفة أسباب خطف هؤلاء الشباب ومن خطفهم وخلفيات الخطف وأهدافه وما أثير حول موضوع السجينات في هذا السياق فمن حق هؤلاء الذين ظلموا وخطفوا وعائلاتهم ومن حق اللبنانيين جميعا أن تتضح الحقائق وأن يعرفوا من عطل اطلاق سراحهم وكيف انتهت الامور الى ما انتهت اليه. ودعا السيد نصر الله كل المسؤولين اللبنانيين رسميين وشعبيين الى متابعة بقية ملفات المختطفين والمفقودين اللبنانيين وقال اننا نتشارك كلبنانيين مع اخواننا السوريين هم وآمال وطموح العمل لاطلاق سراح المطرانين المختطفين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم وغيرهم من المواطنين اللبنانيين المفقودين والمختطفين في ظل الاحداث الاخيرة في سورية مؤكداً ضرورة تحديد مسؤول لمتابعة هذا النوع من القضايا أو تكليف جهة وتشكيل اطار جاد يتحمل مسؤولية هذا الملف. مدرسة المقاومة لم تقبل أن تترك الأسرى أو أجساد الشهداء ورفاتهم لدى العدو الإسرائيلي ولفت السيد نصر الله الى أن مدرسة المقاومة لم تقبل أن تترك الأسرى أو أجساد الشهداء ورفاتهم لدى العدو الاسرائيلي مبينا أن هناك آلاف اللبنانيين الذين فقدوا أثناء اجتياح العدو للبنان عام 1982 وحسب القانون الدولي فان جيش الاحتلال هو الذي يتحمل المسؤولية كما أن البعض حدد عدد المفقودين بـ17 ألف مفقود أغلبيتهم من اللبنانيين وبعضهم فلسطينيون وسوريون وهناك الدبلوماسيون الايرانيون الاربعة الذين فقدوا على الاراضي اللبنانية. وتساءل السيد نصر الله من الذي يتابع مثل هذه الملفات وهل ستترك كما في السابق على عهدة المقاومة أو فصيل منها مشيرا الى أن القيادة السورية سبق أن أعربت عن استعدادها الدائم من خلال اتصالات ولقاءات سابقة معها للوصول بهذه الملفات الى خواتيمها الواقعية والمعقولة وأن هذا يحتاج الى مسؤولية وشجاعة ومثابرة وحسم في نهاية المطاف. وحول قضية الامام المختطف موسى الصدر ورفيقيه كشف نصر الله أن هناك شخصين معنيين بهذه القضية أحدهما موجود داخل السجون الليبية وهو عبد الله السنوسي وثانيهما موسى كوسا الذي يتجول في فنادق عدة عواصم عربية وخاصة الخليجية منها وبدأ يعمل لدى أجهزة استخبارات عربية موضحا أن كلا الشخصين عمل في أجهزة المخابرات الليبية السابقة وبامكانهما التعريف بمكان احتجاز الامام المختطف ورفيقيه وأن هناك دولا تدعي أنها صديقة للبنان وشعبه والمدعو كوسا ضيفها وهي تنفق عليه وعلى فنادقه فلماذا لا يتم انهاء هذه القضية. هناك فريق في لبنان عطل كل شيء بانتظار ما يجري في سورية على قاعدة أن سورية ستسقط وستنتقل إلى محور آخر ولفت السيد نصر الله الى أن هناك فريقا في لبنان ربط وعطل كل شيء بانتظار ما يجري في سورية على قاعدة أن النظام سيسقط وسورية ستسقط والبعض يعيش على أحلام العودة من مطار دمشق وأن سورية ستنتقل الى محور آخر وجبهة أخرى معتبراً أن هذا الفريق يعتقد أنه بذلك يعزز قوته وامكاناته وفرصه ليفرض شروطه ونهجه الاقصائي والالغائي على الساحة اللبنانية. وأوضح الامين العام لحزب الله أن وضع حد لتعطيل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في لبنان سيتيح للبنانيين جوا أفضل وسيساعد على العودة الى طاولة الحوار كما سيعود مجلس النواب لمعالجة جميع مشاريع واقتراحات القوانين المرتبطة بمصالح وحياة اللبنانيين مؤكدا على أنه لا يجوز من أجل مصالح سياسية وضغوطات تمارس على البعض الاستهتار بحياة الناس ومصالحهم. وأوضح السيد نصر الله أن هناك ضغطا من السعودية وتيار المستقبل وقوى 14 آذار على رئيسي الجمهورية والحكومة اللبنانية داعيا الرئيس اللبناني ورئيس الحكومة والوزراء والقوى السياسية المشاركة في الحكومة الى عقد جلسة حكومية والقوى السياسية خارج الحكومة أن ترحم لبنان قليلا وتوقف ضغطها. وشدد نصر الله على أن الحل الوحيد للملف الامني في لبنان يكون عبر استدعاء الجيش اللبناني والقوى الأمنية الرسمية والتعاون معها وليس باتخاذ موقف سياسي أو باستدعاء دولة العراق والشام الاسلامية وجبهة النصرة اللتين تعقدان الوضع في طرابلس وكل لبنان فهما لم تدخلا مكانا وتجلبا له الامن وهذا النموذج واضح في سورية مبينا أن تحريم القتال واطلاق النار واحترام الجيش حل داخلي وذاتي ولكنه يحتاج قرارا سياسيا كبيرا. وختم نصر الله: نتمنى أن نقيم مؤسسة انسانية على مستوى الوطن ككل لنخرج وطننا وشعبنا ودولتنا ومؤسساتنا وكل ما عندنا من المرض والخصومة والفراغ والخلل والاخطار التي تهدد البلد فليس الوجود المسيحي وحده المهدد في الشرق اليوم بل شعوب المنطقة كلها مهددة لان المنطقة تذهب الى مزيد من الفوضى والصراع والضياع والاحقاد ما يفضي الى ضرورة التصرف بعقلية ومشاعر مبنية على أن لبنان يحتاج الى عناية فائقة ليتم انقاذه والعبور به من هذه المرحلة الصعبة. |
|