تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أكد لوفد إيراني ضرورة التصدي للأفكار التكفيرية الغريبة عن عادات مجتمعنا.. الحلقي للمدير التنفيذي لليونسيف:الإرهابيون يجندون الأطفال ويزجونهم في أعمال قتالية

دمشق
سانا - الثورة
الصفحة الاولى
الثلاثاء 29-10-2013
أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي عمق العلاقات السورية - الايرانية الراسخة والمتجذرة والمتنامية نتيجة اصرار الجانبين على الارتقاء بها ورسم معالمها والانطلاق الى فضاءات أوسع لتحقيق طموحات الشعبين الصديقين.

ونوه الحلقي خلال لقائه وفد المثقفين الايرانيين المشاركين في أعمال مؤتمر دور المثقفين في تعزيز صمود الشعب السوري بأهمية انعقاد هذا المؤتمر لمواجهة الظواهر السلبية ومنع انتشار الفكر الظلامي التكفيري والتنبيه الى مخاطره على المجتمع لافتا الى تركيز المؤتمر على مناقشة البعد الثقافي للحرب الكونية التي تشن على سورية.‏

وأشار رئيس مجلس الوزراء الى أن الثقافة السورية فعل حضاري تراكمي مدني وجهد انساني مقاوم مدافع عن الهوية والوجود الوطني وجزء من الثقافة العالمية المبنية على المحبة والتسامح والعيش المشترك وفعل انساني يعيش السياسة وهموم الناس مبينا ان استهداف الفكر العقائدي للشباب السوري يرمي الى سلبه ارادة التفكير والمحاكمة العقلية وغرس الافكار التكفيرية الحاقدة والهدامة والمجرمة في عقله واستبدال الفكر التنويري بفكر ظلامي هادم للبنية الاجتماعية داعيا المثقفين السوريين والاصدقاء الى المساهمة في التصدي لهذه الظاهرة الغريبة عن عادات مجتمعنا وحضاراتنا.‏

وبين الحلقي أن جزءا من الازمة هو أزمة ثقافية وأزمة رأي وموقف ومعرفة مشيرا الى أهمية التعاون والتكامل بين المنظومات الاعلامية والثقافية السورية والصديقة في التصدي للغزو الثقافي المخطط على الشعوب العربية والحد من انتشار أفكاره الغريبة.‏

ولفت رئيس مجلس الوزراء الى دور المفكرين والمثقفين في التصدي للازمة التي تتعرض لها سورية والتي تستهدف محور الصمود والمقاومة والممانعة للمخططات الصهيوأمريكية في المنطقة من خلال كشفهم زيف وكذب التضليل الاعلامي للقنوات المغرضة وتزويرها للحقائق التي تحدث على الارض وتجاهلها قيام المجموعات الإرهابية والتكفيرية المجرمة بالتخريب والتدمير واستهداف الشعب والدولة لحرفها عن مسارها المقاوم والممانع.‏

وقال الحلقي ان الكتاب والمثقفين الايرانيين والكتاب السوريين والشرفاء من الامة العربية نجحوا في رصد وحشد كل ما من شأنه ايصال الافكار النبيلة والحقيقة للرأي العام وتعرية الافكار الكاذبة المحاكة ضدنا.‏

وأكد الحلقي أن رسم المستقبل السياسي للشعب السوري سيكون برؤية سورية تستند الى الخيار الديمقراطي التعددي وفق صناديق الاقتراع من أجل بناء سورية المتجددة الموحدة التي تلبي طموحات شعبها وليس كما يريده الآخرون مرحبا بالمبادرات الدولية لحل الازمة في سورية سياسيا بما فيها مؤتمر جنيف 2 وبمشاركة ايران فيه.‏

وقدم رئيس مجلس الوزراء عرضا لمكونات الحرب على سورية بجوانبها المختلفة مشيرا الى الانتصارات الكبرى التي تحققها باستمرار قواتنا الباسلة على المجموعات الإرهابية المسلحة واعادة السيطرة والامن الى معظم الاراضي والحاق الخسائر الفادحة بصفوفها واندحارها وهزيمتها بفضل تلاحم الجيش والشعب ووقوف الاصدقاء الى جانب سورية.‏

ولفت الى صمود القطاع الاقتصادي في وجه الحصار الجائر والظالم بحق شعبنا اضافة الى وقوف الشعب والقيادة الايرانية الى جانبه في هذه الازمة وتعزيز صموده وتأمين كل احتياجاته ولا سيما المشتقات النفطية والطحين والمواد الغذائية من خلال الخط الائتماني الايراني والذي يقدر بمليار دولار في الوقت الذي كانت فيه دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وبعض الدول العربية تحاصر الشعب السوري في لقمة عيشه مبينا أهمية تعزيز التنسيق الاقتصادي والتجاري بين الجانبين في القطاعات كافة واعادة الاعمار.‏

وختم رئيس مجلس الوزراء بالقول متفائلون بالنصر وقطعنا أشواطا كبيرة من الازمة التي تعيشها البلاد وان الايام والاسابيع القادمة ستحمل المزيد من الانجازات والتفاؤل ونحن واياكم نشق طريقنا الى النصر المؤزر ضد أعداء المنطقة.‏

من جهتهم عبر أعضاء الوفد عن ايمانهم بأن النصر سيكون حليف سورية ومحور الصمود والمقاومة وان العالم الاسلامي يتعرض لغزو ثقافي شامل ما يتطلب تحصين هذا العالم تجاه الغزو الثقافي التكفيري مؤكدين وقوف الشعب الايراني الى جانب الشعب السوري لكون نصره سيكون نصرا لايران شعبا وقيادة ولكل أحرار العالم.‏

واكد أعضاء الوفد أن السيد الرئيس بشار الأسد وقف صامدا وكرس ملاحم ومعاني جديدة في المقاومة والصمود والتصدي والعنفوان والاباء مشيرين الى صمود الشعب والحكومة ومواجهتهم لاعداء الامة.‏

حضر اللقاء الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب والياس مراد رئيس اتحاد الصحفيين والدكتور رضا شيباني سفير ايران في دمشق.‏

ويلتقي المــديـر التنفيذي لليونسيف‏

في غضون ذلك أكد الحلقي حرص الحكومة على تطوير القطاع الصحي والتربوي بالتعاون مع مختلف المنظمات الدولية العاملة وتقديم التسهيلات اللازمة لمنظمة اليونيسيف للمساهمة في تقديم الرعاية الصحية والتربية والتعليم للاطفال السوريين في جميع المناطق انطلاقا من واجبها الاخلاقي والانساني والدستوري.‏

ولفت الحلقي خلال لقائه أمس انتوني ليك المدير التنفيذي لمنظمة الامم المتحدة للطفولة اليونيسيف إلى أن قوى الارهاب العالمي وادواتها في الداخل المتمثلة بالمجموعات الارهابية المسلحة دمرت بشكل ممنهج البنية التحتية للقطاعات الخدمية والتنموية والاقتصادية ولاسيما القطاع الصحي بكل مكوناته واستهدفت كوادره الوطنية ودمرت 40 مشفى وطنيا و 400 مركز صحي و 400 عربة اسعاف بالتزامن مع الحصار الظالم والعقوبات الجائرة التي تفرضها الدول الغربية والولايات المتحدة والتي زادت من معاناة السوريين فيما يتعلق بالخدمات الاساسية.‏

ولفت رئيس مجلس الوزراء إلى أن الحكومة رغم العقوبات والحصار الجائر والظالم والتدمير الممنهج للاقتصاد الوطني تقوم بواجباتها الوطنية تجاه شعبها والبدء باعادة اعمار ما دمرته المجموعات الارهابية وتقديم الخدمات الاساسية للمواطنين ولاسيما الصحية والتعليمية بشكل مجاني لجميع ابناء الوطن.‏

وأشار الدكتور الحلقي إلى ان الحملة الوطنية للقاح التي تستهدف مليونا و 300 الف طفل حققت منذ اطلاقها في 24 الشهر الجاري نتائج جيدة وتسير بشكل جيد حتى الان في مختلف المحافظات وفق شعار من بيت إلى بيت مؤكدا سعي الحكومة للوصول إلى جميع المناطق وتزويد أطفال سورية بجرعات اللقاح ضد مختلف الامراض وان سورية قضت على مرض شلل الاطفال في العام 1999 وحققت قبل بداية الاحداث مؤشرات صحية متقدمة وكانت من الدول الرائدة في دول شرق المتوسط فيما يتعلق بتطوير القطاع الصحي وصناعة الادوية وتحسين مؤشرات مستوى وفيات الاطفال والولادات والامهات ومتوسط عمر الانسان اضافة إلى الصحة الانجابية.‏

وأعرب رئيس مجلس الوزراء عن تقديره للجهود ذات البعد الانساني والتنموي التي تبذلها المنظمة على الاراضي السورية مؤكدا اهمية زيادة الدعم من قبل المنظمة لتطوير مختلف القطاعات واستمرار هذا التعاون وخاصة في مجال اعادة تأهيل وصيانة المدارس المتضررة التي بلغ عددها نحو 4 آلاف مدرسة نتيجة قيام المجموعات الارهابية المسلحة باستهداف هذا القطاع الحيوي الهام.‏

ولفت رئيس مجلس الوزراء إلى ان المجموعات الارهابية المسلحة تقوم بتجنيد الاطفال وزجهم في الاعمال القتالية في انتهاك صارخ لكل الاعراف والمواثيق الدولية في هذا الاطار موضحا ان الحكومة اتخذت العديد من الاجراءات الصارمة من اجل منع تجنيد الاطفال ودخولهم دورة الصراع من خلال برامج توعوية بالتعاون مع منظمة طلائع البعث ووزارات الاعلام والاوقاف والعدل وفعاليات المجتمع الاهلي وأنه تم مؤخرا اصدار قانون يحدد عقوبات رادعة وشديدة لكل من يتاجر بالاطفال او يجندهم بالحرب او تجارة المخدرات والسلاح.‏

من جانبه نوه المدير التنفيذي لليونيسيف بجهود الحكومة السورية في تطوير القطاع الصحي والتربوي وتعزيزها للتعاون مع المنظمة في هذا المجال مؤكدا حرص المنظمة على تقديم الدعم لكل المناطق السورية تحت ظل سيادة الدولة السورية ورعايتها والوصول الي كل بيت في سورية مبديا رغبته في توسيع مجالات التعاون مع الحكومة السورية في مختلف المجالات.‏

وتناول الحديث خلال اللقاء ضرورة قيام المنظمة بزيادة الدعم في مجال تحسين الحالة الصحية والتغذوية للاطفال والنساء الحوامل والمرضعات بشكل خاص ودعم برنامج التلقيح الوطني الروتيني وحملات التلقيح الوطنية ودعم النساء المرضعات والحوامل بالمغذيات الدقيقة للمحافظة على الحالة الصحية للام والجنين اضافة إلى تزويد المراكز الصحية والمشافي بحواضن الاطفال ومولدات الطاقة الكهربائية لضمان استمرارية العمل فيها.‏

وتطرق الحديث إلى التعاون في مجال دعم أنشطة الوقاية من سوء التغذية والمحافظة على استمرارية نظام الترصد للتغذية اضافة الي دعم جهود الحكومة السورية في استجرار اللقاحات لبرنامج التلقيح الوطني ولاسيما ان البرنامج يشمل 11 لقاحا ضد امراض خطرة وتقوم المنظمة بتقديم 3 لقاحات فقط اضافة إلى تأمين وسائل النقل اللازمة للقطاع الصحي وخاصة سيارات الاسعاف.‏

وناقش الجانبان امكانية قيام المنظمة بتمويل بناء المزيد من الاندية المدرسية والغرف الصفية مسبقة الصنع وتأهيل وتدريب الكوادر البشرية لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للاطفال اضافة الي تأمين مستلزمات العملية التربوية وتأهيل وصيانة المدارس المتضررة وبناء قدرات العاملين في مجالات حقوق الطفل وحماية الطفل والمرأة والرعاية البديلة ورعاية اليافعين والعمل الاغاثي والمسوحات الاجتماعية في حالات الطوارئ.‏

وفي مجال الموارد المائية تم التأكيد على ضرورة تقديم المعدات اللازمة لقطاع المياه ولاسيما مولدات الطاقة الكهربائية ومراقبة جودة المياه وتأمين مواد التعقيم اللازمة واقامة برامج تأهيل وتدريب وفق الحاجة.‏

حضر اللقاء الدكتور أسامة سماق معاون وزير الصحة و ماريا كاليفيس المديرة الاقليمية لمنظمة الامم المتحدة للطفولة اليونيسيف في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا ويوسف عبد الجليل الممثل المقيم للمنظمة في سورية.‏

المقداد: الإرهاب المدعوم من دول إقليمية‏

وغربية استهدف المنشآت التعليمية والصحية‏

من جهة ثانية بحث الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين أمس مع انتوني ليك المدير التنفيذي لمنظمة الامم المتحدة للطفولة اليونيسيف اوجه التعاون بين الحكومة السورية ومنظمة اليونيسيف في المجالات كافة وخاصة ما يتعلق بالتعاون في اطار الحملة الوطنية للتلقيح ضد شلل الاطفال والحصبة التي بدأت يوم الخميس الماضي.‏

واكد الدكتور المقداد عزم الحكومة السورية على وصول حملة التلقيح إلى كل طفل سوري مشيرا إلى ان سورية كانت من افضل دول المنطقة في مجال الطفولة والتعليم والصحة لكن الارهاب المدعوم من دول اقليمية وغربية وجه ضربة لهذه الانجازات باستهدافه للمنشات التعليمية والصحية وارتكاب جريمة تدمير الكثير منها. واشار المقداد إلى استمرار الحكومة السورية في التعاون مع منظمة اليونيسيف وتقديم كل التسهيلات التي تساعدها في اداء مهمتها.‏

من جهته اشاد انتوني ليك بالتعاون القائم بين منظمة اليونيسيف والحكومة السورية مؤكدا حرص المنظمة على استمرار هذا التعاون وتعزيزه من خلال زيادة مساهمات اليونيسيف في مختلف مجالات عملها.‏

وعبر ليك عن أمله في ان تتجاوز سورية ازمتها باسرع وقت.‏

حضر الاجتماع ميلاد عطية مدير المنظمات في وزارة الخارجية والمغتربين وماريا كالفيس المديرة الاقليمية لليونيسيف في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ويوسف عبد الجليل مدير مكتب المنظمة في سورية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية