تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الكتاب معرفة وارتقاء

رؤية
الثلاثاء 31-7-2018
فاتن دعبول

لم يخطىء أجدادنا عندما كانوا يضعون وزن الكتاب للمؤلف الذي يجتهد في تقديم إنجاز جديد في عالم المعرفة على اتساعه طباً كان أو علماً فلكياً أو ثقافة تسمن وتغني من تعطش للبحث والتمحيص والاكتشاف.

واليوم إذ تتوجه الأنظار إلى الصرح الكبير «مكتبة الأسد الوطنية» في احتضانه لمعرض الكتاب في دورته الثلاثين والذي يفتح أبوابه على منارات تحيي لدى القارىء فطرته في شحذ ذاكرته والبحث عما ينهض به من عوالم الإبداع وبحور تحتاج صيادا ماهرا في التقاط لآلئه وكنوزه، لابد أن نثمن عاليا الجهود الكبيرة التي بذلت من أجل أن يكتمل العمل والتحضيرات بالشكل الذي يليق بالقارىء ويحقق غايته في الحصول على كتابه المفضل.‏

ولابد أن نستثمر هذه التظاهرة الحضارية في بث الوعي بأهمية أن نعود إلى القراءة وتداول الكتاب الورقي كقيمة معرفية لايمكن الاستغناء عنها رغم من محاولة الكتاب الإلكتروني مزاحمته له في ظل عالم التكنولوجيا والتقنيات الحديثة لأنه الأقدر على توثيق المعلومة الصحيحة بعيدا عن الاختراقات والتزوير ومحاولة تشويه حقائق التاريخ.‏

والكتب على تنوعها بين التراث والعلوم والسيرة الذاتية تتضمن بين جنباتها الحضارة والفكر ونتاج العالم وعصارة ماأجادت عقول المبدعين في غير صنف من الإبداع الفكري الذي يعتمد البحث والدليل والنتائج المنطقية لتجاربهم.‏

وربما من البدهي ماسبق ذكره ومع ذلك تعلو الأصوات في غير منبر وغير مكان بالدعوة إلى القراءة والبحث والاطلاع لحاجتنا الماسة وخصوصا بعد معاناتنا من الحرب وماجرته من ويلات، والتي أثبتت وبالدليل القاطع افتقارنا إلى تلك الثقافة التي تجذرنا في تراب الوطن وتعلمنا معنى أن نكون أوفياء للوطن ولدماء الشهداء التي لما تجف بعد.‏

ولايمكن تجاهل دور المجتمع الأهلي عبر منظماته ومبادراته في العمل على نشر ثقافة القراءة، فالإغاثة لم تكن تعني يوما تأمين الغذاء والكساء فقط، ولكن تتعداه لتشمل إغاثة العقل بالفكر النير المبني على المحاكمة العقلية الواعية والتشبث بإرث الأجداد وبناء الإنسان المحصن، والتركيز ماأمكن على الأطفال والشباب، فعلى سواعدهم تزهر الحياة من جديد.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية