تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث.. فرمان أردوغان على تخوم بيان سوتشي .. وعيارات دي ميستورا صوبَ اللائحة الدستورية

صفحة أولى
الثلاثاء 31-7-2018
كتبت عزة شتيوي

لم ينتظر أردوغان البيان في سوتشي.. فالسلطان أصدر الفرمان وقرع طبول الفرار «المعارض» من الجولة العاشرة.. وزرع السيوف الخشبية على تخوم إدلب.. وارتدى درع وقاية الدول الضامنة للمحادثات لصد القرارات السياسية، وكل الاحتمالات القادمة الى الشمال السوري من رياح ماحدث في الجنوب ومن دروس الهروب الاسرائيلي في سورية الى حدود ماقبل 2011..

لا يرسم بيان سوتشي خطوط العمل السياسي في آستنة حول الملف السوري بقدر مايحدد احداثيات الانجاز العسكري لدمشق ويسحب مزيداً من الأوراق لمصلحة الدولة السورية بحكم القوة السياسية فوق ربح الميدان.. فالحديث عن ملف عودة المهجرين من الارهاب يقفز بتقدم الجيش العربي السوري خطوات الى الأمام، ويؤازر البندقية لتنظيف التراب من الإرهاب ومد بساط العودة الآمنه للسوري الى مسقط رأسه وشموخ انفه، والخروج من قبضة مخيمات اللعب الغربي ببرودتها الإنسانية... فلا ستيفان دي ميستورا استطاع تدفئتها بمقترحاته.. ولا هو جاء مطولاً على ذكرها الا بحضور حسناوات السينما الهوليودية على غرار بان كي مون، بل على العكس دي ميستورا مشغول جدا عن اللاجئين في آستنة.. دي ميستورا مشغول باطلاق عيارات اللجنة الدستورية من فراغه السياسي ومد بصره الشيخوخي لمهمته الاممية في سوتشي،..ويهول لسلة الدستور رغم انه يعرف بأنها باتت خاوية من إرادته المصنعه غربيا.. والرجل معذور في جهله للتاريخ يوم بدأه من حيث نشوء القارة الأميركية...دي ميستورا يجهل أن السوريين الذين عرفوا نارام سرجون لم ينتظروا كريستوف كولومبوس حتى يكتشف لهم الاميركان ليضعوا الدستور السوري...ولم ينتظروا عند ابواب الغرب خروج ديمقراطيتهم...فدستور سورية من استفتاء السوريين وليس قابلاً للاستيراد على ظهور الابل من اميركا واوروبا.. قد يناقش الدستور الحالي ولكنه لا يُصنع الا من حرير دمشق وخيط سياستها الذهبية المعتقة وعلى النول الشعبي السوري..‏

تتسارع الأحداث في المنطقة وتغلي على حطب التصريحات، وتذهب الهواجس الى حروب كبرى محتملة في أذهان المصدقين أن اليقين عند دونالد ترامب بضرب إيران في صميم قيادتها...فتحوم السعودية حول نفسها وتعيد تشكيل ناتو التحالف (الطائفي) في ألف كرة..ولكن هذة المرة بجيوب ترمقها عينا دونالد ترامب فتزيد من طول عصا الجزرة أمام الرياض للهجوم على ايران..فالحفاظ على العداء الخليجي لطهران مطلوب اميركيا وإن كانت قدما ال سعود وال نهيان وال خليفة وال ابل النفط كلهم..تغوص في وحل التورط في اليمن إلى حد الغرق.. فواشنطن لا تريد الانسحاب الكامل من المنطقة ولا تريد البقاء مباشرة،...تريد آثار اقدامها مثبتة «بعكالات» الانظمة الملكية، بينما تتفرغ هي لشرق اسيا...لذلك دعت الاردن الى ناتو العار العربي، وابقت الدعوة مفتوحة لمصر بحكم الدور المهيىء لها في صفقة القرن...‏

صفقة القرن التي ماحدد فيها دونالد ترامب الا رؤوس الاموال، ووجد فيها النقطة الاضعف التي يستطيع ان يضرب منها على تلك الحصّالات الجاهلية...فتسقط الاموال في حجره دون ان يخرج من جحره الابيض ولا يحرك جنديا اميركيا واحدا..ولا يتهيأ لصناعة توابيت عودة الامريكيين..فهذه الحرفة تركها لسلمان وابنه والتي تشتري اسرائيل من حانوتهما جنازات العرب وصكوك مستوطنات كيانها بحفنة من تطبيع...‏

لا مكان لصفقة القرن الا في جيوب ترامب بحكم الواقع السياسي والميداني..قد تنصح موسكو الخليج لكنها لاتصنع العقول السياسية..قد تنصحهم كما نصحت من قبلهم اردوغان بان لايسقط سقوطا مدويا على تخوم الشمال السوري، بل يخرج من البوابة السياسية لآستنة..لكن السلطان يفضل الابتزاز والمقامرة على العقلنة في ربع الساعة الاخيرة، واللعب بالبيضة والحجر مابين موسكو وواشنطن...وسحب بدائل الاوراق التي خسرها من ادلب...بعد ان سقطت الورقة الكردية من يد اميركا في حضن سورية... فاردوغان يريد ان يصعد لرتبة القائد الأعلى في المنطقة حتى لو استند الى ثعبان النصرة...فهل سمع السلطان من باب مرضه العالي..أن الأهالي في إدلب هم أبطال الحكاية، وأن الأفعى الإرهابية قطع رأسها في سورية فكيف سيصمد ذنبها..؟.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية