تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بلا دراما

حدث وتعليق
الثلاثاء 2-2-2010
ناديا دمياطي

بين أوباما مرشح التغيير، وأوباما الرئيس بدأ الاحباط يلف الاميركيين وغيرهم بعد عام لأول رئيس أميركي من أصول افريقية يدخل البيت الابيض فيما اعتبر انعطافاً تاريخياً للسياسة الاميركية التي طبعت بطابع الحروب الدموية والهيمنة لثماني سنوات انتهت بمعانٍ صبها أوباما في أواني « التغيير».

بلا دراما أمضى أوباما عامه الرئاسي الاول مع تبخر معظم الوعود التي ضخها للداخل والخارج.. من غوانتانامو إلى اغلاق الحربين إلى الحوار مع العالم العربي والاسلامي وتوظيف الفرص في الشرق الاوسط الذي لاتزال عجلة قضيته متوقفة وأسقطه أوباما من خطابه للامة تحت القبة التشريعية في واشنطن والذي استغرق 71 دقيقة كان نصيب السياسة الخارجية منها بضع دقائق شائكة ختمها بتهديد ايران وكوريا الديمقراطية بالعقوبات!؟‏

والشائك فعلاً أن أوباما لم يقارب المعاني التي صبها في أواني التغيير، لا بل أنه فتح ملفات جديدة بالعودة إلى الالتزام بمحاربة مايسمى بالارهاب بحجة المخاطر التي تهدد اميركا من الخارج والتي يبدو أن اليمن ساحة مرشحة لتفعيل تعبير الحرب على الارهاب الذي ألغاه في بداياته الرئاسية وتبناه في نهاية عامه الاول في البيت الابيض.‏

بخسارة 18٪ من شعبيته أنهى الرئيس الاميركي عامه الانهزامي الاول بعد اهتزاز ثقة ناخبين سحرتهم كارزميته وابتسامته الهوليودية والقدرات لرئيس خطب 487 مرة واعداً بأميركا وعالم جديدين؟!.‏

عن قصد أو دونه سقط شرقنا الاوسطي من حسابات أوباما سواء بالممارسة أم الخطاب وعلينا أن نقرأ دلالات ذلك بوعي من باب التحول عن الفرص التي يجب استغلالها لصناعة السلام في المنطقة بخطابه الشهير في القاهرة.‏

لاشك أن حصاد سياسة أوباما الخارجية له دلالات خطيرة ستطبع عامه الرئاسي الثاني بعد أن جعل الاولوية للمخاطر الخارجية التي ترتبط بمكافحة الارهاب والتي قادت إلى حربين دمويتين في العراق وافغانستان وتتسع دوائرها الآن لتطول باكستان واليمن والصومال وكل ماله علاقة بمقاومة الاحتلال وغيرها من مناطق تقارب أو تقترب من أمننا القومي المهدد بكيان اسرائيلي تحميه ازدواجية اميركية باتت أيقونة للادارات المتعاقبة في البيت الابيض.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية