|
شباب فأصبح الجيب و حقيبة النقود مع وقف التنفيذ...وشراء الفواكه و الخضار من الرفاهيات التي دخلت حيز وقف التنفيذ...وإقامة الأفراح و الليالي الملاح مع وقف التنفيذ.....حتى وصل البل لذقن المشاعر الإنسانية و أصبح إعلان الحب مع وقف التنفيذ!!! لكن....يبقى هناك ناج وحيد بعيدا عن (أم الطنافس الفوقا)...ألا وهو التواصل الالكتروني في ذلك العالم الافتراضي الذي أصبح الناس يعيشون فيه أكثر ما يعايشون واقعهم.....ويبتسمون لشاشاته أكثر مما يبتسمون في وجوه بعضهم البعض....ويتواصلون عبر الأزرار أكثر من استخدامهم للكلام بين بعضهم البعض.... ففي أي مكان وزمان...ترى تغريدات وموسيقى يعلن من خلالها (whats up) عن محادثة من صديق ما...لتبدأ لغة الأزرار بالكلام وتبدأ معها تعابير الوجه بالتحول!! كل شيء دخل حيز وقف التنفيذ ماعدا التواصل الالكتروني..لاقى رواجا هائلا خلال الفترة الماضية ورغم كل التعاسة الاقتصادية التي يعيشها السوريون إلا أنه لا يخلو جيب الواحد منهم من الموبايل التاتش الذي يكفي لأمره لمسة واحدة فقط؟؟ وأصبح معه الشباب التعساء ماديا..مرفهين الكترونيا...ففي الحياة الواقعية لا يجرؤ أي منهم على مجرد طرح فكرة الارتباط حتى لو كان عاطفيا أي مع وقف التنفيذ....إلا أنه يصبح على صفحات الفيس بوك وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي سلطان زمانه..يسرح و يمرح بعلاقاته وقد يصل إلى درجات عليا من الهيام و العشق. وأمام هذا الواقع العاطفي الالكتروني توقفنا عند العديد من الشباب لمعرفة سبب رواج الحب عن طريق الانترنت...فبادرتنا ريم تركماني طالبة أدب فرنسي بالقول: أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي هي المكان الأمثل للتعارف بشكل أوفر وأسرع على حد تعبيرها... فهي رأت أن الفيس بوك يتيح للطرفين التعرف إلى أدق تفاصيل بعضهم البعض وبشكل يومي دون تدخل من أحد أو مصاريف المقاهي و اللقاءات و ما إلى ذلك . كما أنها تراه الوسيلة الأنسب للتعارف و التقارب في وقتنا الحالي...وعلى حد قولها فإن صديقتها تمت خطوبتها عن طريق الانترنت. بسام مكنا وهو طالب في نفس الفرع و زميلها على مقعد الدراسة كانت نظرته الأولية لمواقع التواصل الاجتماعي على أنها طريقة كاذبة و سطحية .ولكن من خلال دخوله هذا العالم استطاع أن ينسج علاقة حب رائعة وأضاف: لم أجرؤ على التقرب ممن أحب في الجامعة خشية رفضها...إلا أنني تواصلت معها وأصبحت صديقا لها على الفيس بوك حيث بدأ التواصل بيننا بشكل عادي ثم التطور لنكتشف أننا نتشارك العديد من الأمور و الأفكار في الحياة. ورأى أن الفيس بوك يتيح للشباب التعرف إلى عوالم و حالات و مشاعر بعضهم البعض. لكن...ماذا عن الأقنعة المزيفة التي يرتديها البعض في ذلك العالم الافتراضي..فرغم تحصيناته بالباسوورد الذي قد يمنع اقتحام صفحة ما....إلا أنه لا يكشف زيف الشخصيات الوهمية التي قد نتعامل معها!!! وبين دراسات و أبحاث اجتماعية كثيرة....قدمت لنا الاختصاصية في علم الاجتماع أستاذة أريج حسون خلاصة مفيدة لسبب توجه الشباب إلى الحب الكتروني؟؟ بداية رأت أريج أن الحب عن طريق الانترنيت أو غرف الدردشة مجرد رغبة في التسلية و تكوين علاقات في عالم مثير بعيد عن أي رقابة أو مسؤولية اجتماعية مضيفة: وهذا النوع من الحب هو مجرد وهم و خيال فالحب الصادق لابد أن يقوم على أسس معينة أهمها التواصل المباشر ورؤية الطرف الأخر و الذي سيكون شريك المستقبل بكل حالاته و سلوكياته و تصرفاته وحتى نظراته لكي نستطيع أن نكتشف مدى صدقه أو مكره..إضافة للعديد من الأمور الأخرى التي تفتقدها غرف الدردشة..ولنفترض نجاح علاقة عاطفية ما عن طريق الانترنت ..فعلى أي أسس سيقوم الزواج الذي كانت بدايته دردشة الكترونية. وركزت حسون على أسباب هذا الجموح نحو الانترنت بأنه إما فراغ عاطفي يعيشه الشباب و يفتقدونه في كل مناحي حياتهم وحتى مع عائلاتهم....إضافة لظروف الحالية و الصعوبات التي تواجه الشباب و بالتالي انعدام فرص الزواج مما يجعلهم يتوجهون إلى هذا النوع من الحب لإسكات رغباتهم و سد فراغ عاطفتهم. وما بين أراء الشباب...وأبحاث علماء الاجتماع...يبقى الفيس بوك و الواتس آب عالماً افتراضياً تنسج بين شباكه العنكبوتية قصص حب واهية ...تذهب بها رياح واقعنا الحقيقي الذي قد يكون مؤلما. |
|