تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


انطلاق فعاليات مهرجان أم الربيعين الثقافي بطرطوس

ثقافة
الأربعاء 23-10-2013
انطلقت فعاليات مهرجان «أم الربيعين» الثقافي الثالث عشر في المركز الثقافي لمدينة صافيتا بمحافظة طرطوس تحت عنوان «سورية .. مقاومة لأجل الحياة» والذي يقيمه أصدقاء الأديب والشاعر والصحفي ابراهيم عبد الهادي بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لرحيله.

ويتضمن المهرجان أمسيات شعرية وقصصية وموسيقية ومعرضا للفن التشكيلي إضافة إلى إيلاء الاهتمام للمرة الأولى للعروض المسرحية بهدف تسليط الضوء على جميع الفنون الثقافية وإتاحة المجال لأكبر عدد من المواهب سواء داخل المحافظة أو خارجها بحسب ما أوضحته مديرة المهرجان «ألوان عبد الهادي» مشيرة في تصريح لسانا إلى أهمية المهرجان في إظهار روح المقاومة السورية لكل أنواع الظلم والطغيان والفساد والاحتلال والجهل والفقر من خلال تفعيل الحراك الثقافي بفعاليات تحمل طابعا وطنيا مع توجيه تحية إلى أبطال الجيش العربي السوري.‏

وأضافت: إن المهرجان يحمل دوما رسالة التآلف والحب والمزج الثقافي بين كل أطياف سورية حيث حرصت الإدارة على تواجد أدباء من خارج محافظة طرطوس تحديا لظروف الأزمة ولحاجة الوطن إلى تلاقي أبنائه باعتباره وطن العمق الحضاري الأكبر في العالم والذي يخلد ذكره بالشعر والأدب والموسيقا وكل أنواع الفنون.‏

وبدأ المهرجان بافتتاح معرض الفن التشكيلي الذي تضمن عشرات اللوحات المتنوعة بين الرسم الكلاسيكي والسريالي باستخدام الألوان الزيتية والرصاص إضافة إلى لوحات التصوير الضوئي ومشغولات التطريز الفلسطيني بمشاركة 21 رساما ونحاتا سوريا منهم الفنان محمد عبد الكريم الذي يشارك بـ 30 لوحة ركزت على موضوع الشهيد من زاوية انثوية بالتعبير عن آلام الأمهات والزوجات إلى جانب إظهار الجانب المفرح الذي يواسي قلوبهن ويمثل لهن العزاء بمكانة خالدة لأبنائهن الشهداء في ضمير ووجدان الوطن بحسب ما يقول مؤكدا أن هذا المعرض تأكيد على استمرار الفنانين السوريين في انتاجهم رغم كل الضغوطات والمؤامرات.‏

ولفت الرسام عدنان سمعان إلى أن لوحاته تمجد دور المرأة في الأزمة التي تمر بها سورية بوصف المرأة ملهمة للإنسانية جمعاء ومصدر إشعاع حضاري بوعيها وثقافتها ومنبعا للحنان والعطاء ورمزا للوطن اذ تزف كل يوم أبناءها واخوانها شهداء وتبدي استعدادها للصمود والصبر وتقديم المزيد فداء للوطن.‏

وقالت الفنانة التشكيلية كارمن جبور إن الفنان داخل سورية يعاني الأمرين للحفاظ على سوية إنتاجه في هذه الظروف الصعبة إذ يجد نفسه مرهونا بارتفاع أسعار المواد اللازمة لعمله ومع ذلك يبدع ويتألق باستخدام ما يتيسر له من أدوات مشيرة إلى مشاركتها في المعرض بأربع مطرزات فلسطينية تمثل إحداها السيد المسيح بينما تعبر الأخرى عن الفرح والنور والأمل والأمومة.‏

بدوره أكد الفنان التشكيلي مالك أحمد الذي يشارك بتسع منحوتات تركيزه على رموز وأيقونات من الدين المسيحي التي تعبر عن رسائل المحبة والسلام والتسامح والتآخي مشيرا إلى أهمية التمسك بهذه القيم التي رأت النور على أرض سورية منذ القدم ولن يفلح أحد في تحديها أو إسقاطها بالحروب الظلامية والمؤامرات.‏

وتضمنت كلمة الافتتاح التي ألقتها الأديبة القاصة سوسن عمران تأملات وخواطر بعناوين «مثل شرفة الصمت وموسيقا وحلم وذاكرة وانتظار» وجميعها مستوحاة من الآلام التي أفرزتها الأزمة والانتظار الذي بات يحكم الإنسان السوري أكثر من أي وقت مضى.‏

كما تضمن حفل الافتتاح مشاركات للقاص «لؤي اسماعيل» والشعراء «بشار محمد وأمل لايقة وجوزيف طنوس وأيهم الحوري» الذي قدم من قرية عين الفيجة بريف دمشق للمشاركة في المهرجان متحديا العديد من الصعوبات وفقا لما قال مضيفا: إن الشعر والرسم هما أفضل الوسائل للدفاع عن الحياة بعد رصاص الجيش العربي السوري وكل من يظن إننا سنختبىء بأقبية الخوف مخطىء وكل الأوطان تبقى على قيد الحياة إلا سورية تبقى الحياة على قيدها.‏

ورافق إلقاء القصائد عزف على العود للفنان يوسف سويدان الذي أشار إلى مشاركته تأليفا وتلحينا بأغان وطنية ووجدانية مثل «بصمة وطن وزغردي يا أمي» بصوت الفنان الشاب نوار حسن معربا عن أمله في استمرار مثل هذه المهرجانات الثقافية التي من شأنها إعطاء الفرصة لانتشار المواهب الشابة التي تستحق الكثير من الرعاية والدعم.‏

وكانت للأطفال مشاركات لافتة في حفل الافتتاح من خلال المقطوعات المتميزة من العزف المنفرد للطفلين دانيال وابراهيم محمد على آلتي الكمان والغيتار والأغاني الوطنية التي قدمها طلائع النادي الصيفي المجاني ومجموعة «أسرة الوفاء للشهداء».‏

وفي مبادرة هي الأولى من نوعها كرمت إدارة المهرجان الشاعرة الغنائية نظيرة ابراهيم عن مجموعتها الغنائية الشعرية «عبق الفل» التي تضمنت عددا من القصائد الوجدانية الوطنية باللهجة المحكية بحسب ما بينت لـ سانا مشيرة إلى وجود تقصير بحق كثير من المتميزين في الوسط الثقافي السوري ما يبرز أهمية التكريم والتقدير بحق هؤلاء لمزيد من العطاء والتعبير عن سورية الفنون والحضارات والإبداع.‏

وقدمت فرقة طائر الفينيق مسرحية «مشروع شيخوخة» من تأليف وإخراج وبطولة الفنان الشاب هاني معنا بمشاركة الممثلة اليانا سعد التي أوضحت أن العرض كوميدي سياسي يركز على مرحلة ما قبل الأزمة ويدور حول شاب حاصل على شهادات علمية وعاطل عن العمل ما يضطره وزوجته إلى تأجيل الإنجاب إلى حين إيجاد وظيفة لافتة إلى أن المسرحية تعبر عن صعوبة الأمل في الغد والقدرة على الخلق حيث يرمز الطفل المنتظر إلى إبداع الإنسان.‏

ويستمر مهرجان أم الربيعين ثلاثة أيام تتضمن مزيدا من الفعاليات الموسيقية والأدبية والعروض المسرحية إلى جانب استمرار معرض الرسم والنحت.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية