تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ابنة الشهيد

مجتمع
الأربعاء 23-10-2013
أنور فؤاد الجندي

لمن أشكو المصابا ..

وأمي والدمع على الخدين صبابا ...‏

لمن أشكو المصابا .....‏

وجدتي طوال الليل تنشدُ العتابا ...‏

لمن أشكو المصابا ..‏

وخافقي يبكي...‏

قد فارق الأحبابا ...‏

لمن أشكو المصابا‏

..............‏

أبي صار غيابا ..‏

لمن أشكو المصابا ..‏

وبيني وبين السماء خصومة ..‏

سلبتْ روحَ أبي وتركتني مرتابا ...‏

لمن أشكو المصابا ..‏

ونور دربي غفا تحت أكاليل الآس ...‏

وصار نهاري غماما‏

..............‏

لم يمت أبي !!!!!‏

ولست البنت اليتيمة !!‏

فأنا ابنةُ الشهيدْ !‏

هكذا قالت عمتي ... أم الوليد ؟؟‏

وغيرت شهادة الميلاد للجديد‏

وصارَ اسمهُ على اسمِ الشهيد ..‏

..............‏

والدي الشهيد ...‏

زفت الريحُ إليَّ النبأ ..‏

قبل مجيء العسكر‏

حماماتنا تشجو !!‏

وبومُ الشؤم جاء ..‏

والغراب في التراب عَفرْ !!!‏

ومرت أمامي مئات الصور‏

تقول أنك في خطر ؟‏

نهضتُ إلى أمي ..‏

وجدتها لم تنم الحزينة ..‏

وكأنها مثلي شعرت بالريحِ تعوي وتنشرَ الخبر !!!‏

أمي الحزينة ...‏

ضمتني بعنفٍ‏

داعبت شعري ...‏

ورجت الرب ..أن ينزلَ لقلبي السكينة !‏

ولم تنم الحزينة ؟‏

..............‏

وجاء ذاك الفجر الحزين ...‏

بالباب العسكر ...‏

أخرج وساماً ...‏

فتح الدفتر سألني أين أم الشهيد ؟؟؟‏

قلتُ : تلك العجوز تحت الشجرة‏

ذات العمر المديد ...‏

سار بخشوع إليها .. وأنحنى مقبلاً يديها ...‏

همس لها ... فلطمت خديها .. وصاحت‏

(سكابا ويا دموع العين سكابا ..‏

ويا حسرتي ع سوريا وشبابا‏

سكابا ويا دموع العين سكابا‏

ولننشد لك يا أمي كل العمر العتابا‏

سكابا ويا دموع العين سكابا‏

راح الغالي وخلى الدنيا عذابا)‏

..............‏

سرقت جدتي مني الدنيا ...‏

نسيتُ أن أنادي العسكر‏

هات الوسام هات الدفتر‏

أنا ابنة الشهيد !!!!!!!!‏

والدي شهيد ..‏

منا الشهيد ومنا الوليد ...‏

ومنا الوليد ومنا الشهيد...‏

هنا سورية ...هنا شعب يفل الحديد .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية