تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جنيف وغيره.. يكثر الحضور وتغيب سورية

الصفحة الأولى
الأربعاء 23-10-2013
أسعد عبود

ليس بين منغصات السمع اكثر من أن يسمى مؤتمر كالذي في لندن « مؤتمر أصدقاء الشعب السوري «. وليس بينهم أصدقاء أو الشعب السوري. إنه هتك للمفهومين معاً الصداقة والشعب.

فأن تدعي دول الاستعمار الغربي والخصم الأميركي دائم العداوة للشعب السوري وشارحو فضائل الاستعمار التركي العثماني ومنافقو الخليج الباحثون عن الديمقراطية للشعب السوري !!!! أنهم يمثلون الشعب السوري ، أو اصدقاءه ، دون استثناء ،فليس في المكائد ما هو أشد كيداً.‏

إنهم لا يرون الشعب السوري ، ولا يقيمون اعتباراً له أو لأصدقائه إذ يفرضون أنفسهم في هذا الموقع. واليوم في لندن سيكتشفون إن صدقوا بالنظر والاستنتاج أن هناك شعباً آخر سورياً وله أصدقاء آخرون. هل يكذبون على التاريخ ؟! هل كانت مواقف الغرب الاستعماري وتركيا وحتى دول الخليج على مدى نصف قرن وأكثر بل مئة عام أو أكثر ، تنم عن الصداقة للشعب السوري؟! تصادقوا علينا ولم يصادقونا... وفي كل اجتماعاتهم ومؤتمراتهم، حضر حقدهم التاريخي وغابت سورية. والسوريون الذين ائتمروا معهم هم ضحية إلى أين أوصلتهم خياراتهم الفظة المستعجلة. هم بصراحة علقوا آمالاً على الصداقة المزعومة لهذه الدول تؤدي إلى إسقاط الدولة السورية « إسقاط النظام».‏

لقد اعتذر - عملياً - هؤلاء الأصدقاء أكثر من مرة عن تلبية رغبات من معهم من السوريين من ناحية التدخل العسكري في سورية. مال ..سلاح...سياسة ...اعلام ...ضد سورية كله ممكن ، أما التدخل العسكري فبكيماوي وبغيره لن يكون لأن مصالحهم لا يخدمها التدخل العسكري. ومن يدري لعل معظمهم يحتقر فصائل تدعوللتدخل في أوطانها.‏

السؤال :أين سورية ... وأين الشعب السوري ..في ذلك كله؟‏

لا أقول ذلك كنشيد في الوطنية. بل هي رؤية مادية بحتة أحاول فيها التزام الموضوعية غير عابئ أن أظهر مع هذا الفصيل أوذاك ...أنا مع سورية وأصدقاء سورية الحقيقيين ولن أسميهم فليس ثمة من لا يعرفهم، هم أولئك الذين وقفوا دائما معنا في مسألتي مقاومة العدوان الإسرائيلي لتحرير الأرض وعملية التنمية. لهؤلاء ، أصدقاء كثر في الشعب السوري ، بل معظم الشعب. فإن غاب هذا القطاع الأكبر من الشعب وأصدقائه عن مؤتمر .... كتب له الفشل الأكيد.‏

نذهب باتجاه جنيف العتيد بمسيرته المربكة المرتبكة لنقول:‏

إن حضرت سورية أرضاً وشعباً واستقلالاً ومصالح ، كان النجاح .... وإلا كان الفشل... عُقد المؤتمر أم لم يعقد. وعندما نقول الشعب السوري ، نعني كل أطياف الشعب السوري ، ونرفض كل من هوغير سوري ، وجوداً ورأياً وموقفاً ، إلا كشريك مشارك بمساعٍ حميدة لتسهيل الوصول إلى نتائج.‏

الذي نراه أنه : إن عقد جنيف فالذي سيحضر وفق المعطيات الراهنة هوالاشتراطات فقط. لأنه لم يظهر بعد على كل الأطراف أولوية البحث عن حل لمشكلة سورية ، إنما هم يبحثون عن حلول لمشاكلهم مهما صغرت. وسنقرأ من نتائج لندن فيما إذا كان هؤلاء « الأصدقاء « قد توصلوا لمعرفة من سيكون محاوراً في جنيف تحت قبة المصلحة السورية.‏

As.abboud@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية