|
نافذة على حدث لا تعكس التملص الأميركي المتكرر من استحقاقات الحل السياسي في سورية، بقدر ما تعكس إصرار الإدارة الأميركية على إفشال كل سبل الحل السياسي التي من شأنها إيقاف النزيف السوري، بهدف استنزاف الوقت وابتزاز مختلف الأطراف، وهذا ماعبر عنه صراحة نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عندما قال بالأمس: إن الولايات المتحدة بالتعاون مع المجموعات المسلحة تستغلان الوضع في حلب لإفشال المفاوضات، كما أن الإدارة الأميركية لا تزال تغذي بعض المطالب المسيسة لممارسة الابتزاز السياسي. هذه الصورة النمطية للسلوك الأميركي المترنح بين التباين والتناقض والغموض من جهة، وبين العبثية والخداع والرقص على الحبال من جهة أخرى، و التي اعتادت الإدارة الأميركية على الظهور فيها والاختباء خلفها طيلة سنوات الأزمة السورية، تعيد دفع ذات الإشكالية التي لا تزال تتدحرج ككرة اللهب عن حقيقة الدور الأميركي في المنطقة والعالم، وهو الأمر الذي من شأنه أن يكرس ويعزز ويطرح المزيد من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول السياسة الأميركية برمتها التي باتت مهددة لكل التفاهمات والتقاربات الدولية حول ضرورة حل الأزمة السورية بالطرق السياسية. على الضفة المقابلة تواصل الدولة السورية بكل ثقة واقتدار وثبات تنفيذ استراتيجيتها الواضحة والمعلنة على الأرض والتي تسير وفق مسارات وخطوط متوازية ومتساوية لا تنفصل ولا تتعارض، بدءا من إصرارها على محاربة الإرهاب حتى تطهير كامل تراب هذا الوطن من رجسه ونجسه، مرورا بإنجاز كامل استحقاقاتها الدستورية والوطنية بمختلف أشكالها وألوانها بتواقيتها و تراتبيتها المعهودة، وليس انتهاء ببذل كل طاقاتها وجهودها لاستكمال العملية السياسية لإنهاء وحل الأزمة السورية على أسس وقواعد واضحة تستمد صلابتها وقوتها وقداستها من مبادئ السوريين وثوابتهم وقيمهم العريقة. |
|