تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أحلام اليقظة..!!

إضاءات
الأربعاء 20-4-2016
أحمد عرابي بعاج

معارضات الفنادق مدعومة بالمملكة الوهابية وتركيا أردوغان تحاول إظهار نفسها وريثة حكم سورية المستقبلي، وكأن سورية وما قدمته من شهداء في محاربة الإرهاب لا تعني هؤلاء إلا بشيء واحد فقط هو الوثوب إلى الحكم على طبق من فضة.

إنها أحلام يقظة وضعها في أجوائها مشغّليها وأدخل في عقولهم أنهم أصحاب الحكم القادم في سورية التي لفظت هؤلاء وصنّفتهم بالخونة لسورية وأهلها، فهل لمثل هؤلاء مكان فيها؟‏

لا أعتقد أن الشعب السوري يرتضي لنفسه أن يقرر غيره مستقبله السياسي ومن يحكم أو من يمثّله.‏

لقد اختار السوريون ممثّليهم إلى مجلس الشعب قبل أيام وقالوا كلمتهم وهم أصحاب السلطة العليا في تقرير شكل الحكم في بلدهم، ومن يريد الخير لشعب سورية يكون عوناً لها لا أداة في يد من يريد بها شراً واصطياداً بماء الفوضى العكر الذي أحدثته واشنطن أصابت أحلام اليقظة أيضاً الصهيوني نتنياهو الذي يحلم بأن الجولان لن تعود إلى سورية، وهو واهم في ذلك ويعرف يقيناً أن الجولان عربي سوري في قلب سورية وسيعود إلى الوطن طال الزمان أم قصر، وما يقوم به هي إجراءات لتحسين وضعه في صفوف اليمين الصهيوني والمستوطنين في الأراضي المحتلة وتحالفاً مع بني سعود في استغلال الأزمة والحرب الإرهابية الوهابية على سورية.‏

وليس من قبيل الصدفة أن تتحدث الصحف الغربية عن خطة بديلة لواشنطن تتعلق بسورية والمنطقة، فدائماً لدى واشنطن خطط وأخرى بديلة وبديلة للبديلة، وهكذا.. فهي لا تستقر على حال ولا تهتم إلا بما يحقق مصالحها، وهي أعطت للوكلاء ضوءاً أخضر للتدخل في سورية وتخريب جنيف واستمرار خرق اتفاق وقف الأعمال القتالية لكي تتشكل الذريعة التي تبدل فيها خططها الواحدة تلو الأخرى حتى تتحقق مصالحها.‏

لا يهمها ما يحدث في دول المنطقة ولا نكبات شعوبها، فمتى كانت واشنطن تكترث لحصار الشعوب أو دمار بلدانهم.‏

التاريخ شاهد عليها من حصار كوبا في ستينيات القرن الماضي إلى حرب فيتنام وما تبعها من تدخلات وحروب على مدى تاريخها الأسود وحتى يومنا هذا سواء بشكل مباشر كما في العراق أم بالواسطة عن طريق وكلاء وعملاء كالكيان الصهيوني والمملكة الوهابية العفنة وتركيا حزب العدالة الإخواني.‏

وإلا لما كان للكيان الصهيوني الغاصب أن يستمر في احتلاله طوال هذه السنين لولا دعم واشنطن اللا محدود له وتحالفه مع مثل هؤلاء الوكلاء في المنطقة.‏

«معتدلة واشنطن» حصلت على السلاح بالأطنان في الوقت الذي تتفق فيه مع روسيا على وقف الأعمال القتالية، فكيف يحصل ذلك إلا إذا كانت واشنطن هي الداعم الرئيسي للإرهاب في العالم والمنطقة بشكل خاص!‏

واشنطن ذاتها تبيع الوَهْم لوكلائها في المنطقة، فأحلام اليقظة راودت أردوغان كما راودت وهابيي بني سعود وانتقلت بالعدوى إلى معارضات فنادق الرياض واسطنبول ودول أخرى تحلم بما لا يمكن أن تحصل عليه حتى في أحلامها.‏

سورية وشعبها أدرى بمصالحها ولا يستطيع أي تدخل خارجي أو عبر عملاء متحدثين بالعربية تغيير ما يقرره الشعب السوري مهما طالت مماحكاتهم ونعيقهم في جنيف وغيرها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية