تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


غلوبال ريسيرتش: الانتخابات السورية... تصويت ضد الإرهاب

الصفحة الأولى
الأربعاء 20-4-2016
ترجمة - ليندا سكوتي

أكد الكاتب الكندي كين ستون أن النتائج الرسمية للانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في سورية آتت أكلها، وقد فاز حزب البعث في سورية وحلفاؤه بأغلبية الأصوات،

وقد أعلنت لجنة الانتخابات مساء يوم السبت أن ائتلاف الوحدة الوطنية الذي يتألف من حزب البعث وحلفائه قد فاز بـ200 مقعد من أصل 250 مقعداً في مجلس الشعب.‏

وأشار الكاتب في مقال نشره موقع غلوبال ريسيرتش إلى أن الانتخابات السورية كانت تصويتاً على ثقة الشعب السوري بحكومته وضد الإرهاب، حيث أدلى 5,085,444 ناخباً بأصواتهم من أصل 8,834,994 ناخباً يحق لهم التصويت، وكانت نسبة المشاركة الإجمالية 58% (والتي تطابق الانتخابات الاتحادية الأخيرة في كندا) وتجاوزت توقعات الحكومة في معظم الأماكن، لكنها انخفضت في مناطق أخرى.‏

وأشار إلى أن ثمة 140,000 لاجئ قد عادوا إلى البلاد عبر الحدود اللبنانية في يوم واحد بهدف الإدلاء بأصواتهم، وقد تم تمديد ساعات الاقتراع في دمشق التي عانت الكثير من الحرب وذلك حتى الساعة الحادية عشرة بغية استيعاب جميع الناخبين.‏

وأقامت الحكومة مراكز اقتراع في تدمر والقريتين المحررتين، على الرغم من أنها كانت رمزية إلى حد كبير، ذلك أن سكان المدينتين لم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم نظراً للدمار واسع النطاق الذي سبق تحريرهما من قبل الجيش العربي السوري، وما يجدر الإشارة إليه أن نسبة مشاركة الناخبين هي أساس هذه الانتخابات، وأكثر أهمية من المرشحين الذين تم انتخابهم.‏

واستطرد الكاتب: إن ذلك يوضح استمرار الثقة في القيادة في وقت حاسم من هذا الصراع، وربما كانت الحكومة السورية ترغب بنسبة أعلى لاسيما أنها تزامنت مع مفاوضات جنيف، لكنها على علم تام منذ البداية بأن عقد انتخابات في ظل الحرب والاحتلال هو مقامرة، فكثير من المقترعين خارج سورية في الوقت الحاضر، أو يعيشون تحت حصار المجموعات الإرهابية، أو قتلوا ولم يتم تسجيلهم بشكل رسمي، وبأخذ تلك العوامل بعين الاعتبار، فإن نسبة التصويت كانت من المحتمل أن تكون أعلى من ذلك بكثير.‏

شعر وفدنا بالغبطة والسرور ذلك ان السلطات السورية لم تحاول تضخيم الأرقام لجعل نتائج الانتخابات تظهر أفضل مما هي عليه في الواقع، وذلك يعزز رأينا أن لدى الحكومة السورية القوة للمضي قدماً في المفاوضات الجادة المقبلة.‏

وتابع: في هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى أن الجولة الحالية للمفاوضات التي تجري في جنيف لإيجاد حل سياسي دائم للأزمة تشكل نقطة تحول، وقد ذهب الوفد الحكومي إلى جنيف بتفويض من الشعب السوري، بينما شُكل وفد المعارضة في اللحظة الأخيرة من قبل الولايات المتحدة الأميركية والسعودية دون أي تفويض من السوريين الذين يرزحون تحت الاحتلال العسكري في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، وما يجدر الإشارة إليه أنه لم تعقد الانتخابات هناك، وقد أبدت الحكومات الغربية مثل الولايات المتحدة الأميركية رفضها للانتخابات السورية على الرغم من أن نسبة المشاركة في الانتخابات الأميركية الأخيرة لم تتجاوز 48%.‏

وقال الكاتب: لكن هذا لا يعني بأن ليس ثمة اهتمام بالمرشحين المنتخبين، فشقيقة الجندي السوري نور الشغري تقدمت للانتخابات كمرشح مستقل في البرلمان. إذ أن شقيقها يحيى الشغري قد نفذ إرهابيو داعش حكم الاعدام به عام 2014 في الرقة، وقد طلب منه أولئك البرابرة أن يقول «تحيا دولة الخلافة» لكنه رفض ذلك علناً وقال بأنها «ستمحى من الوجود»، ثم أصبحت كلماته الأخيرة صرخة تطلقها المقاومة الوطنية ضد الاعتداء الخارجي، وقد تمكنت شقيقته نور من الفوز بمقعدها بسهولة.‏

وقابلت مرشحة مستقلة نورا أريسيان وهي امرأة أرمنية شعرها أحمر اللون، وقد جاءت ضمن موكب إلى مركز الاقتراع وشكرتني على احتواء كندا لحوالي 25000 لاجئ سوري ومن ثمة أضافت «نرغب بعودتهم إلى البلاد». وقد فازت بمقعد في البرلمان أيضاً.‏

تأخرت نتائج الانتخابات نظراً لعدم رضى لجنة الانتخابات السورية عن ثمانية مراكز اقتراع في حلب التي تسيطر على بعضها المجموعات المسلحة. وتساءل البعض عن دور اللاجئين الفلسطينيين في هذه الانتخابات، وكانت الاجابة بأن الفلسطينيين الذين تم ترحيلهم عام 1948 وبعد ذلك لا يصوتون في الانتخابات السورية، وفي هذا المقام، فإن الوضع السياسي والاجتماعي للفلسطينيين في سورية هو الأفضل من أي دولة عربية أخرى.‏

ما يجدر ذكره، أن الحكومة السورية قد أطلقت على الانتخابات البرلمانية اسم «ممارسة السيادة الوطنية» الأمر الذي يظهر للعالم أجمع، ولاسيما الدول الغربية والخليجية التي تشن حرباً طويلة منذ خمس سنوات على سورية، إن السوريين متحدون في الإيمان بأن السوريين، والسوريون لوحدهم، سيقررون مصير سورية، ويبدو أن المحطة قد آتت أكلها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية