تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أكدت أن أميركا ترفض تحديد وفرز الإرهابيين .. روسيا: وفد معارضة الرياض يغلب عليه المتطرفون ويعول على استمرار العنف ولا يرغب بإجراء أي حوار ...لافروف: بعض الدول الإقليمية تحاول نسف الحوار في جنيف

سانا - الثورة
الصفحة الأولى
الأربعاء 20-4-2016
أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن الولايات المتحدة الأمريكية ترفض العمل على تحديد وفرز الإرهابيين في حلب موضحا أن جوهر مشكلة المناطق المحيطة بحلب

هي «عدم رغبة الولايات المتحدة وهياكلها المعنية بالعمل فعلا على الفصل والتمييز بين الإرهابيين وبين المعارضين الذين هم في المناطق التي تنشط فيها التنظيمات الإرهابية».‏

وحول ما إذا كانت روسيا ستستجيب لدعوات الغرب بهدف التأثير على الحكومة السورية لتهدئة الوضع في منطقة حلب قال ريابكوف في تصريح للصحفيين اليوم «أنا لا أتفق أبدا مع صيغة السؤال بأنه يجب علينا أن نبدي الضغط على الحكومة السورية من أجل تغيير الوضع في منطقة حلب».‏

وأضاف ريابكوف «إننا نعتقد أن الولايات المتحدة والمعارضة السورية استخدموا الوضع حول حلب لعرقلة عملية المحادثات في جنيف فهي وبدلا من التعامل بجدية مع المعلومات التي قدمناها حول انتهاكات وقف الأعمال القتالية قدمت مطالب مسيسة تهدد في واقع الأمر بتعطيل عملية الحوار».‏

وأوضح ريابكوف أنه تم بناء حوار مكثف بين روسيا والولايات المتحدة عبر الاتصالات بين العسكريين «حيث يقومون بالعمل وفق إحداثيات وخرائط عسكرية ونحن نشرح كيف وماذا يحدث وفق فهمنا لأماكن وحالات وقوع انتهاكات وقف الأعمال القتالية».‏

وأشار ريابكوف إلى «وجود خطة مدروسة لحل المسائل المتعلقة بانتهاك وقف الأعمال القتالية وأن هذه الانتهاكات أصبحت مؤخرا أقل بكثير مما كانت عليه في المرحلة الأولى».‏

وقال «يجري الآن تسييس مسألة حلب لأقصى حد كما يجري تسييس مسائل إيصال المساعدات الإنسانية دون أي أسباب حقيقية تذكر إذ ان الحكومة السورية سمحت للمنظمات الإنسانية الدولية بتقديم المعونات وفتحت لها طرق الوصول إلى عدد من المناطق السكانية كما يتم إلقاء المساعدات الإنسانية من قبل القوات الجوية الروسية».‏

وأعرب ريابكوف عن أمل موسكو بأن تحقق الجولة الحالية من الحوار السوري في جنيف تقدما رغم الخلافات القائمة مؤكدا أن روسيا «لن تتفاوض مطلقا مع أي أحد حول مسائل تتعلق ببنية الهيكل المستقبلي للحكومة السورية أو بأي من الشخصيات التي ستشغل هذه الوظيفة أو تلك لأن هذا السلوك يتعارض مع النهج الذي تتبعه في مهمة هذه المحادثات بالذات».‏

وقال ريابكوف «بالنسبة لمستقبل الرئيس السوري بشار الأسد أؤكد مرة أخرى أن هذا ليس موضوع مفاوضات تشارك فيها روسيا الاتحادية».‏

من جانبه أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف اليكسي بورودافكين أن وفد معارضة الرياض إلى الحوار السوري يغلب عليه المتطرفون الذين لم يرغبوا منذ البداية بإجراء أي حوار وقدموا شروطا مسبقة.‏

وأوضح بورودافكين في حديث لوكالة تاس أمس أن وفد الجمهورية العربية السورية الى محادثات جنيف يتصرف بشكل «بناء جدا» باعتراف موظفين أمميين ومراقبين بذلك وانه مستعد جيدا للحوار ويجريه بكل صراحة ويسعى إلى تحقيق نتائج إيجابية.‏

وأشار إلى أن تعليق وفد معارضة الرياض مشاركته في الحوار السوري بجنيف دليل على أنه يغلب على هذا الوفد المتطرفون الذين لم يرغبوا منذ البداية في إجراء أي حوار وقدموا شروطا مسبقة وإنذارات وفي الحقيقة فإن هؤلاء لا يزالون يعولون على استمرار العنف والأزمة في سورية إضافة إلى ذلك نرى أن بعض دول المنطقة تدعمهم.‏

وبين بورودافكين أن قرار وفد معارضة الرياض تعليق مشاركته في الحوار قرار خاطئ وان الأسباب التي يستند إليها في رفضه المشاركة غير مقنعة على الإطلاق.‏

من جهة أخرى أكد الدبلوماسي الروسي أن الجيش السوري سيواصل مكافحة إرهابيي «داعش وجبهة النصرة» بدعم من القوات الجوية الروسية.‏

وأعاد بورودافكين إلى الأذهان تأكيد وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف وأميركا جون كيري في اتصال هاتفي قبل ثلاثة أيام استمرار اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية بشكل عام وسعي الجانبين إلى تعزيز وتوسيع هذا الاتفاق.‏

وبشأن الوضع الإنساني أشار بورودافكين إلى أن قوافل تحمل مساعدات إنسانية تتجه إلى مختلف البلدات السورية مؤكدا أن ما يقوله وفد معارضة الرياض بشأن تفاقم الوضع الإنساني في سورية يعني تشويه الواقع عمدا.‏

إلى ذلك أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أن التنظيمات الإرهابية في سورية تحاول السيطرة على عدد من المناطق وهو أمر لا يمكن السماح بحصوله كما لا يمكن التوقف عن محاربة تلك التنظيمات.‏

وقال بيسكوف في تصريح للصحفيين أمس: «إننا نأخذ بعين الاعتبار أن الوضع ليس بسيطا في محادثات جنيف ولكن الوضع ليس بسيطا أيضا في عدد من المدن السورية حيث تحاول تنظيمات إرهابية فرض سيطرتها على هذه المناطق أو تلك ونحن نؤكد أنه لا يمكن السماح بهذا كما لا يمكن التوقف عن محاربة هذه التنظيمات الإرهابية».‏

ودعا بيسكوف إلى مواصلة الحوار السوري السوري في جنيف معتبرا أنه شرط ضروري للتوصل إلى تسوية سياسية للازمة مشيرا إلى أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والامريكي باراك أوباما ركزا خلال اتصال هاتفي أمس على ضرورة مواصلة الحوار والحفاظ على اتفاق وقف العمليات القتالية في سورية.‏

من جهة أخرى أكد بيسكوف أن تصرفات حلف الناتو تشكل تهديدا للأمن القومي الروسي لافتاً إلى أن روسيا مستعدة دائما للحوار مع الحلف رغم أن الأمر ليس سهلا.‏

وقال بيسكوف: «إن العلاقات مع حلف الناتو يسودها انعدام ثقة متبادل ونحن نرصد تصرفات غير ودية منه تتعلق بزيادة الوجود العسكري على حدودنا وهذا يشكل تهديدا للمصالح والأمن القومي الروسي» .‏

وأوضح بيسكوف أن مسألة عودة روسيا إلى مجموعة الثمانية الكبار ليست مدرجة على جدول الأعمال حالياً مشيرا إلى أن هناك رغبة أكثر للمشاركة وفق صيغة مجموعة العشرين.‏

****‏

لافروف: بعض الدول الإقليميـــة‏

تحــــاول نســــف الحـــوار في جنـيف‏

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بعض الدول في المنطقة تحاول نسف الحوار السوري السوري في جنيف لافتا إلى أن المجتمع الدولي يدرك عدم امكانية حل الازمة في سورية الا عن طريق المسار السياسي. وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي جون مارك أيرولت في موسكو ان تركيزنا الاكبر كان على العملية السياسية حول سورية في جنيف ونرى أنه من المهم اضفاء صفة السورية السورية على الحوار كي يتمكن الجميع من الجلوس إلى طاولة الحوار وتحديد مستقبل بلادهم كما تنص عليه قرارات مجلس الامن. ولفت لافروف إلى أن بيانات المجموعة الدولية لدعم سورية وقرارات مجلس الامن تنص على أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبله بنفسه وخلاف ذلك غير مقبول.‏

وقال لافروف انه لا بد من تهيئة حوار مباشر بين الحكومة السورية وجميع أطياف المعارضات دون استثناء موضحا أنه تم التأكيد على شمولية المحادثات في قرار مجلس الامن وبيانات مجموعة دعم سورية.‏

وأضاف لافروف ان سلوك المعارضة المنبثقة عن مؤتمر الرياض مرتبط بتركيا مشيرا إلى انه يعكس دلالا زائدا. وقال لافروف نعول على مبعوث الامم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا بأن يمارس ضغطا على معارضة الرياض.‏

ولفت لافروف إلى أن بلاده أصرت على اعتبار تنظيمي أحرار الشام وجيش الاسلام إرهابيين الا أن بعض الدول رفضت ذلك مشيرا إلى أن وقف الاعمال القتالية لن يسري على تنظيمي داعش وجبهة النصرة وعلى هذين التنظيمين الإرهابيين اللذين لم يلتزما به وذلك وفق قرار مجلس الامن وبيان مجموعة دعم سورية.‏

وقال لافروف لكي نتعامل مع هذه المسالة بشكل جدي لا بد من وضع قائمة بالتنظيمات الإرهابية والتأكيد على مسالة أن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي يحاول الاختفاء تحت تسميات أخرى والاختباء وراء تنظيمات صغيرة لم يتم ضمها إلى التنظيمات الإرهابية مبينا أن روسيا سوف تعرض في الفترة القريبة القادمة هذه المسألة على مجلس الامن لكي يتم وضع المسؤولية على من يحاول نسف وقف الاعمال القتالية ويحاول تعطيل حل الازمة في سورية.‏

وجدد لافروف التأكيد على أن حل الازمة في سورية هو سياسي فقط حيث اتفقت الولايات المتحدة وروسيا وغيرها من الدول على كتابة هذه العبارة بأن الازمة في سورية لا يمكن أن تحل الا سياسيا.‏

وبين لافروف أنه اتفق مع نظيره الفرنسي على الاستمرار في العمل ضمن مجموعة دعم سورية وتنفيذ قرارات مجلس الامن والمحافظة على نظام وقف الاعمال القتالية في سورية والتعاون في توسيع ايصال المساعدات الانسانية معربا عن أمله في أن تستمر فرنسا في السعي للمحافظة على الدولة السورية التي تتمثل فيها جميع الاطياف وعلي استقرارها.‏

بدوره أكد ايرولت أنه لا حل عسكريا للازمة في سورية وضرورة الدفع نحو التوصل لحل سياسي للازمة فيها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية