|
شؤون سياسية فالمجلس انعقد في 12/3, كما هو مقرر مسبقا, بعد ساعات على وقوع الجريمة, المصممة كي تكون “وجبة” تسمم خطاب موسكو وبكين في المجلس المدعو إلى الاحتفاء بمرور سنة على ما يسميه التحالف الامبريالي-الإسلاموي “الربيع العربي”!. والحال فإن تصميم توقيت الجريمة على هذا النحو كان يطمع في فرملة التضامن الأممي مع سورية, بعد الخيبات المتلاحقة التي منيت بها واشنطن وحلفاؤها في بلوغ شرخ يعتد به لإسعاف الموقف السعودي الهابط إلى الإفلاس. وبصرف النظر عن تفاصيل اعتراف الجناة, فإن تفكيك الحبكة في “قنبلة” كرم الزيتون, إنما يندرج في جهد تقطيع خيوط الدراما في “قنابل” سبق تفكيكها, مثل “قنبلة” زينب الحصني, و”قنابل” تفجير أنابيب النفط والغاز,... الخ. وقد طاش سهم مهندسي “قنبلة” كرم الزيتون, كسواها من السوابق, على الرغم من الحبكة الدرامية في تفخيخها, لاستثمارها سياسيا من باب تلطيخ سمعة النظام في سورية. أبرز مكونات التفخيخ, هي الصورة, والمؤثرات الصوتية, والجهوزية المسبقة في “العربية” و “الجزيرة” لنقل هذا “الخبر العاجل”(!). 1-الملحوظ في مكون الصورة أن ثمة تدريباً متقناً للعناصر المولجة التقاطها كالذي يجري في صناعة السينما, حيث يتحكم المخرج “تحت الهواء”, بما يجب من زوايا الالتقاط, كي لا يبذل كبير جهد في المونتاج, لنقل إحداثيات المشهد “على الهواء” مباشرة. 2-المؤثرات الصوتية, ثمة شوائب لا تخفى من نوع الزعيق بكلمة “الله أكبر” في إخراج فيلم يصور سحابة غبار تنبعث من مئذنة مسجد, ولكن مع فارق ملحوظ في بيئة صوت الزاعق يميزها عن بيئة المشهد الجاري تصويره, ما يقطع بأن موقع الزاعق بكلمة “الله أكبر”, إنما هو مكان آخر, كالاستديو على الأغلب, حيث يدير المخرج الفبركة. 3-وهنا يتعين دور الجهوزية المسبقة للقائمين على صناعة هذا النوع من الدراما. وهي جهوزية موصولة بالهندسة السياسية للتحريض, لاسيما في المزاوجة بين المؤثرات الصوتية والمؤثرات البصرية. تتحدد براعة مخرجي هذا الصنف من الدراما في الإطباق على عاطفة المشاهد وعقله, لإكراهه على استنتاج ما تريده خطة بندر-فيلتمان وهو تأثيم قوات حفظ النظام والأمن. والعنصر الأهم في المزاوجة بين الصوت والصورة, هو الدم. ولذلك قضت خطة بندر-فيلتمان بأن يصطحب مجندو المؤامرة أكياسا من الدماء لإسالتها, على الجباه والأيدي في “مواجهات مفترضة” يفتعلونها حين لا يوجد تدخل أمني, بما يحقق الغرض من التصوير, المصحوب بالولولة. وقد تطورت المزاوجة بين الصوت والصورة في اقتراف جرائم مركبة, مثل إطلاق النار بيد الجماعات الإرهابية على تجمعات خارجة للتو من المساجد, لاسيما بعيد صلاة الجمعة, وتصويرها لعرضها على أنها من أفعال قوات الأمن النظامية, وفقا لتوجيهات بندر-فيلتمان. والتطور في هذه المزاوجة استند إلى اليسر في استخدام جوال “الثريا” الذي يتجاوز ما صار بدائيا في كاميرا الأفلام. تتقدم المشاعر الدينية لغالبية السوريين أهداف الإثارة في المزاوجة بين الصوت والصورة, كما في الزعيق, وإن من داخل الاستوديو, بكلمة “الله أكبر”, أثناء عرض صورة غبار ينبعث من مئذنة, أو مشهد جثامين مدماة. فالإثارة هنا وسيلة لاستدراج أوسع الجماهير إلى الانخراط في الأعمال العدائية ضد القوات النظامية, التي هي, حسب مطبخ المزاوجة, من يقترف الجرائم!!!. بيد أن إمكان تضليل بعض الناس لبعض الوقت, يتناهى إلى المحال في تضليل كل الناس طيلة الوقت. فلقد تقوضت مصداقية مهندسي المؤامرة على سورية من باب ظنوه يعززها, وهو الجهوزية المضادة لأهل الوطن في مقاومة المؤامرة. تجلت الجهوزية الوطنية في القبض على بعض مقترفي جريمة كرم الزيتون, الذين أدلوا باعترافات حرمت مهندسي المؤامرة من استثمارها سياسيا. مثلما ألقم تطوع زينب الحصني في الظهور على الملأ, حلق رواة “تقطيع أوصالها”, حجراً. زد إلى ذلك أن عجز “الكذابين الندابين” في فضائيات مهندسي المؤامرة عن نطق كلمة حق واعتذار من المشاهدين, بعد تفكيك الحبكة الدرامية في “جرائم” عديدة, قد رد كيدهم إلى نحورهم, لاسيما في توالي التشققات السياسية بين النواة الصلبة في مجلس اسطنبول الإخونجي, وبين “الطرشان في الزفة” الذين ماشوا خطاب مهندسي المؤامرة ومنفذيه. وهذا بدوره أدى إلى تسريع الاهتلاك التتابعي في حلقات مؤامرة, كان يراد لها أن تطبق على عواطف السوريين وعقولهم, لسحب الأرض من تحت الجهوزية الوطنية لمقاومة هذا الطور من الحرب المقنعة على بلادنا. اذ لا يمكن البناء على التلفيق. |
|