|
البقعة الساخنة بينما تصعد حكومات الاحتلال المتعاقبة سياساتها القمعية والاستيطانية لتحقيق أهدافها المعلنة في إفراغ الأرض الفلسطينية من سكانها وإحلال المستوطنين مكانهم. ومع انشغال العرب بأوضاعهم الداخلية، وتشاغل العالم عن واقع الاحتلال المتمادي في غيه، وحيث أن هذا العالم لا يتحرك إلا على وقع الرصاص والدم، فان «الهدوء» في الأراضي المحتلة، من غير المرجح أن يدوم كما تنبأت بذلك أيضا الدوائر الإسرائيلية الاستخبارية والإعلامية، بينما تحافظ حكومة نتنياهو على ما عرفت به من غطرسة وعنجهية تجعلها غير قادرة على الإقرار بأن سياستها الرعناء تجاه الفلسطينيين وقضيتهم لا تقود إلا نحو احتمال واحد وهو « التمرد» على الواقع الراهن الذي يراد معه تكريس الاحتلال كحقيقة واقعة، وفي ظل « سلطة وطنية» لم تعد تقوم بأي دور سوى إدارة هذا الاحتلال نيابة عن المحتل الأصلي. وبهذا المعنى، فان اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة سيكون هذه المرة مزدوج الهدف، وهو التخلص من الاحتلال من جهة، ومن سلطة وهمية أراد منها الاحتلال أن تحمل عنه بعض أعباء احتلاله هذا ، وذلك بغية إعادة القضية إلى حقيقتها الأولى، بوصفها صراعاً بين قوة احتلال وشعب أعزل لا يملك حقيقة سلطة حقيقية على أرضه وموارده، وإنما سلطة زائفة أسهمت حتى الآن في تزييف هذا الواقع وتجميل صورة المحتل. |
|