|
فلك بانتظار أن يتوج عام 2013 حيث من المتوقع أن تصل الشمس لذروة نشاطها، وكان بالإمكان مشاهدة البقعة النشطة التي تسببت بالعاصفة والمصنفة بالرقم 1429،حيث التقط المصور دافيد ترمبلي صورة عادية بدت فيها البقعة بشكل واضح جداً وأخذت هذه اللقطة من مدينة نيو مكسيكو. ويرى العلماء أن الأرض حالفها الحظ حتى الآن، خصوصاً في ظل التحذيرات من أن هذه العاصفة كانت تهدد بقطع الكهرباء وتشويشات أخرى على أجهزة الملاحة التي تعتمد على الأقمار الصناعية،وذكر العلماء أن العاصفة قد وصلت بسلام أكثر مما كان متوقعاً خصوصاً أنها قضت نهاراً كاملاً وهي تزلزل الحقل المغناطيسي للأرض. ومن المعروف أن الحقل المغناطيسي للأرض صمام أمان يحمي الأرض من الإشعاعات والجسيمات المشحونة التي تطلقها العاصفة، وتأتي أيضاً من الكون فيما يسمى بالأشعة الكونية التي تظهر بشكل جسيمات مشحونة عالية الطاقة. وتعتبر هذه العاصفة عالية نسبياً أقوى عاصفة شمسية منذ خمس سنوات، وبلغت قوتها X5 درجة،وتكمن أهمية العاصفة في أنها تمثل أكبر مجال في التصنيف العالي على مقياس هذه العواصف الذي يتألف من b c m x a وكل واحدة تتألف من 9 درجات تتفرع منها. وكان من المتوقع أن تؤثر العاصفة على الاتصالات اللاسلكية الفضائية وبعض الأقمار الصناعية، وتتعلق قوة التأثير بزاوية دخولها للأرض وسرعة الجسيمات المشحونة التي ستصل للأرض،وقد تم تحذير رواد المحطة الفضائية نظراً لأن الرواد هم الأكثر تأثراً، لكن لم ترد أي تقارير عن اضرار. ومعروف أن هناك دورة شمسية كل 11 سنة تقريبا يزداد فيها ظهور ما يسمى البقع الشمسية التي تعبر عن النشاط الشمسي،وما حدث منذ أيام ظاهرة هي الأولى من نوعها. ولدفع أضرار أمثال هذه العواصف مستقبلا طور علماء بريطانيون نظاما يساعد في حماية الأقمار الصناعية الخاصة بالملاحة والاتصالات من العواصف الشمسية المدمرة المحتملة. ويتزايد اعتماد قطاع عريض من الخدمات على تكنولوجيا نظام تحديد المواقع العالمي ، ويمتد من اتصالات الهاتف المحمول إلى الأسلحة المتطورة ، إلا أن العواصف الشمسية يمكن أن تضرب هذه الأقمار وتتسبب في انحرافها إلى مسارات أقمار أخرى أو تشوش على اتصالاتها. وسيستخدم باحثون من ستة بلدان أوروبية بقيادة فريق من المركز البريطاني لمسح القطب الجنوبي بيانات من الأقمار الصناعية لتوقع التغييرات في الإشعاع. وسيسمح بتحذير الشركات المشغلة للأقمار الصناعية من الزيادة المفاجئة في الجسيمات الخطيرة وإتاحة الوقت أمامها لإبعاد القمر عن طريق الخطر أو وقف تشغيلها أو طي الأجنحة الحساسة. ويستغرق الإشعاع الشمسي 36 ساعة للوصول من الشمس إلى الأرض،وسيكون النظام الجديد قادرا على تنبيه شركات تشغيل الأقمار الصناعية قبل بضع ساعات فقط من العاصفة وذلك بفضل البيانات التي سيتم الحصول عليها من قمر صناعي يبعد نحو 1.3 مليون كيلومتر. وذكر علماء المركز البريطاني أن حدوث عاصفة كبرى مثل التي حدثت في 1985 من شأنه أن يسبب خسائر تقدر بثلاثين مليار دولار خاصة بالأقمار الصناعية وحدها،وفي عام 2003 تسببت عاصفة في تعطيل أكثر من 47 قمرا صناعيا وفقد قمر واحد بقيمة 640 مليون دولار. ويبلغ ثمن النظام 2.54 مليون يورو (3.39 مليون دولار) وهو ضئيل بالمقارنة مع الأضرار الناتجة عن العاصفة. مذنب ديه إيه قادم في العام القادم سيقترب المذنب المسمى ( 2012 دي إيه 14 ) في العام القادم 2013 ليكون في مدار أقرب من الأقمار الصناعية. وأفاد العلماء المتابعون أن المذنب الذي أطلق عليه اسم ( 2012 دي إيه 14 ) سيكون أقرب ما يكون إلى الأرض في 15 شباط ـ فبراير من العام القادم 2013، حيث تفصله عنها وقتئذ مسافة 26 ألفًا و900 كيلو متر فقط، بينما تدور في الفضاء حاليًا أقمار صناعية في مدارات تبعد مسافة 35 ألفًا و700 كيلومتر. ويتراوح قطر المذنب الذي تم رصده من جانب المرصد الفضائي الإسباني (لاسارجا) بين 40 إلى 95 مترًا، وهو ينتمي إلى مجموعة أبولو للمذنبات القريبة من الكرة الأرضية والتي يشكل الكثير منها تهديدًا محتملاً بالاصطدام بها. ويراقب عدة علماء فلك في مختلف مناطق العالم المذنب لتحديد حجمه ومساره على وجه الدقة، نظرًا لأن مذنبًا لا يزيد حجمه على 50 مترًا يتسبب عند دخوله المجال الجوي للكرة الأرضية في حدوث انفجار تتجاوز قوته نحو ألف قنبلة ذرية مثل التي دمرت مدينة هيروشيما اليابانية في عام 1945. ويذكر أن المذنب الموعود يشبه مذنبا انفجر فوق غابات منطقة غرب سيبيريا شمال روسيا في عام 1908 من القرن المنصرم، وتسبب في إلحاق دمار كثيف بها سيمر في مدار أقرب إلى الأرض من بعض الأقمار الاصطناعية التي تدور حاليًا بمداراتها حول الكرة الأرضية. |
|