تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مع طبيب..العقم يتقاسم مسؤوليته الرجل والمرأة

طب
الاثنين 19-3-2012
لقاء: رولا أحمد الدرزي

الأطفال هبة الله عز وجل، ونعمة أنعم الله بها على البشر من أجل البقاء والاستمرارية... وهم زينة الحياة الدنيا وأجمل عطاء وحين نفقد هذا العطاء يتراءى لنا أنه لا حياة ولا استمرارية..

ولكن يجب أن نقف عند هذه النقطة وننظر لها بنظرة عملية ورؤية طبية حديثة أكثر.. حول هذا الموضوع المهم الذي يأخذ الكثير من اهتمامنا ألا وهو (العقم) كان لنا اللقاء التالي مع الدكتور وليد جميل بشارة الاختصاصي بالتوليد والجراحة النسائية ومعالجة العقم عند الزوجين:‏‏

- هل تعطينا فكرة عن العقم؟‏‏

-- العقم هو عدم حدوث حمل عند زوجين عمرهما في متوسط العشرينات ويمارسان الحياة الجنسية بشكل طبيعي، وبشكل عام 9 من 10 أزواج سيتمكنان من الحمل خلال سنة ويبقى العشر القليل غير قادر على الانجاب.‏‏

ويجب الأخذ بعين الاعتبار أنه كلما كان عمر الزوجين (وخصوصاً الزوجة) أكبر يجب الاسراع بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة خصوصاً إذا كانت هناك ظواهر مرضية تستدعي ذلك مثل عدم انتظام الدورة أو ظهور الأشعار في مناطق غير طبيعية للمرأة أو وجود تداخلات جراحية حوضية (مثل الزائدة الدودية أو .. إلخ).‏‏

- ما أسباب تراجع الخصوبة عند المرأة؟‏‏

-- تتراجع الخصوبة عند المرأة بشكل حاد بعد 35 سنة وأيضاً بسبب وجود خلل في وظيفة المبيض ومن أكثرها شيوعاً مرضى المبيض المتعدد الكيسات.. وإن وجود دورة منتظمة عادة يعكس وجود إباضة منتظمة.‏‏

- ما الأسباب التي تؤدي للعقم؟‏‏

-- أسباب تتعلق بالذكر: وهي بالبداية يجب فحص الزوج حيث يشكل العامل الذكري نحو 23٪ من الحالات المسببة للعقم.‏‏

لذلك أول إجراء نقوم به هو إجراء تحليل سائل منوي للزوج ويجري بعد 2-3 أيام من الامتناع عن الجماع.‏‏

وعند وجود أي اضطراب نقوم بإصلاحه حسب الحالة.‏‏

أسباب تتعلق بالأنثى:‏‏

هناك أسباب عديدة قد تؤدي للعقم منها:‏‏

1- أسباب مهبلية: كانسداد المهبل أو عدم فض غشاء البكارة (إذا كان الغشاء سميكاً جداً) وكذلك حالات ضيق المهبل الشديد أو الالتهابات المهبلية وما يرافقها أثناء الجماع.‏‏

2- أسباب تتعلق بعنق الرحم: مثل استئصال مخروطي لعنق الرحم، أو كي شديد لعنق الرحم مايؤدي لقلة المخاط في عنق الرحم وهو يعوق مرور الحيوان المنوي وقد تكون المادة المخاطية في بعض الأحيان كثيفة إلى درجة تمنع مرور الحيوان المنوي أو وجود أجسام مضادة تعمل على قتل الحيوانات المنوية.‏‏

3- أسباب تتعلق بالرحم ومنها:‏‏

أ- تشوهات الرحم الخلقية: كالرحم المضاعف أو الرحم ذي القرنين وأغلبها يسبب الإجهاض وبعضها يؤثر على القدرة على الإنجاب.‏‏

ب- التصاقات داخل الرحم: إما بعد تجريف أو التهاب شديد في باطن الرحم أو جرح ناتج عن استئصال ورم ليفي.‏‏

ج- الأورام الليفية السليمة: قد تسبب العقم إذا أثرت بشكل كبير على تجويف الرحم أو وجود أورام ليفية كثيرة.‏‏

4- أسباب تتعلق بقناتي فالوب: أي سبب يؤدي لإنسداد قناتي فالوب يؤدي إلى العقم وقد يكون بسبب التهاب أو التصاقات بعد عمل جراحي سابق أو بسبب خلقي.‏‏

5- وجود خلل في وظيفة المبيض كما ذكرنا سابقاً.‏‏

6- أسباب عامة مرضية عند الزوجة: مثل أمراض الدرق أو الكظر أو الداء السكري.‏‏

- هل توجد أسباب نفسية تمنع الحمل؟‏‏

-- نعم لأنه بعد مرور عامين من الزواج القائم على علاقة زوجية منتظمة دون حدوث حمل أو دون وجود أسباب عضوية أو أسباب معروفة لعدم حدوث الحمل... قد تكون نتيجة أسباب أو تأثيرات نفسية على كلا الزوجين حيث تؤثر العوامل النفسية والذهنية على إنتاج الحيوانات المنوية وكذلك القدرة الجنسية للرجل تتحكم بها العوامل النفسية والعاطفية.‏‏

أما العوامل النفسية التي تؤثر على المرأة فقد تؤدي إلى فشل الاتصال الجنسي أو عدم القدرة على إنتاج البويضة وقد يؤدي التوتر إلى تقلص عضلات الجسم كعضلات جدار قناة فالوب ما يؤدي لانسداد فتحتها وقد يؤدي إلى تقلص المهبل ما يجعل الجماع صعباً.‏‏

كذلك نذكر تأثير التوتر النفسي على الهيبوتالاموس وبالتالي على المبيض ما يؤدي لاضطرابات هرمونية لذلك ننصح بالابتعاد عن التوتر وتجنب القلق والثقة بالطبيب المعالج.‏‏

- ما الإجراءات التشخيصية للمرأة؟‏‏

-- يجرى للمريضة فحص نسائي لكشف وجود إنتانات وفحص عنق الرحم، وفحص الرحم ثم يجرى ايكو لكشف حجم الرحم وتشوهاته أو وجود أورام ليفية وحالة المبيض ثم بمرحلة تالية يجري الطبيب تحاليل هرمونية في اليوم الثاني أو الثالث للدورة لبيان وضع المبيض وقد يجري صورة ظليلية للرحم والملحقات تكشف تشوهات الرحم ونفوذية البوقين وفي المراحل التالية قد يجرى تنظير بطني أو تنظير باطني للرحم لاستكمال الدراسة.‏‏

- أخيراً ما النصائح التي تقدمها للزوجين؟‏‏

-- يجب التأكيد على الزوج والزوجة بالحضور دوماً معاً وباستمرار العلاج عند طبيب اختصاصي واحد لأن قلق بعض الأزواج قد يدفعهم إلى رؤية أكثر من طبيب في فترات قصيرة وهذا يعرقل العلاج ولا يجدي إطلاقاً.‏‏

ويجب على الزوج والزوجة تقبل الأمر الواقع أي بمعنى آخر إن كثيراً من الرجال يشعرون بالحرج النفسي والاجتماعي عندما يطلب منهم فحص السائل المنوي متصورين أن ذلك يقلل من رجولتهم، وكذلك السيدات لأنهن يتصورن أن هذا يقلل من أنوثتهن.‏‏

إن الوعي الصحي والثقافي يجب أن يتوافر لكي يتاح للطبيب المعالج إجراء الفحوصات اللازمة وإعطاء العلاج الصحيح للوصول إلى أفضل النتائج.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية