تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دمشق تلملم جراحها وتشيّع شهداء التفجيرين الإرهابيين في منطقتي القصاع والجمارك وسط مراسم مهيبة ومشاركة شعبية واسعة.. أسر الشهداء والمشيعون ل «الثورة»: أرواحهم الطاهرة منارات تضيء طريق الإصلاح والاستقرار

دمشق
محليات
الاثنين 19-3-2012
عبير ونوس

من أصعب المهام التي يمكن أن يكلف المرء فيها مواساة من فقد عزيزاً.. وبث العزيمة لدى من قدم حبيباً، والربت على كتف من طالته يد الغدر بالجراح والآلام.. لكن الأصعب من كل ما سبق

أن تجد نفسك وجهاً لوجه مع من قدم فلذة كبده، وقرة عينه.. وفقد حضن أبيه.. وصداقة أخيه لتخفف عنهم وتشد من أزرهم فتجدهم أكثر بلاغة منك.. وصبراً على مصابهم.. وتحدياً لمن أقسم على هزيمتهم.. وتسامحاً وتعالياً على جراحهم.‏‏

هكذا كان حالنا مع ذوي شهداء الوطن ممن سقطوا ضحايا الإرهاب بيد غادرة لم تفرق بين طفل وشاب، بين طالب وموظف، بين عامل وعسكري، لكنهم نسوا أن دماء هؤلاء جميعاً ستزهر قريباً في كل بقعة من وطننا الغالي وروداً حمراء تذكرنا بأن من ضحى لأجل الوطن يستحق أن نصون دماءه بوحدتنا وسعينا لبناء سورية الحرة الأبية.‏‏

والدي عريس... وأشارك في زفته‏‏

يتأبط صورة والده ويرتدي بزة رسمية ليقينه أن الشهيد عريس يزف الى جنان الخلد حيث الراحة والطمأنينة .. مصطفى فهد المهدي طفل لم يتجاوز الثامنة من عمره أتى بصحبة شقيقه الأكبر وعمه لوداع والده الشهيد فهد المهدي الذي ذهب ضحية اجرام تفجير دوار الجمارك واكتفى بالقول الله يرحم أبي وكل من سقط معه شهيداً، وأقول لكل من يخرب وطننا لن تستفيدوا شيئاً من اجرامكم وما تفعلوه هو تخريب للوطن وأما الشقيق الأكبر فلم يضف شيئاً الا آهة لمن فجع بموت والده على يد من حالف الشيطان وارتضى قتل أهله وناسه وتمنى أن يعود الأمن والأمان لسورية التي لم تكن يوماً الا صدراً حنوناً ودافئاً لكل من لاذ فيها من العرب في حالات السلم والحرب لذلك لا تستحق الا الحب والوفاء.‏‏

وبكثير من التسليم بقضاء الله وقدره تمنى أخ الشهيد فهد المهدي الرحمة للشهداء الذين سقطوا فداء للوطن وعلى يد ارهاب طال العديد من أخوتنا وأبنائنا ومنشآت بلدنا سائلاً المولى عز وجل أن يعز سورية وقائدها لما فيه خير البلاد والعباد ويدفع عنا البلاء وكيد الأعداء وسوء القضاء.‏‏

لن نركع‏‏

السيد حامد قال: شهيدنا قحطان ديوب سقط في الانفجار الذي طال منطقة الجمارك لسفك المزيد من دماء أبنائنا الطاهرة وانتقاماً من صمود شعبنا وحقداً على اصرار قيادتنا ان نبقى أسياداً لا نركع الا لمن خلقنا وملأ قلوبنا بالحب والخير والعطاء لكن نقول لهم اليوم وغداً ومنذ سنين نحن أبناء سورية أصحاب حق وارادتنا لا تلين وصمودنا لا يهتز على أيدي زمرة مأجورين لذلك عليكم أن تعوا أن الاجرام لا يجدي لذلك كفى قتلاً ...كفى اجراماً ...كفى ارهاباً كنا نتمنى أن نرى حماسكم هذا في مواجهة أعداء الاسلام والعروبة الذين احتلوا فلسطين ويعبثون بقدسنا وأقصانا أما نحن فلن نبدل وجهتنا وستبقى سورية منارة نتناقلها من جيل الى آخر لتزداد اتقاداً وضياء بفكر وعقل أبنائها الشرفاء ودم شهدائها الابرار الذين كنا نتمى كما هم أن يسقطوا على تراب جولاننا الحبيب وفلسطيننا الغالية لكن سورية تستحق كل تضحية لتبقى قلعة العروبة الصعبة المنال .‏‏

ذوو الشهيد جهاد خليل: نقول لكل خائن للعروبة والاسلام مهما فعلتم.. مهما أجرمتم.. مهما سفكتم من دماء... واستبحتم حرمات لن تنالوا من صمودنا..من عزيمتنا... من ابائنا لأننا أبناء سورية التي لم تنجب يوماً الا الشرفاء الذين يفضلون الموت على الذل والاستسلام وأقول لكل من تآمر على بلادنا سنبقى جنداً أوفياء لهويتنا... لعروبتنا... لقائدنا الرمز للسيادة والحرية والكرامة لذلك شعبه متمسك به..داعماً له في مسيرة الاصلاح والبناء والسير دوماً الى الأمام ونقول لكل شهيد سقط على أرضنا الطاهرة بوركت روحك الطاهرة وهنيئاً لكم مثواكم في الجنة وليطعمنا الله ما أطعمكم لأننا جميعاً أموات لكن من يذهب شهيداً فهذا وسام شرف على صدر كل من يمت له بصلة حتى يوم الدين.‏‏

الوطن أمانة فلنصنها‏‏

يحيى علي فنير: مخطئ من يظن بأنه من باع نفسه للغير وارتهن للخارج أن يكون رحيماً بأبناء وطنه حتى بأسرته لأن من يرتكب ارهاباً كارهاب من فجر نفسه في الجمارك والتحرير لا يعنيه إن كان أبوه أو أخوه أو حتى أمه مارة في هذا المكان أو ذاك لأن مايعنيه هو رضا من أوهمه أنه بذلك يرضي الله والنبي ومن استثمر الدين لسلب عقول اناس لم تعد تدرك الحق من الباطل والخطأ من الصواب... والخير من الشر فمن يستبيح حرمات الطرقات والأبنية السكنية ومواقع العمل وجنود الوطن لا يمكن أن نعول على عودتهم الى جادة الصواب لذلك نقول حسبنا الله ونعم الوكيل على من سلب الحياة من أناس ذنبهم الوحيد أنهم أبناء سورية العزيزة فالشهيد لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره وكان وقت عطائه لمحيطه ولوطنه لكنهم لايريدون البناء ولا يؤمنون فيه، وكلي أمل أن نبقى يداً واحدة نصون الوطن ونذود عنه وكفانا آسى وقتلاً وتخريباً، وحان الوقت لنستعيد أمننا وأماننا.‏‏

بركات السيد والد الشهيد رائد السيد قال : ولدي ذنبه الوحيد أنه سوري أبي ولا يمكن لأب فقد قرة عينه الا القول اللهم فرجها علينا واكفنا شر العصابات المخربة وأدم علينا الأمن والأمان الذي لم نع قيمته الا بعد أن هدده أعداء الله والحق فلينتقم لنا منهم ومن كل يد آثمة تعبث بأمننا وراحة بالنا وسلامة وطننا وأبنائنا.‏‏

السيدة أم فايز: لا أعتقد أنني سأضيف شيئاً على ماقاله ذوو كل شهيد سقط على أرض هذا الوطن فجميعهم أبناؤنا وجميعهم فلذة أكبادنا وغيابهم غصة في قلوبنا لكن ما يصبرنا أننا نحتسبهم عند ربهم شهداء فداء لشرف الوطن وكرامته.‏‏

سومر شاب في مقتبل العمر يد الغدر طالته قبل أن يهنأ بشبابه لكنه بالتأكيد راض عما قدمه لأهله وبلده وشعبه وأدعو الله أن يجعلني فداء لكل شاب يسقط على أرض هذا الوطن وهو دعاء كل أم ملتاعة من مشهد نزيف الدم والذي أدخلتنا فيه العصابات المسلحة ويد الارهاب الغادرة التي لا يلجمها دين أو أخلاق.‏‏

سيبقى جيشنا حامي الأرض والعرض‏‏

صلاح ابراهيم جديد: بصبر المؤمن والمسلم بقضاء الله وقدره والمرفوع الرأس بمن نال شرف الشهادة من دمه ولحمه قال الرحمة كل الرحمة لمن سقط ضحية الارهاب في تفجيري الجمارك والتحرير ولمن قام بهذا الفعل الآثم لعنة الله وغضبه عليكم وليبلوكم بأقصى وأشد مما أصابنا من آلام وأوجاع وليعلموا أن عداءهم هذا يزيدنا اصراراً على البقاء مؤمنين بمبادئنا بشعبنا بقيادتنا وجيشنا الذي أثبت أنه حامي الأرض والعرض وبأنه حصن سورية المنيع في وجه كل يد آثمة تؤججها فتاوى القرضاوي وأمثاله ممن ساهموا باراقة دماء أبناء سورية الحرة.‏‏

محمد علي حسن: نشارك اليوم في تشييع اخوتنا في الوطن فجميعهم أبناؤنا واخوتنا وليس فقط كامل غسان النيصافي الذي قضى في ساحة التحرير عندما كان في طريقه الى عمله فالرحمة للجميع والحمد لله رب العالمين على قضائه وقدره ونحن جميعاً فداء للوطن وكرامته لذلك لا بد من أن عقابكم آت. أما من لازال يعيش في وهم الحرية الآثمة فنقول له عد الى هديك وصوابك وليتذكر أن لديه أهلاً وأطفالاً يعنيه أمرهم كما يعنينا أمر أبنائنا فليعودوا الى رشدهم فسورية لا تنجب الا الشرفاء وأقول لأبناء وطني الارهاب لايهزمنا ولا يخيفنا بل يمنحنا المزيد من القوة والاصرار على الثبات الذي اخترناه نهجاً لنا والشهادة هي مطلبنا وفخر لنا عندما تكون دفاعاً عن الحق والوطن والشعب.‏‏

حريتكم أكذوبة‏‏

عامر الفرخ: الشهيد حسين الفرخ لم يتجاوز السابعة والعشرين من عمره لكن الارهاب لا يميز بين طفل وشاب وكهل لذلك أقول لمرتكبي التفجير لتذهبوا وتقتلوا الصهاينة لتحموا غزة وتحرروا الجولان ماالذي تريدونه ؟ الحرية أي حرية هذه أي أكذوبة هذه.‏‏

يريدون قتل كل جميل في حياتنا، يريدون إرهابنا لكننا سنبقى أقوياء بإيماننا بصبرنا.. ونقول لحمد وجاره أبو هزة يكفي دماءً يكفي تآمراً وإن شاء الله الكأس الذي أذقتمونا إياه مردود عليكم وتتجرعون أقسى منه قريباً.. فهؤلاء ليسوا عرباً فغزة تستبيحها اسرائيل متى تشاء لانها تعي أنّ لا حياة لمن تنادي من هؤلاء العملاء المتآمرين على العروبة والكرامة فقط وأتمنى قريباً أن نرى على شاشاتنا صور كل عربي وأجنبي استباح حرمات وطننا وسفك دماء أهلنا لتبرد قلوبنا، وأناشد أهلي شعب سورية الأبي أن يبقوا قلباً واحداً ويداً واحدة في وجه من يريد لنا السقوط والاستسلام لكننا نقول لهم خسئتم.‏‏

شقيق الشهيد علي سليمان الذي سقط في تفجير الجمارك حرقته على فقدان شقيقه مضاعفة لان علياً كان يقل سيارة أجرة لنقل والدته إلى المشفى لكن يد الغدر طالته تاركة في قلب الأم لوعة على فلذة كبدها الذي لم يتجاوز الثلاثين من عمره، وبكثير من الصبر والتسليم بقضاء الله وقدره قال: الرحمة لكل شهيد سقط على أرض بلدنا الغالية ولكل من ينال من وطننا الشكوى لله من شروركم وأحقادكم وضغائنكم، وسنبقى جنداً أوفياء لسورية الأبية وقائدها الحر الكريم، وما نمر فيه شدة وستزول بعون الله تعالى وصبرنا وإيماننا وهمة شعبنا وجيشنا وقائدنا.‏‏

ذنبنا حب الوطن‏‏

عبد الهادي المنجد ابن الشهيد مازن المنجد الذي طالته يد الإرهاب في أثناء توجهه بسيارته الخاصة إلى محطة البنزين قرب دوار الجمارك بوجع من فقد حنان الأب ودفئه قال: سأقول لمن كان وراء هذا التفجير وسواه هل أنتم مسرورون بحريتكم ليتولاكم الله بعقابه فهو المنصف والرحمة لكل شهيد فقدناه.‏‏

أما أخ الشهيد السيد محمد علي المنجد فتساءل هل هذه الحرية التي يطالبون بها؟... هذه حرية حمد.. حرية آل سعود، القتل التدمير، خراب البيوت وسلب الأمان، بلدنا لم تكن يوماً إلا عنواناً للاستقرار والأمن ولدينا رئيس نفخر به وهم من حقدهم يفعلون ما يفعلون، أقول لمن يقوم بهذه الأعمال والممارسات ألا يوجد لديكم أطفال وعوائل؟ من قام بهذا الإجرام بأي دين يدين، لأي شريعة يعود، إنها شريعة حمد شريعة الغاب، ما ذنبنا كي نقتل؟ ذنبنا أننا نحب وطننا وقائدنا، نحن نفديهما بأرواحنا ولن نتنازل عنهما، لذلك أقول لابن بلدي ليحترم كل منا الآخر وآراءه ولا أضيف سوى لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.‏‏

المهندس سامر سراج: فقدانه لزوج شقيقته وابنها ابن السادسة عشرة ربيعاً أقسى أن يحتمله أو يطيقه مرء لكنه بكثير من الإيمان بالله وقضائه وقدره قال:لا استطيع القول سوى الرحمة لكل شهيد سقط على أرض الوطن ولتبقى سورية بأمان.‏‏

محمد علي زرقا شقيق الشهيد حسن علي زرقا الذي نال شرف الشهادة أثناء توجهه الى عمله عند دوار الجمارك أكد أن مايقوم به هؤلاء المأجورون لا يمكن تسميته إلا بالعمل الإرهابي الجبان ضد الإنسانية والأخلاق ولا يمت للأديان بصلة ولا يرتكبه إلا الكفار والأقزام ممن ارتضوا أن يرتهنوا لأعداء الله والوطن لكن بعون الله تعالى سنبقى أشداء بإيماننا بصبرنا بلحمتنا ووقوفنا صفاً واحداً خلف قيادتنا فداء لوطننا العزيز سورية.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية