تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رسائل مضرّجة

نافذة على حدث
الثلاثاء 20-3-2012
عبد الحليم سعود

رسائل جديدة مضرّجة بالدماء تلقاها أمس أبناء دمشق العروبة في حيي الجمارك والقصاع، رسائل تروي تفاصيل الحقد الأسود الذي يكنه أعراب النفط وصحراء الربع الخالي القادمون من عصور الجاهلية والتخلف لعرب الأبجدية والتاريخ والحضارة والإنسانية،

رسائل تكشف حقيقة عملاء وقتلة ومرتزقة استغلوا حراكاً شعبياً داخلياً «محقاً في الكثير من مطالبه» ليستبيحوا استقرار سورية وأمنها خدمة لمشاريع استعمارية شيطانية بعيدة كل البعد عن مصالح وقيم وعادات وحضارة الشعب السوري.‏

فمنذ قرابة العام وسورية تقاوم بعينيها كل مخارز التآمر والحقد والإرهاب، وتدافع بجسدها وأجساد أبنائها البررة غدر كل خناجر المتآمرين والحاقدين والإرهابيين، تقاوم وهي تدرك أنها موكلة بالدفاع عن شعبها وأمتها ودورها وموقعها بمواجهة كل الأعداء والطامعين والمتربصين.‏

بالأمس أعلنوها صراحة في مؤتمر «أعداء سورية» بأنهم سيقومون بتسليح الإرهابيين، وسيرسلون المال والسلاح إلى سورية لاستكمال مخططاتهم التآمرية ضد قلب العروبة النابض، ولم تتأخر وعودهم «وهداياهم» الدموية للشعب السوري، ليصحو أبناء دمشق على مشاهد مروعة ومفجعة تهز الضمير العالمي والإنساني، مشاهد تستحضر ثماني سنوات متواصلة من الحرب الأميركية الخليجية ضد أشقائنا العراقيين التي مارست خلالها التنظيمات الإرهابية الوهابية القادمة من ممالك التكفير والتشدد أبشع الجرائم ضد الإنسانية، وكأن مال النفط الخليجي مخطط له كي ينفق فقط على أعمال القتل والإرهاب التي تخدم فقط مصالح الصهاينة وحلفائهم الغربيين.‏

في كل الأحوال يبدو أن رسائل القتلة ومن يقف خلفهم تستجدي أهدافاً محددة أهمها خلط الأوراق في المشهد السوري والمس بوحدة شعبنا وتلاحم أبنائه وإفشال مهمة المبعوث الأممي كوفي أنان، لكن شعبنا الذي وعى المؤامرة منذ بدايتها رد على هذه الرسائل قبل وصولها عندما ملأ ساحات الوطن تعبيرا عن تلاحمه ووحدته، وتمسكه بمسيرة الإصلاح، ورفضه لأي تدخل خارجي تحت أي عنوان كان، وما على الناعقين الباحثين عن الفوضى والخراب سوى مراجعة حساباتهم المفلسة..؟!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية