|
F.mgasine وقام بنشرها العام الماضي ثم أتبعها بمجموعة قصصية صدرت مؤخراً كان الأديب الروسي قد كتبها في فترة شبابه وتتضمن هذه المجموعة سبعاً وستين قصة قصيرة بعضها باللغة الروسية والبعض الآخر باللغة الانكليزية، ومن أبرز عناوينها «ناتاشا» كتبها عام 1921 و«الكلمة» عام 1923. الأولى تروي قصة امرأة شابة تساعد والدها على البقاء حياً وهو يعاني سكرات الموت ويحدث ذلك في برلين في عشرينات القرن الماضي حيث تقيم جالية روسية ضخمة هاجرت إلى تلك المدينة بحثاً عن الرزق، أما القصة الثانية فتدور أحداثها في عالم خيالي يوزع ملاك السعادة الأدوار فيه. من المعروف أن نابوكوف عاش في برلين حوالي خمسة عشر عاماً إثر نزوحه من روسيا مسقط رأسه لينتقل بعدها إلى باريس فالولايات المتحدة حيث بقي هناك عقدين من الزمن قام خلالها بالتدريس في جامعات «كورويل» و«هارفار» وبقي حتى العام 1959 عاد بعدها إلى القارة العجوز ليستقر به المقام في «مونترو» السويسرية حيث صدرت له أكثر من خمس عشرة رائعة أدبية ما بين الرواية والقصة القصيرة والمجموعات الشعرية لكن شهرة رواية «لوليتا» كانت الأقوى بسبب انتقالها إلى الشاشة الفضية مرات عديدة وكان أجملها الفيلم الذي أخرجه ستانلي كوبريك عام 2008 وعنوانه «لوليتا» حيث حطم أرقاماً قياسية في شبابيك التذاكر. وعلى ضفاف بحيرة لومان السويسرية أكمل نابوكوف ترجمة رواية الكسندر بوشكين الذائعة الصيت «أوجين» أو «نيجين» من اللغة الروسية إلى اللغة الانكليزية وكان نابوكوف قد بدأ الكتابة بلغة شكسبير منذ العام 1940 تقريباً، كما ظهرت برلين في معظم أعماله التي أنتجها في فترة شبابه.. برلين الصاخبة بالجالية الروسية البيضاء التي صنعت أمجاد ما بين الحربين وخلدها في قصتيه الرائعتين «هنا نتكلم الروسية» عام 1923 و «سبات» عام 1935 وفيها يروي حكاية شاعر روسي يتسكع في برلين ولا يجد عملاً سوى كتابة القصائد باللغة الروسية. أما قصته «التنين» عام 1924 فتجنح نحو الخيال العلمي. ومن قصصه القصيرة التي نشرت في المجموعة الأخيرة قصة كتبها عام 1947 وفيها يسرد حكاية وصول شاعر توفي قبل خمسين عاماً الى حفل يقام بمناسبة تلك الذكرى وقد عاد إلى الحياة ثانية. ومن المنتظر أيضاً ظهور مجموعات نابوكوف الشعرية قريباً خلال العام الحالي وقصائده التي كتب بعضها باللغة الروسية والبعض الآخر بلغة شكسبير إضافة إلى مراسلاته مع زوجته فيرا ما بين الأعوام 1925-1977 أيضاً محاضراته التي ألقاها في الجامعات الأميركية حيث مارس التدريس بين عام 1941 و1958. لقد كانت هواية نابوكوف غريبة من نوعها حيث كان يجمع الفراشات في مونترو المطلة على جبال الالب البيضاء خلال أوقات فراغه ليصل عدد فراشاته إلى 4000 فراشة وقد ضمها متحف لوزان السويسري الى مقتنياته. أيضاً كان فلاديمير نابوكوف يهوى لعبة الشطرنج كما كان يعشق الطبيعة السويسرية والثلوج التي تغطي جبال الالب وبحيرة لومان التي تغنى بها كما فعل عدد من الشعراء مثل لامارتين وجان جاك روسو في روايته «الايلويز الجديدة» فهي كثيراً ما تذكر نابوكوف بطبيعة موطنه الأم روسيا. من مؤلفاته التي نشرتها دار غاليمار الفرنسية مؤخراً «شفافية الأشياء» وهي رواية كتبها عام 1919 قبل أن تغادر أسرته روسيا. واليوم يتوجه آلاف الروس المعجبين بأدب نابوكوف لزيارة مثوى أديبهم المغترب في قرية كلارنس السويسرية في مونترو حيث قضى المرحلة الأخيرة من حياته كذلك تم نصب تمثال ضخم للأديب الروسي الكبير في حديقة قصر مونترو منذ أن تحول القصر الى فندق بمناسبة الذكرى المئوية لمولد فلاديمير نابوكوف عام 1999. |
|