|
مجتمع
ومد العمر لفترة أطول، لقد رأينا ذلك في الميدان السياسي،والمرشح الأكثر تفاؤلا هو الذي يحصل على أعلى نسبة من الأصوات. ثمة ملاحظة لا تسعد المتشائم كثيرا،ولكن التاريخ لا يتوقف هنا،لأنه من الممكن اكتساب كفاءة التفاؤل للحصول على نوع جديد من الحياة..حتى المتفائل الذي لا يرى الحياة وردية دائما،يمكنه أن يستفيد من هذا النوع من المتعلم،إذ توجد تقنيات برأي سيليغمان عالم النفس الايجابي هي التي تعيد منح الثقة بالنفس بعد مواجهة بعض المحن..ومن المفيد هنا خاصة اذا كان المتفائل برأي الجماعة شخصا قد تزعج بسمته الدائمة شخصا آخر، فعليه ألاّ يضيع فرصة أبدا من أجل الحديث عن قدر ما أو يجد دائما الوسيلة لإسقاط مسؤولية أخطائه على الآخرين،بمعنى التذكير بأن فقدان التمتع بالحياة ليس وقفا على المتفائلين ، وأن بعض الدراسات البحثية والنفسية لا تهدف أبدا الى تشجيع التمركز حول الذات أو العدوانية..وإنما الأمر يتعلق فقط بتعلم طريقة جديدة للتحدث مع الذات عند مواجهة الفشل. هنا يطرح الباحث سيليغمان متسائلا هل يمكن أن تكون الجرعة الزائدة من التفاؤل مضرة؟يبدو هناك اعتراض آخر على هذا المسعى وفق رأيه ،حيث يقدم التشاؤم على الرغم من أضراره كلها مزية مهمة وفقا لنتائج البحث الذي أعده مؤسس علم النفس الايجابي،أنه يجعل الاحساس بالواقع اقوى ،بعيدا عن أي نصيحة بتفاؤل أعمى يمكن تطبيقه في أي موقف. غير مناسب ويحرض الباحث في هذا المقام أن نطرح على أنفسنا سؤالا حول الهدف المحدد الذي نريد بلوغه؟وتحت عنوان التفاؤل هو الحل،حينما يكون النجاح معتمدا على التفاؤل(ترقية مهنية،بيع منتج،كتابة رسالة ،..وحينما نشعر بالحاجة لأن نحافظ على المعنويات،أو لأن نقاوم الاكتئاب، التفاؤل ضروري في مواجهة مشكلة تطول ويمكن أن تؤثر على الصحة الجسدية ؟،لكن ثمة أوضاع تتطلب موقفا آخر تماما حينما يتعلق الأمر بالإعداد لمستقبل غير واضح ويخضع للمصادفة يكون التفاؤل غير مناسب. حينما نريد نصح شخص تبدو آفاقه مظلمة .فمن الأفضل تجنب الموقف المتفائل في المرحلة الأولى. ومن أجل الظهور بمظهر،المستمع أمام شخص في حالة اكتئاب،علينا عدم اظهار كثير من التفاؤل،على الأقل الى أن نستطيع إقامة علاقة ثقة مع هذا الشخص. وفي تحليل مضمون الأبحاث،يجب التساؤل حول ثمن الفشل في الموقف محط الاهتمام ،وبالتالي بمقدار ما يكون الثمن مرتفعا،بمقدار ما يكون التفاؤل غير مفيد.فالشخص الذي يمشي في نومه،وذاك الذي يتساءل إن كان لا يزال يستطيع أن يقود سيارته،والطيار الذي يتساءل حول ازالة قطع الجليد الأخيرة المتبقية على جناحي الطائرة، يجب على هؤلاء جميعا إلا يتصرفوا تحت تأثير التفاؤل لأنهم بالتقليل من شأن النتيجة التي ستكون حصول الحادث أو الموت ،وهذا لا يشبه حالة التاجر الذي يتردد في الاتصال بآخر زبون محتمل، أو الخجول الذي يخاف البدء بمحادثة، أو الأجير الغاضب من ركود مهنته، وذاك الذي يتساءل فيما إذا كان الأمر يستحق العناء لأن يسعى مرة ثانية للبحث عن وظيفة جذابة ،فالتفاؤل بالنسبة إليهم يحمل مخاطر قليلة .مؤسس علم النفس الايجابي يرى بوجوب أن تسمح المبادئ التي تقدم للقارئ بأن ينتقل من التشاؤم إلى التفاؤل في حياته اليومية . وبعكس كثير من تقنيات التطوير الشخصي الموجودة حاليا،التي تخلط جزءا من البحوث الجادة مع اضعاف من الفلكلور.فإن تقنياتها تقوم على عمل دقيق مثلما يتضح من استفادة آلاف الأشخاص منها . |
|