تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مجرد الاتهام .. إرهاب

البقعة الساخنة
الأربعاء 27-1-2010
خالد الأشهب

ثمة تقرير لوزارة الخارجية الإسرائيلية يتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بمعاداة السامية, وتقرير آخر لها لا يفند تقرير غولدستون , بل يتهمه بمعاداة السامية أيضا ,

وتقرير ثالث يوجه التهمة ذاتها لجهة ثالثة انتقدت إسرائيل , وآلاف التقارير السابقة واللاحقة بالتهمة الجاهزة ذاتها لكل من ينتقد إسرائيل أو يرفض ابتزازها له !!‏

أمس , قال اثنان وأربعون في المئة ممن شملهم أحد الاستطلاعات في دول أوروبا الغربية أن إسرائيل تبتزهم بهذه التهمة وبغيرها, وأنهم لا يصدقون ما يسمى المحرقة أو الهولوكوست, أي إن نصف الأوروبيين تقريباً تجرأ على القول إنه لا يصدق, وبالطبع فإن من الممكن القول إن النصف الآخر يخشى أو يشكك على الأقل , فثمة سوابق تثبت هذه الخشية وذلك التشكيك .‏

تهمة « العداء للسامية » باتت أشبه بغول خرافي يطارد الفعاليات السياسية والاقتصادية والثقافية ومن كل المستويات في كل العالم , وهي في ذات الوقت بمثابة « فيزا » تستخدمها إسرائيل للجم كل معترض أو ناقد لسلوكها السياسي مهما أغرق في الإجرام والعدوان .. « فيزا» مفتوحة لممارسة كل أشكال الإرهاب الإسرائيلي في أي زمان ومكان .‏

ومع أنه آن الأوان لهذا العالم كي ينتفض ويثور في مواجهة هذا الغول , وأن يسقط نهائياً ذلك التابو المزيف الذي اصطنعته إسرائيل لنفسها جداراً تتلطُّ خلفه بكل جرائمها وتطرفها , إلا أن الأمر يحتاج إلى التنظيم والتكامل في المواجهة عربياً وإقليمياً ودولياً, كأن يجري العمل على الربط بين الإرهاب واستخدام تهمة « العداء للسامية » من خلال منظمات وهيئات حقوقية وسياسية عربية ودولية , تعمل على رد التهمة بالتهمة تماماً كما جرى منذ زمن طويل في الربط بين الصهيونية والعنصرية واعتبار الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية , وبالتالي , اعتبار كل من يستخدم ذريعة « العداء للسامية » إرهابياً أو مشروع إرهابي يقمع الآخرين ويمنعهم من التعبير عن آرائهم بحرية تكفلها القوانين والشرائع الدولية .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية