تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الروابي.. بلدة فلسطينية حديثة تعرقل إسرائيل بناءها

الاندبندنت
ترجمة
الأربعاء 27-1-2010
ترجمة: خديجة القصاب

رغم تعليق العمل بمسيرة السلام في الشرق الاوسط إلا ان ذلك لم يحل دون سعي فلسطينيني الضفة الغربية لوضع حجر أساس أول مشروع من نوعه يقضي ببناء بلدة فلسطينية حديثة في تلك المنطقة

لكن حاجة الفلسطينيين لطرق معبدة تؤدي إلى البلدة المذكورة لاتزال محفوفة بالمخاطر ويبدو المشهد اليوم في الضفة الغربية مألوفا للغاية فها هنا رافعات صفراء تنقل الصخور الضخمة من منطقه لأخرى وهناك جرافات تشحن الاتربة في حين تكور المثاقب بساتين زيتون المرتفعات المجاورة لكن الورشات العاملة هنا ليست مستوطنات يهودية جديدة- كما يبدو للوهلة الأولى- قيد البناء ففوق تلك المعدات ترفرف أعلام فلسطينية صغيرة في اشارة الى مدلولات هذا المشروع الوطني باعتباره انطلاقة أول مدينة سيتم تدشينها في التاريخ الفلسطيني المعاصر ليضيف بين لينفاند مراسل الاندبندنت إلى الضفة الغربية «بادرني ماهر صوالحة مدير الموقع الجديد بحماس وجرأة شديدين قائلا: أنت تسير حاليا وسط مدينة الروابي ليتابع من ثم كانت تغطي المنطقة المحيطة بالموقع المذكور ادغالاً كثيفة مجاورة لشجيرات الزوفا وازهار شقائق النعمان لكن السيد صوالحة استطرد المراسل لم يدعني اطلق العنان لتخيلاتي لان اولوياته تنحصر في مواصلة العمل على هذا المشروع الذي انطلق قبل أيام معدودة، ولكونه ينفذ على أرض الواقع مخططات متشعبة التفاصيل إلا ان هناك عقبة تقف في وجه تنفيذ هذا المشروع إذ يبقى على الإسرائيليين اعطاء التراخيص اللازمة التي تسمح للفلسطينيين بتشييد طريق يصل إلى بلدة الروابي ويتوقع ممولها أن تحتضن 40.00٠ من الشعب الفلسطيني فبدون تأمين شق تلك الطرق تصبح حياة الفلسطينيين هناك غير قابلة للبقاء ولكن اليوم ما من أمر يحول دون استمرار الفلسطينيين في هدهدة احلامهم ويتابع ماهر صوالحه حديثة مع مراسل الاندبندنت قائلا: هنا حيث ترجلنا على وقع تلك الحفارات ستنتشر محال تجارية مهمتها بيع الزبائن بالمفرق وعلى مقربة منها ستنهض عدة فنادق سياحية ومركز ثقافي وبعض المطاعم إضافة لمسرح ودار للعرض السينمائي، أما على الجانب الآخر من هذه البلدة فسيقام مدرج مسرحي في الهواء الطلق، وسوف يطل هذا البناء على ضريح ياسر عرفات الاب الروحي للفلسطينيين ومؤسس حركتهم المنتصب في رام الله، وصوالحة على قناعة بان الروابي لاتبعد أكثر من ١٠ كيلو مترات جنوب رام الله وتقع بجوار قرية العطاره ومستوطنة اتريت اليهودية وبينما يعمل الإسرائيليون منذ احتلال الضفة الغربية عام 1٩67 على تغيير وجهها العمراني التاريخي حتى تكاد تطمس معالمها إلا انها المرة الأولى التي يمتلك فيها الفلسطينيون زمام حل قضاياهم بانفسهم في محاولة لتغيير خارطة واقعهم بايديهم وها هي السلطة الفلسطينية تدعم المشروع بقوة ويصرح غسان كاتب المتحدث باسم السلطة الفلسطينية قائلا: يعتبر هذا المشروع غاية في الأهمية وهو ضروري للفلسطينيين بسبب النقص الحاد في المنازل التي تؤويهم إلى جانب الطلب والحاجة المتزايدين على السكن اللذين تعجز المدن الفلسطينية الاخرى عن توفيرها لهم.‏

وقد صممت الروابي لتكون دليلا على قدرة الفلسطينيين في امتلاك زمام المبادرة والعمل بالفعل رغم توقف مساعي السلام منطلق بناء دولتهم في المستقبل وسوف تأخذ بلدة الروابي طابعا وخصائص فلسطينية كما يقول بشار مصري مدير شركة الاستثمار والملكية التي تتولى الاشراف على تطوير المشروع وسوف يحتوي بناء الروابي على مكونات عمرانية غربية الطراز واخرى فلسطينية إلا ان الدفع باتجاه اعطاء ابنية المشروع طابعا غربيا شاملا لن يلقى رواجا على صعيد اسواق البيع.‏

ويضيف المصري وهو مواطن نابلسي المنشأ ويتقن التحدث باللهجة الأميركية لاشك باننا نسعى وراء الربح وما يدفعني لمثل تلك المجازفة كوني فلسطينيا ونحن بحاجة لبناء هذه الأمة وسيشكل ذوو الدخل المتوسط من الفلسطينيين غالبية سكان الروابي وسيحتوي كل مبنى سكني إلي جانب دور للاقامة موقفا للسيارات يشيد تحت الارض بعيدا عن المباني المعروفة في رام الله، أما قلب تلك المدينة فصمم وفق نموذج كل من وسط المدينة القديمة في القدس ونابلس بأزقتها الضيقة المبنية من الحجر والمخصصة للمشاة فقط.‏

وتضيف شيرين ناصر المهندسة التي عملت على تصميم المشروع ان تنفيذ مباني الروابي بهذه الطريقة وطبقا للنماذج المذكورة يدفع الفلسطينيين للمحافظة على مفهوم الحارة لديهم المعتمد على مبدأ حسن الجوار حيث يعرف القاطنون جيرانهم دون استثناء، وسوف تقسم المدينة إلى 33 حيا تبرز منها وجائب صغيرة شبه خاصة لكن المشروع لايزال يخضع لمزاجية ورحمة الإسرائيليين، وتل ابيب غير راغبة بالسماح بتطوير مثل تلك المشاريع العمرانية الفلسطينية والتوسع بها يعود هذا الحظر لاسباب كثيرة ومعروفة.‏

وقد أعرب عدد من الفلسطينيين عن تعاستهم لانتظارهم أكثر من 18 شهرا للحصول على موافقة تل ابيب لتمهيد الطريق والبالغ طوله ثلاثة كيلو مترات المؤدية الى بلدة الروابي، وسيخترق الطريق المنطقة التي لايزال الإسرائيليون يسيطرون عليها حتى اليوم، لكن رغم التفاؤل الذي يبديه السيد المصري إلا ان واقعيته تهيمن على الامور الاساسية الخاصة بهذا الموضوع، لذلك علق المصري على بتعياته قائلا في حال لم يتم تشييد الطريق الذي يوصل الروابي بالبلدة سيتم اتخاذ قرار هجرتها والابتعاد عنها فمن الغباء الاستمرار في تشييد مباني هذه البلدة مالم تؤخذ موافقة شامله لاستكمال بناء الطريق المؤدي إليها.‏

 بقلم: بين لينفاند‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية