|
مجتمع حيث مفرداتها الفنية تتيح النهوض بهذه المهمة فأدواتها الحكائية والتشويقية تشده إلى عالمها ليأخذ منه مستمتعا بما تعلمه، وأولى هذه الوسائل هي مسرح الأطفال بلا منازع وكما قال مارك توين المسرح هو أقوى معلم للأخلاق وخير دافع إلى السلوك الطيب اهتدت إليه البشرية. بعض من هذه المعطيات وما يمكن أن يقدمه مسرح الطفل تمت بلورتها من خلال ربيع مسرح الأطفال السادس وهو تظاهرة ثقافية واجتماعية وتربوية كادت أن تصبح راسخة في حياة المجتمع السوري. المسرح وسيلة تربوية وتعليمية عن أهمية المسرح التربوية والتعليمية والتثقيفية تحدث بداية مدير مسرح الطفل في سورية الأستاذ مأمون الفرخ فقال: نحن في عصر العولمة وفي عصر الكمبيوتر والانترنيت، وقد اتسعت مدراك الطفل ومفاهيمه وتطور تفكيره بشكل كبير، كل ذلك يدعو إلى حضور وسيلة ثقافية موازية تشذب تلك البراءة فمن الضروري بمكان الاهتمام بثقافة الطفل وبأساليب تربوية أكثر جدوى وأكثر نوعية على أرض الواقع، لذلك مسرح الطفل يأتي كضرورة حتمية من شأنها أن تساهم في تنمية السلوك الخلاق عند الطفل هذا عدا ما يحمله لوجدانه ولذائقته الجمالية كما يساعده على فهم نفسه وفهم الآخرين, من جهة أخرى فالمسرح وسيلة تربوية وتعليمية بامتياز يمكنها ترسيخ الكثير من القيم الأخلاقية والحياتية الايجابية إضافة إلى تزويده بمهارات التواصل والمهارات اللغوية والفنية وغيرها، وبحكم مضامينه المتغيرة يمكن للمسرح أيضا تهذيب نفوس الأطفال وصقل عواطفهم وأفكارهم بقيم الصدق والأمانة والغيرية وغيرها إضافة إلى أن الأفكار والنقاشات ستكون وسيلة غير مباشرة تخلق عند الطفل أهمية الحوار الذي يعتبر أساس الوجود، وبالفعل عندما يكون العرض على سوية فنية جيدة فإنه قادر على منح الطفل كل هذه الأشياء مجتمعة طبعا ذلك جنبا إلى جنب مع ضرورة حضوره المتواصل في حياة ذاك الطفل، من هنا تأتي أهمية مسرح ربيع الأطفال الاحتفالية الكبيرة التي رافقت افتتاحه خير مؤشر على انتزاع ثقة الجمهور والثقة بفاعلية في اتجاهات عديدة فالكرنفال الذي احتفى بالطفل وصل عدد المشاركين فيه إلى 5000 مشارك رغم أن البداية اعتمدت على 2000 مشارك فقط وقد انضم جمهور الشارع والأهالي احتفاء بالتظاهرة التي تهتم بالطفل السوري وأحضرت ما يلفت نظره من ألعاب وفرق وممثلين بزي أدوارهم وغيرها.. فدور المسرح بالفعل يستحق كل هذا الاهتمام لأنه يطلق على فنون عديدة غير المسرح من موسيقا ورقص وديكور ورسم وغيره، ولابد من الذكر هنا بأن مجانية الحضور جعلت الأبواب مفتوحة أمام جميع الأطفال ومن كافة الشرائح الاجتماعية على مساحة القطر إذ إن المهرجان امتد إلى جميع المحافظات إضافة إلى ورشات فنية مرافقة له استقبلت المواهب الطفلية في فنون عديدة أخرى. الطفل يأخذ من المسرح مقدرة التعامل الاجتماعي من جهة ثانية تحدث أحد مخرجي عمل مسرحي للأطفال حول تجربته مع الأطفال ومدى تفاعله مع الأعمار المسرحية فقال وسيم قشلان: لمسرح الطفل أهميته كونه يغني تجربة الطفل في أكثر من اتجاه إذ يعطيه الجرأة ومقدرة التعامل الاجتماعي مع الآخرين خصوصاً أن فن المسرح يعلم حب الآخر بسبب آلياته القائمة على الحوار، كما يتجاوز الطفل به الخجل والخوف نحو التواصل وكون المسرح فناً قائماً على المعية والعلاقات الاجتماعية المليئة بالفرح فيعطي لشخصية الطفل أبعاداً غنية ويشعره بأهميته كي يخلق المبادرة عنده للبحث عن أهداف جميلة في الحياة هذا عدا الجانب التعليمي لأن المسرح يلفت نظره للاطلاع على الأدب والقراءة وتنمية الأحاسيس بما يؤسس لشخصية متزنة. ينمي شخصية الطفل وتحدثت السيدة مجد بغدادي التي تابعت تظاهرات المهرجان مع أطفالها إضافة إلى العروض فقالت: دون مبالغة وجدت تأثير المسرح متميزاً على شخصية أطفالي فخروجهم من المنزل كسر حاجز الرهبة عندهم وخلق الدافع والمبادرة والسؤال لديهم، طبعاً عدا نوعية العروض التي وجدتها تنمي عند الطفل الثقافة وحس الحركة إضافة إلى حب المعرفة وقد قدمت العروض المعلومات المتنوعة، ومن جهة أخرى فهذه الفعالية بحد ذاتها تجذب الطفل نحو حالة اجتماعية وجماعية جميلة بعيداً عن التقوقع والانعزال ويتطور بشكل لا شعوري إلى الحالة الاجتماعية والمبادرة تجاه محاورة الآخرين ونسج العلاقات معهم. |
|