|
فضائيات إنها غادة عيد التي تطل دائما على قناة الجديد لتقدم برنامج (الفساد)الذي استضافت في حلقته الأخيرة الصحفي العراقي منتظر الزيدي الشاهد الأقدر على إدانة الفساد ولاسيما بعد أن تعرض للكثير من العذاب بسبب مهاجمته له. أما الذي جعل الزيدي أشد نقمة على الفساد فهو عمله كمراسل دخل منازل العراق وجاب شوارعها وشعر بمعاناة أهلها الذين شردوا وجاعوا...ما جعله يشن حملة من تحقيقات لاذعة هاجم فيها الفساد باختلاف أنواعه وأسبابه. لم يكن ما قاله وحده ما أكد هذا وإنما رغبة مقدمة البرنامج بعرض الكثير من التقارير التي أثبتت لنا الجرأة التي تعامل بها الزيدي خلال عمله وكشفه لما يحصل من بؤس وفقر وتشرد. لقد بدت غادة عيد منفعلة ومتأثرة ومتضامنة مع كلماته وأحاسيسه المدماة بكل ما جرحها من فساد، كان قد خطط لقذف رأسه الأكبر بحذائه منذ وطأت أقدامه أرض العراق،ومنذ استشرت عدوانيته بين أحيائه. ولأن البرنامج اختص بمعالجة الفساد بشتى أنواعه البائسة فقد كان لزاماً على مقدمته أن تحاول التعرف على ذاك الموجود في السجون والذي هو أشد وجعا في حياة كل إنسان ليكون لها ماأرادت من خلال ما قاله الزيدي. يبدو أن الألم الذي حمله كلام الزيدي جعل غادة عيد تسارع لمعرفة تلك البيئة التي جعلت من هكذا إنسان مضحيا تلك التضحية، التي رغبت أيضا بأن تسأل عن سبب مهاجمتها من قبل الكثير من الصحفيين الذين أدانوا تصرفه. ويبدأ بالحديث عما يؤكد أن ما قام به كان نتيجة تربيته القائمة على حب الوطن ومساعدة الآخرين وكره الاحتلال ذلك أنه كان يشعر أن كل مظلوم في العالم يتمثل به فكيف بذاك المظلوم بالعراق منذ آلاف السنين.أيضا وردا على الصحفيين الذين استنكروا ما قام به فقد اعتبر ردود أفعالهم إحدى أنواع الفساد،فساد الإنسان الذي لايتحمل مسؤولية ضميره،بل الذي يباع ويشترى بأبخس الأثمان. لقد كان البرنامج مؤثرا بما فيه من حقائق مؤلمة ،وكان جريئا بما فيه من تفاصيل .. ينتهي البرنامج ليقشعر إحساسنا ونحن نسمع تلك المقولة التي اقتبسها الزيدي من المناضل تشي غيفارا قائلا أشعر بصفعة كل مظلوم كأنها تقع على وجهي،لذا أتعاطف مع كل مظلوم في العالم. |
|