تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سيمون دو بوفوار..الفيلسوفه الثائرة

كتب
الأربعاء 27-1-2010
أستاذها الفيلسوف «بيير لالند » وصفها يوما بقوله : « إذا كان سارتر صاحب قدرات عقليـة فان سيمون هي الفيلسوفة الثائرة في المقام الأول».

ارتبط اسم الفيلسوفة الفرنسية سيمون دو بـوفـوار بقضية الدفاع عن حقوق المرأة منذ وقت مبكر من حياتها . فقد كانت تـنادي بحقها في اتخاذ القرار وترفض الأوضاع التي تكبلها، وتساند حركاتها التحررية في كل مكان حتى تم اختيارها رئيسة للرابطة الفرنسية لحقوق المرآة .‏

ولدت «سـيمون دو بوفـوار» في باريس عام 1908 ودرست في مدارسها الخاصة . وكان لوالدها اثر في تنمية ذوقها الأدبي وتنميق أسلوبها . وقد أظهرت منذ وقت مبكر نبوغا فكريا, فحصلت على درجة الدكتوراه في الفلسفة وعمرها لا يتعدى الحادية والعشرين, وعلى مقاعد الدراسة في جامعة السوربون عام 1929 التقت ب «جان بول سارتر» وهو اللقاء الذي اعتبرته ميلادها الحقيقي .‏

بدأ التواصل الفكري بينهما بشكل مكثف, فكانا يقضيان الوقت في محاورات ومناقشات فلسفية عميقة ومطولة . وسرعان ما تحولت صداقة العقل إلى صداقة القلب ، فدخلا في شراكة فكر وحب لم تـنتـهي إلا بالموت .‏

تخرج سارتر , وكان الأول على دفعته وكانت هي الثانية. عاشا متلاصقين رغم عدم خلو حياة الاثنين من قصص العشق عندما حدث ووقع سارتر في غرام فتاة امريكية وراح يراسلها معترفا بتفاصيل ذلك الحب اشتعلت سيمون غيرة . وأرسلت كأي امرأة مجروحة تخيره بينها وبين هذه المرأة . في هذا الموقف يعود سارتر إلى فلسفته فيرد عليها قائلا : « أنا متمسك بها ولكني معك أنت» . ويبدو أن رده ذكرها بفلسفتهما فحاولت أن تضغط على نفسها مجددا, حتى لا تفقده إلى الأبد .‏

كان يكتب لسيمون عن كل تفاصيل حياته اليومية ومشاهداته, منذ الصباح وحتى المساء. مما جعل بعض النقاد يتساءلون عما إذا كانت علاقاته بها هي علاقة رجل مولع بحب امرأة أم علاقة طفل بأمه . كان كثيرا ما يردد لها بأن أجمل شيء فيها أنها لا تقول إلا ما يجب أن يقال, وأنها الشخصية الوحيدة التي لا تكذب عليه وكان يسعد بالرضوخ لرأيها في نهاية مناقشاتهما.‏

وقد وضعت سيمون النسخ الأصلية من تلك الرسائل في المكتبة الوطنية في فرنسا. وفي الوقت نفسه فهي لم تنشر ردودها على تلك الرسائل . لذلك يصعب معرفة ردود أفعالها تجاه ما كان يرويه لها خاصة عن علاقاته النسائية.‏

وظلت سيمون على وفائها له حتى بعد وفاته , فأقامت في شقة تطل على المقبرة التي دفن فيها والتي أوصت بأن تدفن فيها هي بعد وفاتها عام 1986.‏

ومن أهم أعمالها رواية «الضيفة عام» 1943 و«أتت لتبقى» ، و« دم الآخرين» عام 1944 التي تتناول قضية الحرية في مواجهة المسؤولية , و« أفواه» عام 1945، وهي دراما واعظة، موضوعها يدور حول إمكانية التضحية الحقيقية من اجل الصالح العام .‏

ثم رواية « الجنس الثاني» عام 1949، وتناقش فيها أوضاع المرأة في العصر الحديث وقد أثارت حولها جدلا واسعا.‏

كما أنها كتبت سيرتها الذاتية في أربعة أجزاء, أولها «مذكرات ابنة مطيعة» عام 1958 , وتتحدث عن شبابها ودراستها الأولى. و« في ربيع الحياة» عام 1960، حيث تستعيد فيها التجارب التي خاضتها في فترة النازية واحتلال فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية . و « قوة الظروف» عام 1963 حيث تصف فيها فرنسا بعد الحرب وحتى ثورة الجزائر التي وقفت خلالها سيمون إلى جانب المناضلات الجزائريات.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية