تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التلوث بدرعا

مــن البعيد
الأربعاء 27-1-2010
سلامة دحدل

تتعرض المياه وغيرها من عناصر البيئة الاخرى في درعا منذ فترة بعيدة للتلوث. الامر الذي يلحق الاذى والضرر بالمزروعات والتربة والهواء ومن ثم بالانسان، وبعض الكائنات الحية الأخرى، لما تحمله تلك الملوثات من عناصر سامة وقاتلة في بعض الأوقات.

ولعل العامل الأساس الذي يهدد بيئة درعا، ويلوث المياه فيها وبخاصة مياه الري «هي مياه الصرف الصحي» التي تتدفق الى بعض السدود والوديان ومثال على ذلك. مياه شبكات الصرف الصحي لمدينتي الحراك وداعل التي تتسرب الى سد غرب طفس، ومياه مجاري مدينة نوى التي تصب في سد عدوان وغيرها من المياه التي تلوث السدود الأخرى.‏

ماأود قوله هنا هو أن آلاف الامتار المكعبة من المياه المالحة والآسنة تصب يومياً في بعض سدود المحافظة وبحيراتها مايؤدي في النتيجة الى تلوث كميات من المياه التي يروي بها بعض المزارعين أصنافاً من محاصيلهم وبلاشك فإن استخدام تلك المياه الملوثة في سقاية المزروعات وخاصة الخضار منها يسبب الأمراض للمواطنين الذين يتناولونها، فضلاً عن أن المياه الملوثة تخرب التربة وترفع من درجة ملوحتها وتضر ببعض المحاصيل الزراعية.‏

ولاننكر هنا ونحن نتحدث عن أخطر عناصر تلوث البيئة بدرعا الجهود الكبيرة التي تبذلها المحافظة وغيرها من الجهات المعنية في مواجهة ذلك العامل الملوث للبيئة وذلك من خلال مشاريع الصرف الصحي التي بوشر العمل بها بالمحافظة منذ سنوات عديدة كالمحاور ومحطات المعالجة المركزية والمكانية. إلا أن تلك الجهود مازالت قاصرة ولم تصل الى مستوى سد منابع التلوث. ويكفي ان نشير هنا إلى أن محطتي المعالجة التي انتهت المدة العقدية لتنفيذهما لم يتم استثمارها الى الآن. وفوق هذا فإن أغلب محاور الصرف الصحي التي تقرر تنفيذها بدرعا منذ عشر سنوات على الأقل لم يتم تنفيذها أيضاً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية