تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جدائــــــل فـي الريح وطلقة أخيرة

ثقافة
الأربعاء 27-1-2010
متابعة: حكمات حمود

أقيمت في ثقافة العدوي ندوة بعنوان نقد وإبداع شارك فيها كل من القاص زكريا محظية والقاص عدنان أبو زليخا والناقدة توفيقة خضور قرأ خلالها القاص زكريا محظية قصة بعنوان جدائل في الريح والقاص عدنان أبو زليخا قرأ قصة بعنوان الطلقة الأخيرة وقصتين قصيرتين جدا.

وقد عقبت الناقدة توفيقة خضور عن قصة جدائل في الريح فقالت: تتمحور القصة بعنوان جدائل في الريح حول نذر طوق عنق بطل القصة فوالدته نذرت إذا رزق ابنها بصبي أن يقص شعره في المسجد الأقصى, وماتت صاحبة النذر ولم يستطع البطل ان يفي بنذره لكنه متفائل بعودة الأمور إلى سابق عهدها غير أن الجدائل قد طالت ومازالت الريح تداعبها.‏

وقدمت الناقدة دراسة نقدية حول القصة فاعتبرت أن وفاء النذر هو رمز لاستعادة القدس فكيف لطقوس النذر المقدس أن تمارس أمام أعين البنادق..؟! لذلك لم يتسن لبطل القصة أن يفي بنذره, إلا إذا تحررت القدس فكانت مقولة القصة دعوة حارة إلى تطهير الأرض حتى نستطيع أن نكون بشرا ونفي بعهود قطعناها على أنفسنا.‏

وعن فنية القصة ذكرت إنها مكتوبة بفنية عالية تترقرق مفرداته رضية مطمئنة كما العطر في عروق الزهر لتثير فينا نشوة القبض على متعة راقية نشوة يدركها من يسبر الخمر في رحم الدوالي ويسكر به, وكما أن النص مطمئن لا قسر فيه ولا في أدواته إكراه لم يلو عنق كلمة ولا ذراع صورة ولا حطم أضلاع فكرة.‏

ما يشي بأن الكاتب يعيش كفنان ارتبط مع أدوات الإبداع, بعقد حب وزواج لا يصدأ ولا يسقط بالتقادم وقد ربطت الناقدة بين نذر يكبل عنق إحدى بطلات قصصها وبين النذر الذي دارت حوله قصة زكريا محظية فقد بدأت الأديبة بسرد قصتها وقصة نذرها العجيب فبطلتها نُذر نصفها لعزرائيل وهي لا تعرف كيف ستفي بنذر والدها لكنها فرحت عندما قرأت القصة لأنها وجدت من يقاسمها الألم والتوق إلى ما لا يمكن حله في المدى المنظور.‏

وقالت الناقدة توفيقة خضور عن قصة الطلقة الأخيرة إنها تتحدث عن مأساة مستوطن غرر به بوعود كاذبة ترك وطنه فرنسا وجاء إلى أرض الميعاد على أساس أنها أرض الأحلام, لكنه اكتشف أنه مكذوب عليه فقد عاش في فلسطين المحتلة مهانا محتقرا لا يهابه أحد حتى الطفل رغم أن سلاحه لا يفارقه فأدت به تناقضاته إلى الانتحار، فالنص زاخر بالفكر والمشاعر الصادقة وفيه دعوة قوية لتحرير الأرض, وهو رغم أنه مثقل بالأفكار لكنه مشغول بطريقة فنية جميلة وبأسلوب بسيط مؤثر لكن المباشرة والتقريرية وبعض الارتباك في الأسلوب قد شابت النص.‏

وقدم القاص أيضا قصتين قصيرتين جدا تدوران حول نفس المحور كانت القضية الفلسطينية وبالتحديد غزة البطلة في قصتيه اللتين مجدتا الشهادة وبأسلوب يتقرب من القص المتقن.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية