|
رؤيـــــــة كل ما بقي منه عصا من قصب البامبو, نظارتان, مخطوطات, كتب, طاولة, قلم, قداحة, وبيت مهجور تحول فيما بعد إلى متحف في بيروت. يرى دارسون أن شعر (أبو شبكة) لا يتغذى من الافكار التي يحملها الشاعر عن العالم، بل من حرائقه الداخلية، ولأنه ليس شاعر أفكار، رفض النظريات المسبقة عن الشعر، لأنها تضيق الخناق على الإبداع وتحشره في زاوية المفاهيم الجاهزة, فالشعر عنده كائن حي لا يقاس ولا يوزن... ومن خلال ترسيخ مبدأ حرية الشاعر في تشكيل نص (أبو شبكة), يرى أولئك الدارسون أن نسبة «اختراع» الشعر الحر، او شعر التفعيلة، الى نازك الملائكة او بدر شاكر السياب فيما بعد، نسبة مشكوك فيها, فيرون فيه مؤسس الشعر العربي الحديث، او شعر الحداثة, لا لأنه خرج على الشكل الشعري الكلاسيكي في بعض ما كتب، بل لأنه أشاع في الشعر العربي روح التمرد والاندفاع, فكان ابو شبكة فاتحة لحساسية شعرية جديدة ضمن التيار العام لشعر الحداثة في تفجرها الأول، هي حساسية العنف والانشراخ, بل لقد سعى إلى تدمير المبدءين الناظمين لتشكيل القصيدة الموروثة: التناظر و التكرار. شكل ديوان «أفاعي الفردوس» الصادر عام 1938 مساهمة نادرة في الشعر العربي, إذ جاء نتيجة تجارب ذاتية مربعة.. إنه شعر صراع.. و شعر يتناول الاعتراف ورفض الذات, وهذه تجربة نادرة في الشعر العربي. |
|