تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جرايد عتيقة

أبجــــد هـــوز
الأربعاء 27-1-2010
خطيب بدلة

كانت السيدة رولا تشكو لصديقتها المثقفة سوء الجرايد الموجودة في هذا الزمان ، فقالت الصديقة المثقفة باندفاع:

- طبعاً ،ففي أيام زمان كان يوجد في البلاد صحافة حقيقية، وكان عندنا صحفيون عليهم القيمة، صحفيون يحملون شهادات عليا في اختصاصهم، أضيفي إلى ذلك أنهم يمتلكون مواهب صحفية نادرة، ومبادرات فردية خلاقة، وكان همهم الأساسي هو الدفاع عن المظلومين ، وأن يكونوا صوتاً للذين لاصوت لهم من الفئات الاجتماعية المهمشة، وأن يقارعوا الظلم والتعسف والفساد.‏

توقفت الصديقة المثقفة لالتقاط نفسها، فأرادت رولا أن توضح لها شيئاً ما ، ولكن الصديقة تابعت تقول:‏

- وكانت للصحفيين في تلك الأيام أسماء يعرفها القاصي والداني ، يعني أنهم لايقلون شهرة عن الأدباء الكبار المعروفين من خلال مؤلفاتهم الأدبية في الشعر والقصة والرواية. أنا لن أضرب لك مثالاً من مصر فأسمي لك محمد حسنين هيكل وصلاح عيسى وعادل حمودة ومحمود السعدني والعشرات غيرهم، بل سأبقى معك في إطار بلدنا الغالية سورية، فمن منا لايذكر عبد الغني العطري ونشأت التغلبي ومواهب الكيالي وحبيب وسمير كحالة؟وفي العصر الحديث جان ألكسان وابراهيم ياخور ووليد معماري وعبد الفتاح العوض وأسعد عبود وعدنان عبدالرزاق وخالد سميسم وشعبان عبود وأسماء أخرى كثيرة؟‏

اليوم يارولا الصحفيون أكثرهم موظفون كسالى ينتظرون آخر الشهر بفارغ الصبر لكي يقبضوا الراتب والاستكتاب ويتشاءمون من دخول الشهر الجديد لأنه يتطلب منهم تقديم(حجم عمل) يتألف من أربع مواد يتذوقون الويل بالكيل حتى ينجزونها.‏

ومعظمهم - ولا أقول كلهم - لا يقدمون عملاً صحفياً إذا لم يحقق لهم ذلك العمل منفعة خاصة .و.. لم تستطع الصديقة المثقفة إكمال فكرتها، إذ إن رولا اندفعت نحوها وسدت فمها بيدها وقالت لها: - اسكتي بقى، يخرب ديارك ! أأنت بالعة راديو؟ أم ماسكة جريدة وبودك تقريها لي من أولها إلى آخرها؟ ياجدبة، أنا وقت حكيت عن الصحافة لم أكن أقصد ماهو مكتوب في داخلها . أساساً أنا بحياتي ماقريت جريدة. قصدي أن جرايد اليوم سيئة أثناء تعزيل البيت! تمسحين بها البلّور فيتسخ بدلاً من أن يصبح نظيفاً . على عكس جرايد الزمن الماضي ، بمسحة وحدة من الجريدة يصبح البلّور لامعاً مثل المراية!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية