تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التخفيضــــــات

الكنز
الأربعاء 27-1-2010م
مروان دراج

ما تشهده اسواق الالبسة من تخفيضات في موسم التنزيلات لم تعد تشابه مثيلاتها في سنوات سابقة، فبعد أن كانت هذه التخفيضات بمثابة كذبة تحمل الكثير من أساليب الغش والتدليس أصبحت في الوقت الحاضر، حقيقة يتبارى التجار بإعلانها،

وهذا التبدل في أساليب التسويق يتكئ على مجموعة من العوامل والظروف أبرزها: أن معظم الباعة والتجار والمنتجين والصناعيين، ولأنهم يدركون أن حالة الركود الاقتصادي العام باتت من العناصر الضاغطة على واقع الحال الاقتصادي فقد باتوا يفضلون القبول بهوامش ربح مقبولة نسبياً.‏

وكل هذا نجم عن تزايد حضور الوعي التسويقي الذي يرمي الى ضرورة تنشيط حركة دوران رأس المال من خلال التخلص من مخازين قد لا تلقى رواجاً في مواسم مقبلة، وهذا السلوك ازداد رسوخاً مع هدم جدران الحماية وانفتاح الاسواق من خلال استيراد أصناف لا حصر لها من الالبسة الجاهزة.‏

واذا كانت مواسم التخفيضات على الالبسة تشكل فرصة لتكريس المنافسة السعرية فإنه يفترض بوزارة الاقتصاد أن تعيد النظر مرة أخرى بشروط واسس ومواعيد الاعلان عن هذه التخفيضات.‏

والاعلان عن التخفيضات يفترض ألا يعني ارتباطها بمواعيد زمنية محددة ومرهونة ببدء هذا الفصل أو انتهاء الذي سبقه فكل منتج أو متجر له ملء الحرية والخيار في الاعلان عن الرخصة في الوقت الذي يشاء ويرغب، وباعتقادنا ليس هناك أي سبب يمنع من تجسيد هذا الامر في بلدنا ما دام أن المنافسة الشريفة تفرض نفسها بنفسها مثلما تفرض نفسها أيضاً السلعة ذات الجودة العالية والسعر الاقل.. ولكن يتعين ألا يغيب عن الاذهان بأن السماح للشركات والمحال التجارية في الاعلان عن تخفيضات في أي وقت من الأوقات يجب أن يكون مدروساً بدقة من جانب غرف التجارة والصناعة وبالتنسيق مع وزارة الاقتصاد كي لا يؤدي في نهاية المطاف الى حدوث مضاربات غير مشروعة بين الاطراف المنتجة والمستوردة للألبسة الجاهزة. marwandj @ hotmail.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية