|
دمشق واعتبر المحيسن في أمسية الثلاثاء الاقتصادي التي خصصت للوضع الزراعي في المنطقة الشرقية أن عدم توفر فرص العمل كان نتيجة للظروف الجوية والجفاف وقلة الهطولات المطرية التي انعكست على العمل الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، فأدى ذلك الى عدم توفر فرص العمل بالمحافظة. وحول رؤيته للحلول والمقترحات قال المحيسن بأنه يجب الإسراع بتنفيذ مشروع جر مياه نهر دجلة إلى المحافظة ونهر الجغجغ الذي جف أيضاً، الأمر الذي يحسن التوازن البيئي وادخال مساحات زراعية جديدة مروية بالاستثمار كما أنه لا بد من انجاز مشروع ري لايصال المياه من نهر الفرات الى مجرى نهر الخابور خاصة في المنطقة الجنوبية والتي تشمل منطقة الشدادة وناحيتي مركدة والعريشة أي منطقة الاستقرار الخامسة وتجديد الحياة على ضفاف النهر والتوسع في المساحات المروية بالمحافظة. كما أنه من الضروري استخدام تقنيات الري الحديث لتقليل استهلاك المياه الزراعية وايلاء الأولوية لادخال استخدامات وتقنيات الري الحديث لترشيد المياه في المحافظة ومن الحلول أيضاً تأمين الأعلاف اللازمة للثروة الحيوانية وبأسعار تشجيعية ومنح مجانية من خلال تأثر الثروة الحيوانية بالجفاف إذ انخفضت أعداد الأغنام بنسبة 45٪ وبنسب أقل لباقي أنواع الثروة الحيوانية نتيجة لعدم توزيع الأعلاف للقطيع وارتفاع أسعاره بالسوق المحلية علماً أن فرع المؤسسة للأعلاف يقدم مقننات علفية لكن هذا المقنن جزء من الاحتياج اضافة الى فتح محميات بالبادية لقطعان الأغنام حسب الحمولة الرعوية المناسبة وبأسعار تشجيعية ومنح مجانية. من جهته مدير المركز الوطني للسياسات الزراعية المهندس عطية الهندي وصف الأهمية الزراعية للمنطقة الشرقية المتمثلة بانتاج المحاصيل الاستراتيجية في سورية وأهمها القطن حيث ساهمت تلك المنطقة بانتاج من 68-78٪ من انتاجه كما تساهم المنطقة الشرقية بنسبة تتراوح بين 62-72٪ من انتاج الذرة الصفراء في القطر حيث تتركز زراعة المحصول في محافظتي الرقة ودير الزور كون زراعته تتم بشكل تكثيفي. وتراوحت أعداد الماعز في المنطقة الشرقية ما بين 292-512 ألف رأس مشكلة نحو 33٪ من اجمالي الماعز الموجود بالقطر. وتراوح عدد الأبقار بين 300-379 ألف بقرة وحدد الهندي سلبيات السياسات الزراعية بنقص في مصادر المياه المختلفة نتيجة الحفر العشوائي للآبار والضخ غير المتوازن وانخفاض منسوب المياه الجوفية الأمر الذي يزيد العجز المائي بالمنطقة الشرقية عن 2.5 مليار م3 سنوياً في حين يقدر العجز الكلي على مستوى القطر بحدود 3.5 مليارات م3. ومن السلبيات البطء في التحول الى تقانات الري المتطور حيث مازالت المساحات التي تستخدم هذا النوع من الري قليلة ومساحتها الاجمالية بحدود 250 ألف هكتار وبنسبة لاتتجاوز 18٪. أما في المنطقة الشرقية فإن المساحة الاجمالية التي تستخدم تقانات ري حديث فقد بلغت 52 ألف هكتار وبنسبة 7٪ فقط من المساحة المروية في المنطقة أضف إلى ذلك تدهور المراعي الطبيعية في البادية وزحف التصحر نتيجة الفلاحة والرعي الجائر وحركة الآليات العشوائية اضافة الى تفتت الحيازات الزراعية بشكل مستمر وعدم اتخاذ خطوات جادة للحد من هذه الظاهرة ومن السلبيات عدم كفاية الخدمات المخدمة للمحافظة الشرقية. لذلك فإن تعرض المنطقة الشرقية لتكرار مواسم الجفاف وموجات الغبار أدى الى تدني الأوضاع المعيشية للمواطنين. وأخيراً تحدث الهندي عن التوجهات والسياسات الزراعية لانقاذ المنطقة الشرقية وأهمها اطلاق مشروع التنمية الريفية في المنطقة الشمالية الشرقية في العام 2008 وبتكلفة 58 مليون ل.س واقرار مشروع دجلة لإرواء 150 ألف هكتار بتكلفة 100 مليار ل.س وتأمين سلة غذائية للمناطق المتأثرة بالجفاف واحداث صندوق المعونة الاجتماعية. اضافة الى أنه يتم العمل على صياغة البرنامج الوطني للأمن الغذائي بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة الفاو. |
|