|
الافتتاحية كان آخرها رفض وزير خارجية اللوكسمبورغ لتصريحات نتنياهو حول المستوطنات والاستيطان.. وقبلها ما أعلنه السيد وزير خارجية النرويج «جوانس جارستو» من أن إسرائيل لا تريد السلام، وأن حكومة نتنياهو أغلقت الباب أمام عملية السلام، وهي لا تحترم القانون الدولي وترتكب المجازر والتدمير ضد الفلسطينيين. والسؤال: هل آن الأوان أن يُحدث تراكم هذا الرفض لهذه السياسات تغييراً نوعياً في الموقف من السياسة الإسرائيلية كلها..؟! هل آن الأوان أن تعلن أوروبا «الاتحاد الأوروبي» بوضوح أن السياسة الإسرائيلية تجافي السلام وتناقضه وتتعارض معه.. ثم تتخذ الموقف الإيجابي الذي يتبنى دعمها للسلام؟! بالأمس عقدت الحكومة الألمانية اجتماعاً مشتركاً مع الحكومة الإسرائيلية.. لم يترك من المواقف الأوروبية الفعلية المساندة لعملية السلام أي شيء.. على العكس من ذلك أظهر الموقف الألماني «ألمانيا دون شك من أهم الدول الأوروبية» تشجيعاً لحكومة نتنياهو على الاستمرار في ممارسة سياستها التي هي محل نقد أوروبي.. بل عالمي. لماذا يصمت العالم؟! لماذا يكتفي بموقف سلبي يسجل رفضاً في أحسن الحالات؟! لماذا لا يتخذون المواقف المؤيدة فعلياً للسلام؟! بتقديري أن الموقف العربي هو السبب. الموقف العربي بعيداً عن الكليشيهات المتوارثة التي يؤكد موردوها حرصهم على القضية الفلسطينية مستعينين بالتاريخ لإثبات تضحياتهم. بعيداً عن ذلك, الموقف العربي أكثر صمتاً وسلبية من المواقف الأوروبية والعالمية. لماذا سيكون العالم معنا إن لم نكن نحن مع أنفسنا؟! لماذا سيدافع العالم – سياسياً- عن سلام نسعى إليه «المبادرة العربية مثلاً» إن لم نسعَ نحن؟ نحن نستطيع أن نستنتج من سيرورة الأحداث والتصريحات ما يمكن أن يكون فهمه وعرفه مبعوث السلام الأميركي السيناتور ميتشيل من الإسرائيليين والذي يجعله «أي المبعوث» في حالة من القنوط وفقدان الأمل. لكن.. لا نستطيع أبداً أن نستنتج ماذا سمع من القادة والسياسيين العرب؟! هل أفهموه مثلاً.. أن صبرهم على التعنت الإسرائيلي لن يطول؟! هل قالوا له مثلاً: إن الرفض العنجهي الإسرائيلي للسلام سيدفع أصحاب الأراضي والحقوق إلى أساليب أخرى غير المحادثات والمساعي الحوارية التي لم تتقدم خطوة واحدة على الطريق، بل على العكس.. تراجعت؟! أكثر من ذلك.. هل وضعت الدول العربية أي دولة أوروبية أو الولايات المتحدة نفسها بصورة احتمالات تطور سلبي للعلاقات إن ظل هذا التشجيع للسياسة الإسرائيلية الرافضة للسلام قائماً؟! هل تحسبت الولايات المتحدة أو ألمانيا أو غيرهما.. لاحتمالات موقف عربي مواجه رداً على تشجيع إسرائيل على رفض السلام..؟! إن لم يكن العرب قد سجلوا هذا المستوى من المواقف.. فمن الجيد أن يسجل الأوروبيون مواقف الرفض «ولو كانت سلبية» للسياسة الإسرائيلية. إنها حقيقة لا يجهلها أي عربي.. لن يكون العالم معنا إن لم نكن مع أنفسنا. فهل نحن كذلك؟! اقرؤوا التصريحات والبيانات والكلمات والتبريرات التي ترد من زعماء عرب!! هل هم معنا؟!. |
|