|
نافذة على حدث وعلى هذا الأساس كان إقبال السوريين في الخارج على صناديق الاقتراع بشكل فاق كل التوقعات ردا سريعا من الشعب السوري على كل تلك المحاولات البائسة واليائسة لأطراف العدوان على سورية التي كانت و لاتزال تسعى لإفشال الدولة السورية عبر تدمير وتخريب مؤسساتها بشكل ممنهج ومنظم بعد قتل شعبها وتشريده الى خارج حدودها ، وبالتالي إبقاء سورية مرتعا للإرهابيين الذين جاؤوا بهم من شتى بقاع الأرض . ومما لاشك فيه أن محاولاتهم البائسة تلك والتي لم تتوقف لحظة واحدة منذ أكثر من ثلاث سنوات والتي باتت تظهر خلال الأشهر والأسابيع الماضية على شكل ارتدادات طبيعية لسير المعارك على الأرض تعكس إلى حد كبير حجم الخوف والرعب الذي تعانيه تلك الأطراف بعد سلسلة الهزائم والانكسارات التي ألحقها بهم الشعب السوري وجيشه الباسل والتي أوصلتهم إلى حافة اليأس الذي يمهد بحسب كل المعطيات والمؤشرات على الأرض إلى انهيار قريب لكامل منظومتهم أفقيا وعموديا وعلى كل المستويات والأصعدة الأيديولوجية والسياسية والعسكرية . وانطلاقا من ذلك فإنه إذا أشدنا فوق ذلك الخوف الذي بلغ عندهم ذروته كل ارتداداتهم القادمة منها واللاحقة، فإن أي ردة فعل منهم مهما بلغت شدتها وحدتها وحماقتها ستبدو واهنة وضعيفة ودون أي تأثير وستندرج بكل تأكيد ضمن حدود المتوقع والمسيطر عليها من قبل الشعب السوري الذي اعتاد ارتدادات هزائمهم وفشلهم وخوفهم . وعلى هذا الأساس فإنه برغم كل ما حصل و ما سيحصل فإن سورية ستمضي في الثالث من الشهر المقبل قدما في طريقها الذي خطته بتضحيات أبنائها نحو انتصارها الأكبر الذي سيتوج سلسلة انتصاراتها المتلاحقة والذي سيكون لحظة فاصلة بين مرحلتين - الأولى مرحلة انكسار المشروع الأميركي والغربي في المنطقة ونهاية عصر الأحلام والطموحات الاستعمارية ، والثانية مرحلة انتصار سورية و ولادة نظام دولي جديد يقوم على احترام سيادة واستقلال وحقوق الشعوب وفي مقدمتها الشعب السوري البطل الذي رسم هذا المشهد الجديد بدماء أبنائه . |
|