|
ثقافة ضجيج الحجارة مجموعة شعرية جديدة للشاعرة غادة فطوم ضمت بين دفتيها مجموعة من القصائد النثرية منها يالياسمينك، هذه أغنيتي لبلادي، نخب البشرى، فراغ، رحيل، أنا الوحيدة، في غرفة الإنعاش، في دمشق، فيروز، لقاء... أوجاع فجرتها الكاتبة وأنات في قصيدتها«أنا الوحيدة» التي تحمل بين طياتها هم القضية العربية الفلسطينية، وعذابات شعب..مستغيثة بكل الضمائر الحية في العالم لقول الحق ورفع الصوت عالياً في وجه الهمجية والعمل على إيقاف هذه الوحشية التي تنال من إنسانية الإنسان وتشكل انتهاكاً لها ليس في فلسطين فحسب وإنما في العالم لذا كفانا استسلاماً وانتظاراً للنهايات غير المتوقعة تقول الشاعرة: الدماء جفت في العروق وأبت سلوك الطريق وغزة تخوض الإعصار في بحرها الغريق، علماً أن هذا المقطع الشعري هو المقطع الوحيد في القصيدة الموزون ولاأعرف ماالحكمة من ذلك هل هو الخروج من القيد إلى النثر الذي هو أكثر حرية أم للشاعرة مآرب أخرى قد نجهلها.. وتتابع الشاعرة في قصيدتها أنا الوحيدة قائلة: على العيون أشلائي ارتمت مصلوبة من همجية إعصار الريح أصرخ..خارج حدود المدى أصرخ.. وأعبث بألوان الردى..أصرخ..وأصرخ ياغضب القوافل أمام انهزام الريح أنا الوحيدة،أنثر طهارة الأرض على الحياة أنفاسي زرعتها في الفضاء العابر، لتولد نجوم أخرى وأغصان زيتون تقطف قلب الطفل والشيخ والوليد أنا غزة.. أنا العنيدة. القصيدة تكتنز بعدد من الصور الشعرية التي توظف لإيصال أدق الأحاسيس والمشاعر كقولها أنفاسي زرعتها في الفضاء العابر، وأغصان زيتون تقطف قلب الطفل والشيخ والوليد، قلب تراكم فيه الضجيج والفوضى تارة يقلب أحزانه وآلامه وهو يبحث عن ذاته بين وريقات الياسمين ونفحات همساتها وهي تبث لواعج الحرقة والألم والحسرة وأخرى متجلبباً بالحب والشوق للسلمية المتجذرة في وجدان الشاعرة حيث تقول في قصيدتها «في دمشق».. في دمشق كنت أجوب شوارعها وأزقتها.. أحياءها القديمة بحثاً عن نفسي وفي دمشق يسقط الياسمين على الأرصفة حزيناً فأواسيه بيدي، يعود معي إلى شرفته مضيئاً. وفي دمشق يسرق قاسيون عيني ساحباً وراءه المسافة الباقية من نظري لنبحث معاً أين خبأ قابيل مديته وفي دمشق أما سلمية.. كانت تائهة في شوارعي تزين أزقتي وترمي بالفرح على نوافذ صبري.. والشاعر خالدأبو خالد هو الذي قدم ديوان ضجيج الحجارة وسأعرض مقطعاً مما قال فيه: إذا كان لي من قول أخير.. فلابد من أكون أميناً للشاعرة من جهة ولقناعتي من جهة ثانية فلابد أن أقول إن غادة فطوم وفي كل نصوصها التي قرأتها واحداً واحداً..أو مجموعة مجموعة.. قد تعاملت مع ثلاثية ترددت غالباً في كل نصوصها.. وهي الحب والموت والحرية وهي الثلاثية الأثيرة لدى كل الشعراء دائماً وفي مطلق الحالات والأمكنة والأزمنة... وأقول قولاً مأثوراً...السيقان القوية لاتحتاج إلى عكاز... |
|