تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ادعاء الصداقة.. وفعل العداوة

الافتتاحية
الأربعاء 20-1-2010
بقلم : رئيس التحرير - أسعد عبود

في الاجتماع المشترك للحكومتين الألمانية والإسرائيلية.. وجهت ألمانيا تحذيراً غير مكتوب لكل العرب يقول: نحن في الصف الإسرائيلي دون أي اعتبار لما تعانونه في غزة وفلسطين ولبنان، أو لغولدستون أو لغيره..!! «أسمعت لو ناديت حياً».. وتحذيراً آخر معلناً لإيران من قبل السيدة ميركل من أنها «إيران» ستواجه مزيداً من العقوبات إن هي لم تعدل مسارها في برنامجها النووي!!

لاتخشى ألمانيا من أن تتلقى أي تحذير من عرب أو مسلمين أو من أنها ستواجه أي مواقف قوية - على الأقل - إن هي استمرت في تجاوزاتها السياسية على حساب الحقوق العربية والدم الفلسطيني.‏

لو تعلم هذه الأمة إمكاناتها للتأثير في الموقف الألماني ولفرض تقويمه كي ينسجم مع المنطق والشرعية الدولية.‏

ليس هذا نداء لدول عربية أو مسلمة لتحذير ألمانيا.. بل هو شعاع قهر, أعلم أنه سيصطدم بسطح الجليد الذي يلف أمتنا العربية..في هذا الظرف التاريخي الذي يشبه إلى حد بعيد المحنة التاريخية.‏

هو نداء للعرب وغير العرب.. مسلمين وغير مسلمين.. يقول: لسنا أمة في ثلاجة.. ولا شعباً في العصر الجليدي.‏

يكفينا اليوم أن نعبِّر..نقول.. وعندما نمسك زمام المبادرة سيكون تعبيرنا عن الرفض والغضب موقفاً لا يخشى ألمانيا أو أميركا أو غيرهما..‏

نحن لا نعادي أحداً.. لكنهم يعادوننا.. نحن لا نكره أحداً.. لكنهم يفرضون علينا الكراهية.‏

يحتقرون مقدساتنا.. يعتدون على مواطنينا.. يرقصون على خراب أوطاننا ودماء شهدائنا.. ويحالفون عدونا دائماً وبكل شيء..‏

سياسة عدائية مستمرة.. لن تتوقف عند حدود غواصات حربية تعد بها ألمانيا إسرائيل كي تواجه «أعداءها».. من هم؟!‏

لا كلمة عن الاستيطان.. لا كلمة عن غزة.. لا كلمة عن تقرير المجلس الدولي لحقوق الإنسان.. وقبول لافت لمواقف ليبرمان العنصرية ودعوته «أن تحذو إسرائيل حذو الولايات المتحدة ضد اليابان لمكافحة حماس في غزة».‏

لسنا أمة في ثلاجة.. ولا شعباً في العصر الجليدي.‏

لكنه جبروت القوة.. واستكانة الضعف المفروض علينا ولسنا ضعفاء.‏

أليس موقفاً قوياً أن يقوم وفد من أبناء الجولان السوري المحتل بزيارة تعاضد ودعم للقدس وأبناء فلسطين؟.‏

أليس موقفاً قوياً أن يشكل أبناء غزة المنكوبون بالفعل الإسرائيلي الإجرامي المستمر.. مجموعة عمل لجمع التبرعات منهم إلى متضرري زلزال هاييتي!!‏

هذا إرثنا الإنساني.. وهو إرث لن ينتهي.. سنعيش لنصفع دائماً سلالات الغطرسة والتجبر والتطاول التي تقيمها الرأسمالية العالمية في العالم.‏

نقاوم الدبابات والمدافع والقنابل الفوسفورية والغواصات الحربية.. بالإنسانية والإيمان بالغد.‏

غداً إذاً نعلن موقفنا القوي من قوتهم الطاغية، سيكون هناك حديث آخر.. لن نحلها على طريقة أفلام «الكارتون» أبداً بل نحن واثقون من النصر..‏

نحن إذ قوتنا مصادرة.. نفعل.. ألا يحسبون ليوم تنطلق فيه قوة هذا الشعب من عقالها.‏

هو الغرب.. أميركا وأوروبا.. يقدم لنا كل صباح تحية أشبه بابتسامة ساخرة منا.. مملوءة بالغطرسة و«الإعجاب» بقدرتنا على التحمل ودفن الرأس في الرمال.‏

وبين تحية صباح غربية وأخرى، هناك وقفة خوف لوقت قصير بسبب المقاومة.. بعدها يبدؤون بالعمل سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً للجم المقاومة.‏

فلنحذر مستقبلنا بلا مقاومة..‏

ولننتبه إلى ادعاء الصداقة، وفعل العداوة.‏

a-abboud@scs-net.org

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية