|
معاً على الطريق فيما الجمل.. وأيضاً هكذا يتهياً للصرصار، وقد تضاءل وانكمش ليصير صرصاراً. تلك هي على الأرجح حالة من اكتنزت جيوبه مالاً وفرغ دماغه، فتوهم أنه قادر.. حتى على شراء العقل والحكمة وسواء السبيل كما يشتري الأشياء ويشبع الغرائز المنفلتة! وفي مشهدنا الشرق أوسطي اليوم وما يعتمل فيه من تجاذبات وتناقضات شتى، وما تترتب فيه مجدداً التراتبيات المعهودة أو الموروثة، فإن أسوأ الأزمان بالنسبة إلى أميركا وقادتها وفي مقدمتهم الرئيس باراك أوباما.. أن يخرج عليهم أمير سعودي جاهلي، اكتنزت جيوبه بالمال الحرام حتى انفتقت، وفرغ دماغه من أي ثقافة وأفكار.. اللهم إلا من « ثقافة « السفلس والروتانا وعهر المرابع والفنادق، فيؤستذ عليهم في صناعة الاستراتيجيات وحبك السياسات، ويعلمهم أصول الحنكة السياسية من ألفها إلى يائها.. وكيف ينبغي أن تكون، ثم يشرح لهم الفرق بين أن يكون الرئيس أوباما دمية سياسية وبين أن يكون « بطلاً «.. مثل نتنياهو! غير أن الزمن الأسوأ بالنسبة إلى أميركا اليوم ليس زمن الصراصير المتورمة ولا الجمال المتضائلة، بل زمن افتضاح حلفائها على حقائقهم بما يفضحها هي معهم، زمن ربطت فيه، وبيديها، ما اعتادت الترويج له وتسويقه من ثقافتها المدنية المدينية والسامية أخلاقياً وإنسانياً كما تدعي، بثقافة انحطاط سياسي أخلاقي وغرائزي بدائي.. حتى لكأنهما ثقافة واحدة أو وجهان لثقافة واحدة؟ الزمن الأسوأ بالنسبة إلى أميركا والأميركيين أن بيدر حصادهم السياسي اليوم دل على بذور حقلهم، الذي طالما زرعوه بأيديهم ورووه من ماء درايتهم وخبرتهم السياسية الطويلة واعتنوا باستنباته وتثميره كما أحبوا واشتهوا.. ثم ليتذوقوا مر ما زرعوا وما حصدوا، حيث التلامذة الكسالى يتمردون.. والجراء تعض أو تتظاهر بالزئير؟ الزمن الأسوأ بالنسبة إلى أميركا والأميركيين أن ترمقهم عيون دول العالم ومجتمعاته، على ما حصدوه من زؤان بعدما ضللوا العالم بطيب الحنطة والثمر، وعلى ما رعوا وكبروا من جراء ضللوا العالم بأنها أشبال وأفراس، بل إن أسوأ الأسوأ بالنسبة إليهم ما سيأتيهم بعد من احتقار العالم لريادة أميركية مغمسة بدم الشعوب وخراب عمرانها، ومن خيبة أمله في ثقافة « الحلم الأميركي « التي لم تكن إلا هراءًً آسناً من الدماء والجثث والخراب مغلفاً بالسلوفان ؟ مشهد من فيلم أميركي طويل بدأ وما انتهى بعد، الممثلون النجوم فيه أدوا أدوارهم.. وقد حان أول أدوار الكومبارس!! |
|