|
آراء ويقيم في احلال اليقظة جدرانا وسقوفا لقصور ظلت حبيسة التمني!!! وما بين اليقظة والغفلة، انسربت سنون من العمر اضناها: ان الزمان لا يعود الى الوراء، وان الواقع الاكبر من الامنيات واحلامها الخضراء.. وان «اقتناص الفرص» كان مصيبة وعنوان تلك السنين فغابت بين جنباتها تحاريق الامنية والاحجام عن اقتحامها وتقديس عنفوان الذات التي ما فتئت تعلن: انه لا بد من يوم لا يصح فيه الا الصحيح!! اما اين ذلك اليوم؟ فذلك في عالم الغيب.. وقناصو الفرص اتوا على الاخضر واليابس في هذه الارض التي لم يعد في ضرعها حليب يطعم ابناءها الجياع!! يالله.. حتى الزمان شاب هو الاخر ومازال ينتظر ان يتغير!!! لله تلك النفحات التي كانت تهب هنية رضية توزع الشبع والري ذات اليمين وذات الشمال وتنسي البشر : ان ثمة شيئاً اسمه العسر وعسف الزمان!!... نفحات كان البشر يتساوون فيها الا بالجهد وما يتحقق من عمل منتج حيث لا يكويهم لهيب الاسعار وتقصير دخلهم عن سد الحاجة، وحيث تنصب الجهود جميعا على امنية عليا هي صالح الوطن. تكاثر الناس دون تنظيم او دراسة.. وفاض عددهم حتى ضاقت بهم المدن والارياف وتشابكت المصالح والصراع في سبيلها حتى غدا شبر الارض ساحة صراع حقيقية... ونشطت سوق العقارات وحلقت اسعارها حتى وصلت ارقاما فلكية لا يدركها الا من كان ميسوراً وصاحب ثروة كبيرة... وغدا سد الرمق في هذه الغابة: غاية لا تدرك الا بشق النفس وصار الفقراء على هامشها يعانون الامرين. لله ظلم وجشع بني الانسان وقسوتهم ايضا... فبين الاحلام وضراوة الواقع: لوحة لا معقولة والاطفال خلالها وقود يبحث عن نفسه وعن قطرة حليب!! والدنيا حتى الان مازالت يمكن ان تعاش.. لكن العقود المقبلة ستشهد تفاقم وذروة الاحتدام.. ويظل الفقراء وقودها الذي تطويه موجات اللهيب ومع ذلك لا تفقد الاحلام روعتها، ولاحب الحياة ينتهي أو يقف عند حدود!! ماذا تفيد الاحلام في هذه المعمعة؟! وماذا بيد الانسان ان يفعل سوى ان يحلم بالامل الذي لايأتي؟؟!! وفي تفاصيل اللوحة «لهفة» في نفوس النادمين لركوب موجات« الاقتناص» فيعلن الضمير عصيانه وينصب حواجزه الازلية ليحيل الحياة الى بياض كالثلج وقناعة لا تعبأ بالحاجات رغم ضراوتها: مكتفياً بالامل مهما طال غيابه حتى لو استمر النعيب الى اخر الزمان!! في زمن يتحول الى غابة: ثمة ألوان صارخة يغلب فيها الاسود حتى يكاد يغمر اللوحة ! لكن نقطة البياض التي تأخذ بالاتساع وتمسح الموجة القاتمة: هي التي تجعل الامل سيد الاوقات!! منذ القديم كان عيش الكائنات مع الضواري : ممكنا حين تكون شبعة... لكن وحوش بني الانسان لا تشبع وتقتل وهي متخمة حتى لو كان القتل لمجرد القتل او التسلية نتيجة الشعور بالتفوق ومهانة المخلوقات الضعيفة! النعيب والنعيق وهدير الكواسر هي للاسف من سمات هذا الكون الذي ضاق بالأفواه والبطون التي لا تشبع .. وفي هدأة الليل تستوي الكائنات كلها بالنوم والهمود لكن الاحلام يأسرها التضاد.... فقراء عالمنا يحلمون بدنيا خضراء هواؤها عليل تلفها السعادة والجمال من كل جانب واحلام ذوي الكروش المتخمة لها عالمها«الجميل» الذي تزينه موائد اللحوم من كل الالوان والانواع وتملؤه سعادة الالتهام!! اي قدر هذا... فمنذ الازل تعيش قلة متخمة على حساب السواد الاعظم من بني الانسان وتموت ولم تشبع بعد!!! لكنها تخلف اجيالا من صلبها تستعذب القتل والالتهام اكثر من اجدادها: لكن بأسلوب عصري وعلى موائد عصرية!!1 والسؤال الذي حير الانسان منذ الازل ايضا هو: متى تشبع تلك الأفواه التي تعرف الصمت والانغلاق؟؟!! ومتى تدخل لقطة«القناعة» الى عالمها القائم على الجشع والانقضاض؟؟!! هل هو عالم نحلم بتغيير أقانيمه تلك امنية فقط!! وما اعتاد الفقراء على تحقق الاماني!!!! بالنفس : تلك الافاق الهاربة من سياق الزمان الصانعة للمستضعفين ألق المستقبل الزاخر بالاحلام الجميلة والحقائق الاجمل يوم يعود لهم زمان لايحلمون فيه باللقمة وتنعدم مآسي الحياة!!! زمان تهتز فيه الارض تحت اقدامهم وتزهر من معاولهم وأسمالهم: جنبات الدنيا ومعارج الآفاق. |
|