|
آراء نمضي العمر حاملين على أكتاف الأيام والروح أجهزة إطفاء شخصية أو عادية، نطوّرها، أو لانطوّرها.... المهم في أمر وجودنا الإنساني المادي والروحي أننا نبقى نواطير حرائق أجسادنا... على مدار الروح والشوق والشغف والشهية نمدّ أيدينا إلى زناد أرواحنا لنطلق النار على طيور التوق العالية، وقد لانُوفّق، فتبقى الطيور في الأعالي، ونبقى في جحيم الجسد، أو ننحدر إلى أوديته، أونتوقّف قليلاً مقابل غاباته خوف أن تندلع الحرائق فرادى أو جماعة.... لاينتظر الجسد دائماً أوامر الروح كي يعلن فوضى الحرائق واندلاع النيران... وقد يتعارك ويتعادى مع جميع الأوامر التي تنصّ على الهدوء والحذر والابتعاد عن الممرات الوعرة والمنحدرات الحادة..... الجسد عازفٌُُُُ جبليٌّ شرس.. وأحياناً عابر مسافات قاحلة وصحراوية... وفي أحيان..وأحيان لايلتزم بإشارات مرور الروح وقت الجسد وقت قلق ومشاغب مثله مثل عاشقة على أهبة الحبّ الأول والحنين البكر، والذهاب غير النظامي إلى حصة العشق الاختيارية.. ليس للجسد أسئلة اختيارية أو إجابات مختصرة.. لايمكن للكثيرين أن يكلّفوا أجسامهم بالإجابة المقررة على درس موسيقا الرغبات، قد يجيب الجسد قبل أن يسأل.. وغالباً لايتريّث حتى يأتيه السؤال.. بل يطلق الرغبات ويتقدم لنيل شهادة الاحتراق، قبل صدور موعد الحرائق...والمرأة متورطة أكثر بكثير من الرجل.... متورطة بحرائق البدايات، التي لاتخضع لقانون حماية الرغبات وإخماد حرائق الجسد... في مرات ومرات تسافر النساء وراء حرائقهن كما يسافر التاجر المجتهد بحثاً عن بضائع جديرة بالتسويق... وفي المرات القلقة تسافر الحرائق في أقاليم وغابات النساء الجميلات والجميلات قليلاً من فوضى الحرائق وقلق النيران....تتبعنا الحرائق من سنة إلى سنة مثل الضرائب المتراكمة.. وكلّ امرأة تخصّ عمرها بحرائق كبيرة وحرائق مختصرة.. ولا يتم إخمادها إلا بالتقادم، كما يحصل للموظفين الباقين على رأس عملهم أطول فترة ممكنة.. كلّ امرأة موظفة على رأس عملها في إخماد نيران الجسد، وفيما بعد تكبر وظيفتها ومسؤولياتها، وتتسع لتشمل رعاية أفراد العائلة وأفراد جماعتها الآخرين كالأبوين والإخوة والأخوات، والأصدقاء والصديقات.... النساء غابات سعادة الكون البكر.. والرجال حطّابون يعتنون بالنضارة..وبعض الرجال، وما أكثرهم، يعملون حطابين لصالح اليباس والحطب فقط... يمضي عمرهم من غير أغصان خضراء أو كلمات أزهار وثمار.. يهتدون ببراعة إلى اليباس والعيدان اليائسة، ويتحاورون معها... ورجال آخرون ليسوا حطابين أو نواطير غابات بهاء النساء...وهؤلاء نجدهم فقراء في فهم كتاب الجسد..قليلات النساء اللواتي يُهملن كتاب أنوثتهن إهمالاً تاماً.. وإن حصل وكنَّ جاهلاتٍ جهلاً شديداً في أبجدية وحروف هجاء الرّقة، تأتي على كرومهن الحرائق، وتذهب دون اهتمام كافٍ من قبل مصلحة حماية الاخضرار...جميعنا قراء في مؤلفات أجسادنا، وجميعنا معرضون للحرائق القوية، التي لانقدر على إسكاتها، فتحرقنا، وتهزمنا وتتركنا حطباً قيد الاشتعال أورماداً في مواقد اللحظات الحرجة....في جسد النساء لايوجد لحظات غير حرجة أو فصول بلا عواصف...لاتوجد فترات استراحة طويلة أو فترات للتقاعد المبكر، بنصف أنوثة أو بجزء منها... الجسد في وقت حرائقه لايمكن تسريحه من الخدمة أو إحالته إلى لجنة تأديب الحواس والانضباط.. ولايسع أي امرأة في طور التوهج أن تخضع أنوثتها للمراقبة الدائمة، كما يحصل للموظفين في الشركات الانتاجية... موظفون في مصلحة حماية العمر من حرائق الجسد.. والنساء موظفات أكثر قلقاً وحرائقهن أكثر مشاغبة من حرائق الرجال.. أصغر حريق في غابة أنثى أصعب من أصعب حرائق رجل... يمكننا نحن المتورطين قليلاً أو كثيراً بفن الإصغاء لبلاغة أجسادنا وبرامج رغباتنا المسجلة أو التي على الهواء مباشرة، يمكننا تجاهل وقت بث هذه الرغبة أو تلك، ويمكن للرياضيين منا والمشّائين أن يحملوا حرائقهم إلى حيث العراء... أمّا الصديقات أو الحبيبات لايوجد لديهن عراء، يمكنهن حمل حرائقهن إليه... ولايمكنهن طي صفحة الماضي وبكل يسرٍ وسهولة جسد حافل بالمواسم وله سجلات ضخمة وأمانات نفوس... |
|