تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أوتار.. ماذا لو انتهى العالم 2012 ؟!

آراء
الخميس 21-1-2010م
ياسين رفاعية

كثرت التكهنات في الآونة الاخيرة، إن نهاية العالم قد قربت، وهي واقعة في 21/12/2012 لتقارب الأرقام ونقلها عكساً، ما يوحي، حسب نوستراداموس، ان النهاية واقعة في هذا التاريخ،

ومع ان مثل هذا التوقع لا يعلم به إلا الله تعالى، وان علماء الأديان يشككون بالطبع بهذا التاريخ فقد استغلت السينما الاميركية - على عادتها - فأنتجت فيلم 2012 الذي كلف نحو مئتي مليون دولار، وحصدت خلال ثلاثة أسابيع من عرضه ملياري دولار، دفعها الفقراء قبل الأغنياء، بل تراكض الأثرياء في العالم الى حجز بطاقة سفر الى الكواكب الأخرى بلغ ثمن البطاقة الواحدة مئتي ألف دولار.‏

والاشاعة كبرت على نطاق واسع، وخصوصاً الذين يتعاطون التنجيم والتنبؤ بالمستقبل، وكلهم كذبة ومخادعون ، وتساعد على تشجيعهم اقنية المحطات التلفزيونية والصحف والاذاعات في العالم كله .‏

فقد ذكرت وكالات الانباء مؤخرا ان علماء ذرة اميركيين قاموا بتأخير عقارب «ساعة القيامة» الرمزية دقيقة واحدة بسبب «تفاؤلهم» بإمكان تجنب العالم كارثة نووية، وقال العلماء وبينهم 19 عالماً من حملة جائزة نوبل في «نشرة علماء الذرة» التي تشرف على هذه الساعة انهم حركوا عقاربها ست دقائق قبل منتصف الليل بدلا من خمس إذ يرمز «منتصف الليل» الى «كارثة نووية» وتم تشغيل الساعة عام 1947 عقب الهجوم النووي الذي شنته الولايات المتحدة على اليابان، لتجسد مدى «قرب الجنس البشري من الابادة الذاتية» وكان عقربها يشير الى سبع دقائق قبل منتصف الليل وعدلت 18 مرة كان آخرها في 2007 ، عندما قدمها المجلس المشرف عليها ، دقيقتين بعد اختبار كوريا الشمالية لسلاح نووي وعزا العلماء ارجاعهم عقارب «الساعة» الى الوضع الاكثر تفاؤلاً على مستوى الشؤون الدولية وبدء حقبة جديدة من التعاون.‏

هل استندت هذه الشائعات الى مسوغ علمي واضح؟!‏

من هنا نشرت الصحافة اللبنانية تحقيقات حول هذا الموضوع الذي اثار رعب الناس، خصوصا الاثرياء والدول الغنية ، فقد عادت هذه التوقعات الى انهاء التقويم الزمني لشعوب المايا القديمة في 21/12/2012، ويشير هذا التاريخ الى نهاية العالم ونهاية دورة الحياة والتي يبلغ طولها 5126 سنة بناء على جداول رياضية لا تعتمد على التنجيم او الاساطير ، بل على استنتاجات دقيقة وضعت بعد مراقبة طويلة، وتكمن مهارة المايا المتعمقين بالفلك وأسراره في رصد الاحداث وتوقع الكوارث، اذ توصلت الى قياس طول السنة قبل آلاف السنين، كما استخرجوا المحيط الصحيح للأرض، وتنبؤوا بمواعيد الخسوف والكسوف.‏

والتنبؤ الآخر اشار اليه العالم الياباني هايدو ايتاكادا الذي توقع عام 1980 ان تنظم كواكب المجموعة الشمسية في خط واحد خلف الشمس، وان هذه الظاهرة الفريدة ستترافق مع وقائع مناخية وخيمة تنهي الحياة على سطح الارض في 2012، وجاءت ايضا تنبؤات اليهودي نوسترا داموس قبل 500 سنة الى ان العالم سينتهي في مطلع الالفية الثالثة للميلاد مشيرا الى اضطراب الكواكب ودمار الارض بعد 12 سنة من نهاية الالفية الثانية.‏

ان المرء ليعجب كيف تناسبت هذه الارقام من مصادر متنوعة لنشعر ان القيامة ستقوم بعد سنتين وبضعة ايام .‏

في المقلب الآخر تشير التوقعات العلمية، إلى أن العواصف الشمسية من خلال اقترابها من الارض ستعطل أولا كل شركات ومصادر الطاقة الكهربائية في العالم، حيث من المتوقع ان تقترب من سطح الارض بعد سنتين على ابعد تقدير . . فلنتصور اذا تعطلت نهائياً كل الطاقة الكهربائية في العالم، وهذا معناه العودة الى العصر الحجري او أسوأ من ذلك بكثير . فلا انارة كهربائية ولا قطارات، ولا برادات وغسالات وأجهزة تلفزيون وكل ما يعمل على الكهرباء.. حتى المولدات الخاصة ستحترق ، وستنفجر أنابيب البترول وتغرق البواخر في اعماق البحر ويشتد هطول الأمطار وتتدمر السدود والجسور ومخازن المياه حتى الصغيرة منها .. وهي كارثة حقيقية ستصيب البشرية بالفناء.‏

بعد عرض الفيلم سيىء الذكر إياه، اصاب العالم فزع حقيقي، بل إن كتبا توزعت في كل انحاء العالم تحت عنوان 2012 بينها كتاب نشر قبل اسبوعين بالانكليزية لمؤلفه لورنس جوزف نرى فيه مجموعة من الاحتمالات التي يمكن ان تحصل في ذلك اليوم إلا انه لا يعتقد ان النهاية ستقع في 21/12/2012 ، ولكن روبرت سابت صاحب كتاب 21/12/2012 survive ان شيئاً ما مروعاً ومأساوياً سيحدث في هذا اليوم، انظر الى الكوارث التي تنذرنا تباعا الان عن قدوم ذلك اليوم المشؤوم اصطدام القطارات ، غرق السفن، اصطدام طائرات ببعضها البعض، ثلوج دون توقف، هبوط درجات الحرارة عن معدلها المألوف ، الزلازل خذ مثلا مأساة جزيرة هاييتي، الامطار الغزيرة التي تحدث طوفانات هائلة في معظم بلدان العالم ويموت ناس كثيرون فيها، لعل كل ذلك يعبر عن غضب الله من هذا الفساد المستشري من القمة الى القاعدة.‏

ويتوقع العلماء في سيناريوهات مختلفة ومتنوعة كلها تثير الرعب في النفوس مثل ان جسما فضائيا يدعىAPROFISS سيقترب من الكرة الارضية بحلول عام 2029 وقد يصطدم بها وان هذا الارتطام سيكون بقوة880 ميغا طن من مادةTNT المتفجرة ويوازي اكثر من 15 الف ضعف من انفجار قنبلة هيروشيما الذرية الشهيرة التي دفعت اليابان الى الاستسلام في الحرب العالمية الثانية.‏

وعلماء اخرون يتوقعون ان نهاية العالم ستكون في انتشار امراض مميتة للبشرية وخير مثال عنها الامراض التي برزت فجأة في العالم كانفلونزا الطيور ثم انفلونزا الخنازير الى جانب مرض معد اكبر يفني عدداً كبيراً بالملايين من البشر او حرب نووية تستخدم فيها اسلحة بيولوجية او حدوث تفاعل خارج عن السيطرة من تصادم ضخم للجسيمات الذرية تؤدي الى كارثة نووية او ايضا تجربة تحوير جيني تؤدي الى دمار بيولوجي بما يخلق نوعا جديدا من الكائنات المجهرية تتكاثر بسرعة رهيبة وتقضي على البشر.‏

وربما تهديدات من الفضاء لمخلوقات سبقتنا في الحضارة بأشواط او حدوث انفجار نجمي مجاور للشمس بما يعرف بـ:Supernovo أو انفجار داخل الثقب الأسود لمجرة درب التبانة أو زيادة الاشعاعات غاما القاتلة او ارتطام الارض بنيزك او مذنب هائل بحجمها الى جانب الإفراط في انفجارات ألسنة اللهب في الشمس لتطال الارض وتحرقها فتتبخر المحيطات وتنتهي الحياة.‏

وهناك تهديدات ناجمة عن الارض نفسها اكبرها ظاهرة الاحتباس الحراري او الدفيئة ما يؤدي الى ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي ينتج عنها ارتفاع مستوى البحر وغرق كثير من المدن وحدوث اعاصير مدمرة او انقلاب قطبي الارض ودورانها بعكس ما هي عليه اليوم وفقد الجاذبية على سطحها.‏

كل ذلك تأويلات وتوقعات وتنبؤات المنجمين فكذب المنجمون ولو صدقوا، العلم وحده عند الله والمؤمن الحقيقي لا يأخذ بكل هذه الترهات والاكاذيب والتوقعات ولكن في الرجوع الى الله يعصمنا من كل هذه الكوارث فعند ربك كل شيء واليه نعود وهو وحده سبحانه بيده الحل والربط في هذا الكون العظيم .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية