|
مجتمع نحن جميعاً نأكل الطعام كطريقة لتغيير مزاجنا كأن نعتاد على قهوة الصباح لدفع أنفسنا إلى الاستيقاظ وإلى لوح الشوكولاته للشعور بالمتعة في الأوقات الصعبة، إن استخدام الطعام لتغيير الحالة التي نشعر بها مغروس بأحكام في ثقافتنا الغذائية بهذه الكلمات بدأ الدكتور رياض الصوص محاضرته في ثقافي العدوي وأشار أن 61٪ من الناس يفضلون الحصول على وجبة لذيذة في ليلة من الحب والشغف، فالطعام عند معظمنا هو الطريقة التي نهدىء بها أنفسنا ونقدم لها اللذة والمتعة، لكن الطعام الذي نأكله لنبهج به أنفسنا غالبا ما يكون حلاً سريعاً يرافقه جانب سلبي فالأطعمة مثل الكيك والبسكويت والشوكولاته، تغني دمنا بكمية كبيرة من السكر ما يعطينا زيادة سريعة في النشاط يعقبها هبوط معدل السكر في الدم وقد يرافقه إحساس بالتعب وإحباط ودوخة وارتجاف، لكن الشيء الملفت للنظر أننا نادراً ما نربط بين انخفاض نسبة السكر في الدم وبين ما أكلناه قبل ذلك ثم نعزو الأمر إلى التعب والضغط النفسي. أبحاث علمية وتؤكد الأبحاث إن لطعامنا تأثيراً قوياً على الحالة التي نشعر بها نفسيا وجسديا وأنك إذا تناولت الطعام المناسب في الوقت المناسب أصبحت كيمياء جسمك متزنة وهذا ينعكس عليك بالشعور بالراحة النفسية والجسدية، وإذا تناولت الطعام السيئ في الوقت غير المناسب اختلت كيمياء جسمك ما يؤدي إلى الأرق والتعب العام والضغط النفسي وتفاقم أعراض سن اليأس وترك الجهاز المناعي عرضة لهجوم فيروسات الانفلونزا والزكام. في مشروع الطعام والمزاج قامت بإدارته جمعية MIND على 200 شخص تبين أن 88٪ منهم قد تغير مزاجهم باستبدال نظامهم الغذائي، ولا ننسى أن عوامل أخرى تؤثر في مزاجنا كالأمور المادية والمعيشية والعلاقات الخاصة والعامة بين الأفراد وبدل التساؤل عن سبب شعورنا بالتعب أو التفكير بزيارة الطبيب أو توبيخ أنفسنا لعدم الشعور بأننا بخير وإذا ما ألقينا نظرة على مطبخنا ففيه نجد الرد على بعض الأسئلة. نشعر بالدفء النفسي وأوضح د. الصوص إن الفهم الحالي للعلاقة بين الغذاء والسعادة يمر عبر دراسة المواد الحيوية المؤثرة في الانفعالات وكيفية تأثيرها في الدماغ أي أن تناول الغذاء هو وحده الكفيل بحث الدماغ على إفراز المركبات الحيوية الصحية التي تجعلنا نشعر بالدفء النفسي والراحة وحسن التصرف. تسمى هذه المركبات بالنواقل العصبية وظيفتها إرسال الرسائل من الدماغ من خلية عصبية إلى أخرى ثم في التفكير والمشاعر ووظائف الجسم الأخرى، أي أن هذه المركبات الحيوية الخاصة تصنع في الدماغ من الطعام الذي نأكله وهي شديدة التأثر بنوعية الطعام. لكن أهم المركبات الكيمائية (السيروتونين) التي تبعث السعادة في القلب و(الدوبامين) المادة التي تبحث عن المتعة. السيروتونين: هو من أهم المركبات الكيميائية التي تجعلنا نشعر بالراحة النفسية ولا يتم تصنيعها إلا بالدماغ، وإن الأغذية الغنية بالحمض الأميني تربتوفان تساعد الدماغ على إفراز السيروتونين الذي يقترن بتحسين المزاج وتقليل الضغط النفسي والتوتر وبمساعدتنا على الاسترخاء في الليل يقوم الدماغ بتحويل السيروتونين إلى هرمون الميلاتونين ليمنحنا نوماً هادئاً أهم الأغذية التي تزيد من إفراز مركب السيروتونين الموز -لحم الديك الرومي- الجبنة البيضاء- بذور دوار الشمس- الفول السوداني ومنتجات الصويا. الدوبامين: الناقل العصبي الذي يدفعك للسعي وراء الأشياء الباحثة أو المنتجة للمتعة مثل الأكل والجنس والشعور بالحب.. ومساعدة الدماغ أن يبقى متنبهاً ويقظاً وزيادة التركيز ومساعدة الذاكرة، وإن الأغذية الغنية بالحمض الأميني تبروزين تساعد الدماغ على إفراز الناقل العصبي دوبامين، أهم الأغذية: لحم السمك الطازج، الجبنة البيضاء الطازجة، لحم الدجاج القليل الدهن، الفاصولياء اليابسة إضافة للموز وبذور دوار الشمس. مسببة للضغط النفسي الأطعمة المسببة للضغط النفسي تلك الغنية بالملح والدهون والسكر وهذه المركبات باتت الشيء الطبيعي في طعامنا الحديث وكلما تناولت المزيد منها قل شعورك بالسعادة لافتا هنا إلى دراسة نشرت في وزارة الزراعة الأمريكية لحظت أن 75٪ من الأطعمة في العالم مرت بمرحلة من مراحل التصنيع وابتعدت عن طبيعتها بنسبة 75٪ أي أن 75٪ من الأطعمة في العالم هي ليست على حالتها الطبيعية وهي مشبعة بالملح والدهون والسكر التي تؤذي حالتنا النفسية على الأقل. وفي النهاية أشار د.الصوص أن منظمة الصحة العالمية تتوقع أن مرض الكآبة سيدخل مرحلة الوباء في حلول عام 2020 وأن يعاني نصف النساء وربع الرجال في المملكة المتحدة وحدها من الاكتئاب في وقت واحد (وزارة الصحة قسم الخدمات الوطنية للصحة العقلية). وفي نفس الوقت يتوقع أن تحلق عالياً إنتاج ومبيعات الأطعمة المصنعة. باختصار لقد تزايد إنتاج الأطعمة المصنعة بشكل ملحوظ خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية. |
|