|
لوفيغارو جانب من الأخلاق وهو هام جداً يتمثل في احترام الغير وضمان حقوقه لإنسان مثلنا تماماً ولا يختلف عنا سوى في لونه وظروفه ومحيطه الجغرافي، والمبادرة والعطاء وإبداء الرفق، وثمة في جهات الأرض الأربع، من بذل ذاته في سبيل المصلحة العامة والفقراء خصوصاً. ولا بأس إن تمثلنا خطاهم بعض الشيء، فإن سعينا نحن مواطني الدول الغربية إلى الأخذ بقيمنا الروحية والأخلاقية بشكل صحيح ونزيه لنجا العالم من مذابح كثيرة وحروب دامية، وكافة أشكال الاغتصاب والسرقة والظلم والاعتداء ومن هنا تنمو بذورة ثورة أخلاقية تطيح إلى حد كبير بكل ماهو فاسد على الأرض إلا أن أنانيتنا المغرطة وركوبنا وحش العولمة والرأسمالية دونما تبصر وأكثر من ذلك لجؤونا إلى فرضها وبشتى السبل الخسيسة على كافة شعوب الأرض، جلبت الدمار لهم والمآسي لنا نتيجة ردود أفعالهم العنيفة حيال ذلك. إذا ما نظرنا حولنا، نقع على دول غنية تزداد ثراء وازدهاراً منقطع النظير، لكننا نجدها مقوضة وخالية من الداخل وفارغة من كل معنى روحي يضفي رونقاً وإشراقة إنسانية. وإنه لمن المخزي جداً أن لا تكتفي الدول إياها بما حققته لنفسها، بل تروح كلما سنحت لها الفرصة أن تبث فتنة هنا وفتنة هناك، أعني بعض دول الشرق الأوسط وخصوصاً الفقيرة منها والتي تتميز بنظام سياسي هش. كما أنها لا تتورع عن إثارة حروب داخلية في البلد الواحد لتقويض مؤسساته وإضعاف بنيته وإثارة النعرات الطائفية وصولاً إلى منابع ثرواته ونفطه. خذ أمريكا مثلاً، فحروبها ما زالت قائمة في كل من أفغانستان وباكستان والعراق وغيرها دون أن تأخذ العبر والدروس في حروبها السابقة وخاصة في فيتنام، ومن ذلك العاقل الذي يصدق نواياها في شن هكذا حروب دامية، متذرعة باجتثاث الإرهاب ونشر حضارتها (الفريدة) وكأنها خلاص للإنسانية من براثن الجهل والفقر! ولا بد من قول الحقيقة: إن العالم تحول إلى غابة كبيرة، فيها يأكل القوي الضعيف ثم يرفسه دونما شفقة. أعود وأقول إن ما ينقصنا نحن الغربيين، اليوم، هو قيم روحية ومبادئ فلسفية، ومفهوم «للحياة السعيدة» لا يقوم على أنقاض أرواح إخوتنا في الإنسانية مهما كان لونهم وعرقهم وانتماءاتهم الدينية ومحيطهم الجغرافي أكثر من استراتيجيات وسلطة ونفوذ لا تقودنا في النهاية إلا إلى مزيد من الضياع واللا إنسانية. |
|