|
معاً على الطريق كان ذاك في العام 1991 وخلال السنوات الأخيرة تبنت بعض القنوات الفضائية العربية الدراما التركية تعرضها بكثافة واهتمام لا لولع بها ولا يدافع هاجس إعلامي أو فكري وإنما بغاية الربح من أقصر الطرق: خفض تكاليف الإنتاج وتحقيق مردود أعلى من الإعلانات، وكثرت شركات «الدبلجة» تسمي الممثلين الأتراك بأسماء عربية ورضخ الفنانون السوريون «المدبلجون» إلى الشارات ترصع أسماءهم وتماهوا بالفنانين الأتراك إلى درجة الوهم أنهم هم الأبطال، وكانت النتيجة أن الدراما التركية عرت الدراما السورية وسحبت من تحتها البساط، وأنشد المشاهد إليها، في بلد عربي شقيق عندما عادت «لميس» جرى اطلاق النار في الهواء بأكثر من مدينة ابتهاجاً بعودتها كما يجري في الأعراس حتى تعرض المبتهجون لملاحقة رجال الشرطة. في السنوات الأخيرة حل بالدارما السورية ماحل ببائع فلافل فتح محلاً في أحد الأحياء فدر عليه ربحاً وفيراً فغار الآخرون وراحوا يفتحون محلات الفلافل، إن عدداً من شركات الإنتاج تقوقعت بالعدوى على مرحلة النصف الأول من القرن العشرين في دمشق القديمة أو حلب بالاشتباك مع المستعمرين الفرنسيين أو بالصراع بين زعماء الأحياء وهي استنساخ لأعمال سابقة تألقت في حينها، والمشاهدون هذه الأيام مأزومون من تردي الأوضاع العربية ولم يبق لهم سوى بعض الأعمال يتنفسون بها مثل «ضيعة ضائعة، وبقعة ضوء». إن أهم أسباب نجاح الدراما التركية هو الماضي المشترك بيننا وبين الأتراك كالكثير من العادات والتقاليد، وأصناف الطعام، والتراث الموسيقي «الشرقي» ويأتي مسلسل «الذئاب» الذي صور الصهاينة يخطفون الأطفال ويطلقون النار على كبار السن فزعزع الكيان الصهيونهي وأدى إلى حنق مسؤول صفيق, وردة فعل تركية صارمة جعلت إسرائيل تصاب بالرهبة أمام موقف الرئيس التركي عبدالله غول، ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، وصرح كاتب السيناريو بهادير اوزديير رداً على «الانفعال» الإسرائيلي إذا كانت أبصارهم قد زاغت من عدد من المشاهد فإننا سنحولها إلى فيلم يزيد على ساعتين، وسنزيد من مثل هذه الأعمال التي تصور وحشية إسرائيل في غزة. إن موقف تركيا واهتمامها بالقضايا العربية ليس جديداً فقد رفض البرلمان التركي في العام 2003 السماح لأميركا أن تغزو العراق من أراضيها على مابينهما من علاقات، ولاحاجة لنا أن نذكر من أين غزت أميركا العراق. إن آخر تظاهرات الشعب التركي كانت التنديد بموقف مصر في منع قوافل «شريان الحياة» إلى غزة وعرقلتها وكان بين الذين رافقوا المساعدات لكسر الحصار 17 نائباً تركياً. ومن قبل ندد المتظاهرون في العاصمة واستنبول وعدد من المدن الأخرى بإسرائيل التي تريد أن تدافع عن نفسها بتدمير لبنان وفلسطين، كما نددوا بوحشية أميركا في العراق... والشارع العربي محكوم عليه بالصمت. |
|