|
الافتتاحية أقل ما يقال في عمل إدارته خلال هذه الفترة أنه بطيء.. متردد.. بل.. ربما مرتبك بعض الشيء.. لقد انتخبه الشعب الأميركي بإقدام فريد كرجل تغيير وسلام ولو كان هذا الشعب يريده متشبهاً بسياسة المحافظين الجدد.. لاختار المرشح الجمهوري.. قال: التغيير والسلام. فقالوا له: هو لك.. هيا افعل. بعد عام.. ورغم أن أوباما حقق بعض النجاحات على صعيد معالجة الأزمة الاقتصادية العالمية التي أثر في تفاقمها سياسة الإدارة السابقة «المحافظون الجدد» إلا أن مؤشرات عديدة تؤكد تراجع شعبية الرئيس أوباما. بالأمس فاز الجمهوري «سكوت براون» في انتخابات فرعية في ولاية «ماساشوسيتس» ليحتل مقعداً في مجلس الشيوخ بعد أن شغله الديمقراطي الراحل إدوارد كينيدي لنحو نصف قرن.. والمعروف عن هذه الولاية أنها ذات صبغة ديمقراطية. الصدمة شديدة.. ليس لأن مرشحة أوباما الديمقراطية «مارتا كوكلي» خسرت بعد منافسة شرسة مع «سكوت» بل لأن ذهاب هذا المقعد من الديمقراطيين إلى الجمهوريين ليتمتعوا بـ «41» مقعداً من مئة.. يعطيهم إمكانية تعطيل القرارات التي يريدها أوباما وإدارته وفي مقدمتها برنامج إصلاح النظام الصحي الذي يعتبر أهم بنود سياسة أوباما. طبعاً لا ينتظر الرئيس أوباما وإدارته نصائحنا ليعلم خطورة التردد في إظهار مواقف قوية تسير به نحو تحقيق الأهداف المعلنة لعناوين برنامجه السياسي الذي أعلنه في فترة الترشيح للانتخابات وأكد عليه عندما نُصب رئيساً للولايات المتحدة. برأينا أن الخيوط لم تفلت بعد من يدي الرئيس أوباما وإدارته.. لكنها تحتاج إلى الشد الحقيقي بجرأة.. ويأتي الاتجاه للسلام العالمي وإيقاف الحروب في مقدمة الوعود التي أطلقها الرئيس أوباما، والذي نراه.. أن الحروب زادت وآفاق السلام ضاقت.. وضمنها أو في مقدمتها مشروع سلام الشرق الأوسط.. لا نستطيع القول: إن سلام الشرق الأوسط هو الشغل الشاغل للأميركيين ولا سيما تحت فعل التأثير الكبير للدعاية الإسرائيلية على المجتمع عامة هناك.. وهي عامل الإعاقة الأول والأخير في مشروع السلام في المنطقة. ربما ارتفعت نسبة الأميركيين الذين لم تعد تنطلي عليهم الدعاية الإسرائيلية برغبتها في السلام ولاسيما بين النخب السياسية والاجتماعية، لكن.. ما زالت الرؤية لحقيقة المواقف وما يجري في الشرق الأوسط تمرّ بنسبة غالبة من المنظار الصهيوني الإسرائيلي. نجاح مشروع سلام في منطقة من أكثر المواقع في العالم سخونة وتشابكاً بالمساهمة والدعم الأميركيين هو نجاح سياسي كبير لايمكن لأحد أن يتجاهله، وأيضاً غضّ النظر عنه أو التباطؤ فيه، هو إخفاق لا يمكن تجاهله. سلام الشرق الأوسط لم يعد يصلح ليكون مشروع النيات الطيبة.. لأنه تجاوز مرحلة «أن ننوي» والأخطر من التردد والبطء الأميركيين في هذا المشروع.. أن يمشي في طريق لا توصله أبداً إلى الهدف. لا بدّ للإدارة الأميركية من أمرين تأخذهما على محمل الجدية والسرعة: 1-مواجهة أطراف المشروع المعطلة له. 2-ضمان تحقيق السلام وفق الأسس المعلنة دائماً في السياسة الأميركية.. الأرض مقابل السلام.. وقرارات الشرعية الدولية. أما أن يكون للسياسة الأميركية هدف واحد هو أمن إسرائيل بغضّ النظر عن مواقفها المعطلة لعملية السلام.. فذلك سير ربما في الاتجاه المعاكس. |
|